يرى عدد من المتابعين أنّ المنظومة الأمنية بعد الثورة هي إمتداد للمنظومة القمعية التي شكّلت العمود الفقري لديكتاتورية بن علي و يستدلّون على ذلك بتكرار عمليّات القمع العشوائي من طرف قوّات الأمن مثل أحداث 9 أفريل 2012 و سليانة مؤخّرا، لكن قبل معظلة غياب إصلاحات فعليّة تخلق عقدا إجتماعيّا يمكن أن يُعيد صياغة العلاقة بين المواطن و رجل الأمن يرى الكثيرون أنّ هنالك مُعطى أخلاقيا إضافيّا يجعل مشاهد القمع تتكرّر، وهو أنّ الثورة التونسية ناكرة للجميل تجاه من جسّدوها بدمائهم، إبتداءً من الحوض المنجمي وصولا إلى ملحمة 17 ديسمبر 2010. ثورة تستحي أن تكشف الحقائق و أن تُحدّد المسؤولين عن جرائم نظام بن علي، فضلا عن أن تعاقب قتلة الشهداء، ثورة يُريد من نصّبو أنفسهم أوصياء عليها أن يختزلوا المسؤوليات في شخص بن علي و لا يجدون مشكلة في الحكم عليه حتى بالإعدام ما دام بعيد المنال و بما أنّ بلاد الحرمين صارت ملجأ له.
بعد مرور سنتين على “الثورة” ما هو تقييم عائلات الشهداء لها ؟ هل يرون ملامح تغيير فعليّ ؟
نشرت منظّمة العفو الدولية تقريرا في 14 جانفي 2013 تحت عنوان : “تونس: بعد مرور سنتين على الانتفاضة ينبغي تحقيق العدالة بشكل واضح” ورد في مقدّمته :
في الذكرى الثانية للإطاحة بالرئيس التونسي الأسبق بن علي لا يزال أفراد عائلات القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الانتفاضة يطالبون بالكشف عن الحقيقة وإحقاق العدالة. بيد أنه لم تتم تلبية مطالبهم تلك حتى الآن.
وقد تحدث على المكي، رئيس “الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق شهداء وجرحى الثورة التونسية” (لن ننساكم) وشقيق عبد القادر المكي، الذي قُتل في مدينة دقاش في 11 يناير/كانون الثاني 2011، لمنظمة العفو الدولية عن حالة الكرب ومشاعر الإحباط التي تكابدها العائلات لأنها لم تستطيع الحصول على أجوبة عن أسئلتها، وعن انعدام العدالة في فقدان أحبائها في الوقت الذي لا يزال بعض الجناة طلقاء.
يوم 14 جانفي 2013، بمناسبة الذكرى الثانية ل”ثورة الحرية و الكرامة” كان شعار عائلات الشهداء و الجرحى كما يلي :
” و يتواصل الإفلات من العقاب … “…
الحوض المنجمي 2008 + ثورة الحرية و الكرامة + تواصل القمع و الإضطهاد
زرنا جريح الثورة حسني قلعية أصيل مدينة القصرين يوم 14 جانفي 2013 رفقة عصام عمري شقيق الشهيد محمد عمري من تالة الذي حاورناه حول إنطباعه إزاء المظاهر الإحتفالية في شارع الحبيب بورقيبة يومها، مع بروز تدافع سياسي رُفعت خلاله أعلام الأحزاب و ظهرفيه نادرا علم تونس رغم طبيعة المناسبة التي كان من المفترض أنّ تُوحّد الفرقاء على أرضية وطنية مشتركة, كما تنقّلنا يوم 15 جانفي 2013 مدينة القصرين و حاورنا أنور السعداوي شقيق الشهيد وليد السعداوي حول تقييمه لواقع الحال.
iThere are no comments
Add yours