الحرية لصابر المرايحي – المجرمون في الشوارع يرتعون و الأحرار في السجون يقبعون.

صابر.. شاب تونسي تجرأ على الحلم و آمن بثورة قامت لتغّير واقعه المرير و تنقذ جيله من البطالة و القمع و الإحساس بالإهانة المستمر.
هو واحد من آلاف الشباب الذين خرجوا منادين بالحرية ، سلاحهم الوحيد حناجرهم و حجارة لا تقيهم من رصاص نظام بن علي الذي كان يقتل التونسيين و ينشر القناصة في الشوارع لخطف أرواح الأحرار و الأبرياء. هو ليس مجرد اسم في دفاتر التعداد السكاني المتروكة على رفوف الوزارات هو كل تونسي حر، في لحظة فارقة صنعها بحنجرته ،أحسّ بالمسؤولية و تفائل بالمستقبل.
صابر هو من اولئك الذين آمنوا انه” إذا الشعب أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر” ذنبه أنه حلم و ثار فؤودع هو وحلمه بالسجن الذي يقبع فيه منذ اكثر من سنة و التهمة “إرتكاب الثورة”، إستنادا على إتهام بوليس يستدلّ بفيديو إنتشر على الفايسبوك يسبّ فيه صابر البوليس في مطلع جانفي 2011.

صابر ليس مواطنا مظلوما فحسب.. هو ثورتنا السجينة، حاله حال المئات من التونسيين المسجونين لأنهم حلُموا .. هو رمز من لم يتخاذل و آمن باللحظة التاريخية التي كان من المفروض ان يسقط فيها النظام إلى الأبد.

على الذين يحكموننا ان يعلموا أن الثورة ليس جريمة، و عليهم أن يتذكروا كيف و لماذا خرجوا من سجونهم و رجعوا من منافيهم.. و أن ما يعتبر اليوم أحداث شغب كان البارحة ثورة محررة لهم أوصلتهم إلى سدّة الحكم.
الثورة لا مكانة لها في قواميس القوانين و المجلات الجزائية, هي خرق للقانون, هي لحظة قوة جماعية و معجزة تكسر الأغلال و يجسّد من بعدها الشعوب احلامهم على أرض الواقع.. لا يحاكمون من أجلها.

صابر سجين منذ اكثر من سنة و ما زالت تنتظره جلسات المحاكم التي يستمع خلالها إلى توصيف لا يفهمه للحلم الذي حلُمه، محاكمة تسمى فيها الثورة فوضى و الحرية همجية و الشجاعة عنف والغضب محاولة قتل..

لن نصمت على اغتيال الحلم فينا. مسؤوليتنا التاريخية اليوم هي إيقاف هذه المظلمة و تحرير صابر و كل صابر و هم كثر و ذلك لا يتم سوى بالإستجابة لنداء الوقوف أمام مسرح المحاكمات و الهتاف بأن الثورة ليست جريمة.

كلنا صابر.. الحرية لصابر!

هذا و تنعقد يوم 24 ماي 2013 الجلسة الثانية لمحاطمة صابر المرايحي بالمحكمة الابتدائية بتونس على الساعة 10 صباحا. و بهذه المناسبة تدعوكم لجنة المساندة للحظور لدعم قضيّة صابر المرايحي.