بل الأحرى بنا، في إطار “تونسيّتنا”، بيان الخيارات الأساسيّة لقطرنا لتجاوز التّيه المبدئيّ في تعامل الدّولة الرسمي مع الكيان الإسرائيلي. و الإشكال الجوهريّ في رأيي هو غياب، بل تغييب، الصّراحة في طقس جماعيّ غريب ننخرط فيه جلّنا لمّا نتحدّث عن إسرائيل: معارضة و موالات، الكلّ ينشد بعنتريّة جاهليّة نشيد دعم الكفاح الفلسطيني و مقاطعة إسرائيل و في المقابل تجريما للعمل المسلّح أو ما يوصم بالجهاديّة و تناسيا متعمّدا لضآلة هذا الدّعم “المنافق” إن وجد في سياق تعقيدات الصّراع و لاعبيه الكبار.
فدور تونس لا يقارن مثلا بدور الولايات المتحّدة و إيران و موسكو و بالطّبع الدّول التي تتقاسم حدودا مع إسرائيل و تقيم معها علاقات “طبيعيّة” وهي أساسا الأردن و مصر و إلى حدّ ما سوريا. إنّ الواقع المعاش يثبت حقيقة تمكّن إسرائيل لعوامل عدّة من التفوّق النسبيّ على محيطها سياسيّا و إقتصاديّا و تكنلوجيّا و الأهم من ذلك أحيانا عسكريّا. وإنهاء الصّراع مع إسرائيل،أي إسترجاع كامل الأرض والحقوق دون نقصان، يستدعي التفوّق عليها في كلّ هذه جميعا و غيرها كما يستدعي حسما عسكريّا في إطار حربيّ مفتوح.
إذا لو أردنا أن ندقّ طبول “الممانعة” و “تجريم التّطبيع دستوريّا” في تونس يجب علينا النّظر موضوعيّا إلى بعض المؤشّرات: فإسرائيل في المرتبة 17 من مؤشّر التنمية البشريّة للأمم المتحدة في حين تأتي تونس في المرتبة 94 لعام 2011. و هذا المؤشّر يضمّ عدّة مكوّنات كالتّعليم و الصحّة و النّاتج الوطنيّ الخام للفرد حيث يقدّر الإسرائيلي ب 849 25 دولار و نضيره التّونسيّ ب281 7 دولار فقط**.
إذا، موضوعيّا لا مجال للمقارنة بين مستوى التّنمية أو الأداء الإقتصادي بين تونس و إسرائيل بتاتا. و في حال أضفنا المستوى العسكري و بُعدَنا الجغرافي يتضّح لنا سخافة كلّ الجعجعة و المزايدة الجوفاء ضدّ إسرائيل واستحالة مساهمتنا حتّى في دعم نموذج المقاومة الحالي على المستوى الرّسمي (أي كدولة).
و لكنّ القضيّة الفلسطينيّة بالنسبة لتونس لا يمكن أن تختزل في هذه المؤشّرات الإقتصاديّة للإعتبارات الآنفة الذّكر حول البعد المبدئيّ و الدّيني و الحضاري للصّراع. فالهويّة التّونسيّة لا تأبى إلّا أن تؤديّ إلى توافقنا العريض حول هدف بل واجب المساهمة في تحرير الأرض المحتلّة المقدّسة. لكن كيف بنا الوصول إلى ذلك الهدف المنشود و الحال كما تقدّم في البون بيننا و إسرائيل؟ هنا تأتي الأهميّة القصوى لإلقاء الشعارات التّافهة جانبا و بناء إستراتيجيّة حقيقيّة لإدارة الصّراع:
لقد أثبتت الدّبلوماسيّة التركيّة خصوصا و ربّما القطريّة إلى حدّ ما، أنّ التّعامل مع إسرائيل على أسس النديّة و المصالح يؤدّي إلى تأثير أكبر و مجهود مؤثّر في الحدّ من الإنتهاكات الحقوقيّة في حقّ الفلسطينيّين على الأقلّ. و قد تمكّنت هذه الدّولتان عبر هذه العلاقات من توصيل الدّعم المباشر إلى فلسطين و تدعيم صمود الجماهير. كما أنّ أسلوب العصى و الجزرة أثبت أنّ عصى “قطع العلاقات” ناجعة في ثني المحتلّ أو تكبيده خسائر كبيرة في حال عدم تجاوبه وكلّنا نذكر تأثير الهجوم على مرمرة.
إنّ الكيان الصّهيوني يشعر بالخطر دائما و هو في حالة بحث دؤوب عن علاقات جديدة و ليس مستعدّا لخسارتها بسهولة. و هو مستعدّ لتقديم مقابل سخيّ في مقابلها. و من قبيل المقابل، يمكن لتونس أن تفتح مقارّا للفصائل المقاومة و الغزّاويّة النّشاط خصوصا، ممّا يفتح بوتقة كبيرة في جدار الحصار و يفتح على المقاومين بابا للحوار مع العالم من تونس.
إنّي أرى أنّ مساهمة تونس في دفع قاطرة التحرير في فلسطين ستكون معتبرة في حالة قيام علاقة مصالح، و إحدى أعلى مصالحنا هي تحرير فلسطين كما قلنا، و التمكّن من خلالها في التّأثير المباشر و الفعّال في الكيان الصّهيوني و ليس الهدف هي المقاطعة في حدّ ذاتها. إنّ التوّاصل في تجاهل هذه الحقيقة و الإحتماء الجبان بشعارات الممانعة و الإمتناع عن شرب الكوكة و النسكافي ما هو إلّا فصل آخر من فصول الكسل و الخمول الجماعيّ و محاولة التهرّب من التحدّيات الحقيقيّة للسياسة الخارجيّة التونسيّة. كفانا جهادا لإسرائيل من مقاعد مقهى المرجان و هلمّ إلى الواقع نتلمّسه لا ليوقلبنا بل لنأثّر فيه بجديّة.
و بعد بيان و عرض ما سلف أدعو إلى مراجعة جديّة و لإيجاد أوّل سياسة تونسيّة حقيقيّة لإدارة القضيّة الفلسطينيّة منذ الإسقلال.
** يمكنكم الإطلاع على تقير الأمم المتحدّة للتنمية كاملا و بالعربيّة على هذا الرّابط
rabbi m3a il jami3
آآآآآآمين
vous aussi vous versez dans l’émotionnel. vous dites que la libération de la Palestine est l’un de nos intérêts supérieur. vous plaisantez? et vous sous entendez quoi par la libération? la création d’un état palestinien à côté d’Israël ou la disparition d’Israël?
on a ni l’intérêt ni le poids ni les moyens pour pesez sur ce dossier. on ne peut qu’adopter une position sur le plan des valeurs. votre idée d’offrir une tribune à la résistance vers le monde semble incongrue et vous semblez ignorer l’histoire quand l’OLP était basée à Tunis.
“émotionnel”الضّرف التّاريخيّ مختلف تماما عن التّجبة السّابقة، أين أسقط في ؟؟؟
vous m’avez pas répondu destruction d’Israël ou création de deux états?
votre position rejoint la position singulière de Bourguiba à l’époque et que je trouve la plus pragmatique. mais il serait bien de préciser vos motivations, ce sont un combat pour les valeurs ou ce sont des envie hégémoniques au nom d’émotivité religieuse ou identitaire. essayer de faire le parallèle des aspirations palestiniennes avec les aspirations kurdes ou berbères. il faut préciser si vous voulez refaire l’histoire ou arranger les effets de l’histoire au nom de valeurs comme la justice et la paix. est ce qu’il faut condamner et lutter contre des idées colonialistes et racistes ou déborder sur des considérations religieuses et ethniques? il faut répondre objectivement à ces questions pour espérer sortir de l’émotionnel.
قرأت المقال أعلاه ثم أعدت قراءته وبقيت أتساءل عن بيت القصيد بسبب التضارب في الطروحات. الشيء الوحيد الذي اتضح لي هو السخرية والاستهزاء بالمواقف العربية والاسلامية. ولكنني أمرّ مر الكرام على هذه النقطة لأنها أصبحت لا تمثل جديدا تحت الشمس في المواقع التونسية منذ تحرر الكلمة. شخصيا لا أظن أنني أتميز بعنتريّة جاهليّة عندما أتعاطف مع الفلسطينيين. وتقديم الدعم لهم يمكن أن يتم بطرق عديدة تختلف من شخص لآخر وأقلها الدعم المعنوي. والحرب ليست الوسيلة الوحيدة أو المثلى. يمكن مؤازرة القضية الفلسطينية باعلان تضامننا بدلا من اشاعة الفكرة أنه ” بسبب بُعدَنا الجغرافي تتضّح لنا سخافة كلّ الجعجعة والمزايدة الجوفاء ضدّ إسرائيل” . جنوب افريقيا في أيام الأبارتهايد كانت أبعد منا جغرافيا وثقافيا ولكننا كنا ندين التفرقة العنصرية من طرف البيض. لكنك في عام 1990 الذي خرج فيه الزعيم مانديلا من السجن كنت لم تولد بعد. لقد مارس البيض التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا ثلاثة قرون ونصف. وسكت العالم طويلا مما سمح بدوام الحال. ولكن في القرن العشرين بدأت التحركات في مختلف الدول لادانة ذلك النظام العنصري ، سواء منها دول العالم الثالث أو العالم الرأسمالي أو العالم الشيوعي. وعندما تتوالى القطرات على الصخرة الصلبة دون انقطاع فانها تثقبها. ولو تذرعت الدول ببعدها الجغرافي أو عزوفها عن الحرب لتسكت عن الوضع لما تغيرت الأحول في جنوب القارة الافريقية. التاريخ لا يصنع ين عشية وضحاها. وصانعو تاريخ التقدم البشري لم يكونوا من الجبناء. فقد تكفي لحظات حاسمة في التاريخ عندما يحين وقتها وينضج الوضع لتغيير أحوال دامت قرونا أو عقودا. الثورة التونسية التي لم يكن مخططا لها. ولكنها نجحت في أقل من أربعة أسابيع في هدم طغيان فاشي جثم على رقاب الشعب قرابة 60 عاما وفاجأت الجميع بما فيهم التونسيون أنفسهم. الصبر والايمان بعدالة قضية بعينها من العوامل الهامة في التاريخ. والأمثلة عديدة. فمنها الثورة الفرنسية التي أنهت نظاما اقطاعيا دام قرونا وكان مدعوما بمباركة الكنيسة والبابا. ونفس الشيء حدث في روسيا التي كانت على مشارف القرن العشرين تمارس نظاما يشبة العبودية في الأرياف. وكان البريطانيون يفخرون بأن الشمس لا تغيب على أمبروطاريتهم التي شملت كافة القارات. ولكنها اضطرت للتخلي عن جبروتها كما فعلت فرنسا في افريقيا وآسيا. الولايات المتحدة الأمريكية استماتت لاخضاع فيات نام ولكنها أدركت في احدى اللحظات أنها تستطيع تخريب ما شاءت ولكنها غير قادرة على كسر معنويات شعب مصمم على استعادة سيادته. وقد لعب التعاطف الدولي مع فيات نام دورا كبيرا في التحول الذي حدث في الرأي العام الأمريكي. وبدوره مارس الجمهور الأمريكي الضغط على حكامه لانهاء الحرب. القضية الفلسطينية كانت تكاد غير معروفة في العالم باستثناء الدول العربية. وحتى لدى الرأي العام العربي لم تكن معروفة على حقيقتها. واليوم وبفضل كل الجهود التي بذلت في مشارق الأرض ومغاربها أصبحت دولة فلسطين تحظى باعتراف 125 دولة من أعضاء الأمم المتحدة. وداخل اسرائيل نفسها هناك أصوات تتزايد للمطالبة بالاعتراف بالحق الفلسطيني وبالدولة الفلسطينية وانهاء النزاع. لا أظن أن التخاذل أو التخلي عن التأييد من طرف تونس قد يضر بالقضية الفلسطينية لأن الشرفاء في العالم أثبتوا وقوفهم وراءها و لكن لا أظن أن تخاذلنا فيه شرف لبلادنا.
هناك نقطة أخرى أهم من كل ما ذكرته حتى الآن وهي تمثل العقبة الرئيسية أمام القضية الفلسطينية. انها الموقف الأمريكي الذي يتعامل مع اسرائيل كأنها مسألة داخلية. ولا يعود السبب في ذلك لقوة ودهاء اللبوبي الصهيوني بما له من خبث ومقدرة على التضليل الاعلامي. النقطة التي أريد الاشارة اليها هي ثقل الصهيونية المسيحية التي لعبت أكبر الأدوار في قيام واستمرار دولة اسرائيل. فأمريكا دولة يلعب فيها العامل الديني دورا كبيرا وخاصة العقيدة البروتستانتية. فالمسيحيون البرتستانت المتزمتون وهم كثرة في أمريكا يعتقدون أن المسيح سيعود الى الأرض لاحلال السلام في ربوعها عندما يتجمع يهود العالم على أرض فلسطين. ولذلك فانهم يشجعون انشاء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة اعتقادا منهم بأن عودة المسيح ستجعل كذلك اليهود يتحولون من دينهم الى المسيحية. بينما يعتقد اليهود أن المسيح الذي سيعود سيكون يهوديا. كثير منا يضحكون من معتقدات المسلمين لأنهم يجهلون معتقدات غيرنا. ولكن هذه النقطة الدينية مهما كان موقفنا منها تلعب دورا هاما. وبناء على هذا العامل الديني فان اسرائيل تحصل من أمريكا على مساعات سخية لا تحصل عليها أية دولة أخرى. كما يتلاعب كثير من المثقفين اليهود خاصة بالتقارب الديني بين المسيحية واليهودية لخدمة اسرائيل. أحدهم هو الأمريكي سامويل هنتنغتون أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب صراع الحضارات. فقد استغل الصدمة التي سببها الهجوم بالطائرات على مركز التجارة العالمي في نويورك في عام 2001 ليقدم أطروحة جديدة وهي أن العالم سيشهد في القرن الحادي والعشرين صراعا بين الدول من نوع جديد. فقال ان الصراعات التاريخية حتى الآن كانت على أسس قومية أو اقتصادية أو مذهبية كما حدث مع ظهور النظرية الشيوعية. ولكن كل هذا في المستقبل سينتهي وستصبح الصراعات تقوم على أساس الاختلافات الثقافية. ثم أخذ يقسم العالم الى مجموعات كبيرة من الثقافات في طليعتها الثقافة الغربية التي تضم أمريكا الشمالية وأوروبا ودولا مثل أستراليا وبالطبع اسرائيل، ثم تأتي دول أمريكا اللاتينية والدول السلافية التي تدين بالمذهب الأرتودوكسي وتتجمع حول روسيا وبعد ذلك مجمومة دول آسيا التي تدين بالهندوسية والكونفوشية والبوذية وبعدها مجموعة الدول الافريقية و تبقى الدول الاسلامية على حدة معزولة. وقد تحمس لنظرية هنتنغتون الرئيس الأمريكي بوش وزمرة المحافظين الجدد المتعطشين للحرب والاعتداء على الدول الاسلامية الفقيرة مثل أفغانستان. غير أن ذكاء هنتنغتون لم يقنع الجميع واعترض عليه كثير من المثقفين الذين يعتقدون أن الفوارق في الثراء ودرجات التنمية هي التي تسبب التوترات.
مما سبق أردت أن أبين أن الترويج المغلف للتطبيع مع اسرائيل بالقول: “التّعامل مع إسرائيل على أسس النديّة و المصالح يؤدّي إلى تأثير أكبر و مجهود مؤثّر في الحدّ من الإنتهاكات الحقوقيّة في حقّ الفلسطينيّين” لا يأخذ الواقع بعين الاعتبار. التقارب القديم بين تركيا واسرائيل لم يشفع للفلسطينيين عندما أرادت اسرائيل تخريب بيوتهم وابادة أعداد كبيرة من شعبهم. اسرائيل تعطي أهمية أكبر لتأثير الأقليات اليهودية المتواجدة في الدول الغربية وبالخصوص الأقلية اليهودية في فرنسا التي قد تكون أشرس الأقليات اليهودية في الغرب. فلها تنظيمات ارهابية في شكل عصابات مثل عصابة ” بيتار” التي تعتدي على المهاجرين العرب الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية كما تعتدي على الفرنسيين أنفسهم بما فيهم اليهود المتفتحون الذين يعترفون بالحق الفلسطيني. ولهم منظمات أخرى مثل منظمة ” كريف” التي يعتبر عميد كلية منوبة القزدغلي من أصدقائها الحميمين. وقد خصصت لدعايته فضاءات كبيرة على صفحات مجلاتها لتقديمه في شكل بطل تونس الذي يتصدى لشراسة الاسلاميين. كما أريد أن أقول انني لست مقتنعا بقول ” إنّ الكيان الصّهيوني يشعر بالخطر دائما و هو في حالة بحث دؤوب عن علاقات جديدة و ليس مستعدّا لخسارتها بسهولة. و هو مستعدّ لتقديم مقابل سخيّ في مقابلها”. حجتي على ذلك أن اسرائيل التي تحصل منذ تأسيسها على مبالغ هائلة وهبات سخية من أمريكا تتجسس على الدولة الأمريكية وتسرق أسرارها العسكرية بل وتتاجر بتلك الأسرار كما فعلت عندما باعت أسرار أسلحة أمريكية للصين. ويوجد في السجون الأمريكية عدد من الجواسيس الأمريكيين اليهود الذين أدينوا لأنهم كانوا يتجسسون للمخابرات الاسرائيلية. في فرنسا يحدث نفس الشيء والحكومة الفرنسية تتستر على الحقائق. ومؤخرا صرح وزير الداخلية الفرنسي ايمانوال فالس الذي يتهم الحكومة التونسية بالفاشية الاسلامية بأنه بحكم زواجه من يهودية يلتزم التزاما كاملا الى جانب دولة اسرائيل التي يكن لها أكبر الولاء. كما لا أنسى أن أذكر وجود أفراد من الجالية التونسية في فرنسا يعملون لحساب المخابرات الاسرائيلية ويتظاهرون بأنهم من المثقفين المستائين من انحراف الثورة التونسية . فيكثرون من تشويه سمعة تونس في الاعلام الفرنسي ومنهم من يعمل كمراسل لوسائل الاعلام الاسرائيلية. ولا أستبعد أن يوجد عدد من عملاء اسرائيل يخترقون مواقع التواصل الاجتماعي التونسية لاشاعة البلبلة في الأفكار.
أخيرا أريد أن أوضح نقطة تقدم اسرائيل على تونس في التنمية البشرية. من ناحية تونس وقعت بعد الاستقلال في براثن عصابة من الأشرار كانت الأولى بزعامة المعتوه بوريقيبة الذي كان لا يهتم الا بتأليه نفسه وسخّر كل وسائل الدولة لتلك الغاية. وبعده ورث البلاد أكبر لص في تاريخ تونس الذي نهب كل يما يمكن نهبه هو وأفراد عائلته. هذا من ناحية. أما من ناحية أخرى فيما يتعلق باسرائيل فانها حصلت منذ تأسيسها على مبالغ خيالية من أمريكيا وعلى هبات من مختلف الدول الأوروبية التي تشعر بالذنب لتاريخها الأسود في معاملة اليهود في الماضي أو لتواطئها مع ألمانيا الهتليرية بتسليم يهودها الى النازيين لابادتهم كما فعلت فرنسا. للتكفير عن ذنوبها فان هذه الدول تدعم اسرائيل على حساب الفلسطينيين. ويجدر التنويه بدور ألمانيا في مساعدة اسرائيل. فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أجبر الحلفاء ألمانيا المهزومة على دفع تعويضات خيالية لم تنشر تفاصيلها لبناء الاقتصاد الاسرائيلي وتزويد اسرائيل بقوة ضاربة تردع كل جيرانها. وحتى اليوم ما تزال اسرائيل تحلب البقرة الألمانية مستعملة محرقة اليهود كعامل ابتزاز. ومؤخرا حصلت اسرائيل من ألمانيا على ثلاث غواصات زودتها برؤوس نووية وتنتظر الحصول على ثلاث غواصات أخرى تعكف ألمانيا على بنائها لصديقتها الجديدة. لا توجد في العالم دولة واحدة مهما بلغ حجمها حصلت على جزء من المساعدات التي حصلت عليها اسرائيل من الغرب. بل والأدهى من ذلك كله هو وجود اتفاق بين الدول الغربية لتقديم نسبة من مساعداتها لدول العالم الثالث بواسطة اسرائيل لايهام الدول النامية بأنها تحصل على مساعدة اسرائيلية. وفي مقابل هذا التحايل يمكن لاسرائيل أن تملي شروطها على الدول المستفيدة من المساعدة. وفي الدول الغربية يعجب الجمهور بسخاء اسرائيل الدولة الصغيرة المحاطة من كل الجهات بأعداء شرسين ولكنها تضحي لمساعدة فقراء العالم. وليس معروفا هل أن اسرائيل تمرر كل المساعدات الى العالم الثالث دون أن تنهب منها. وبهذا الصدد فضح الفيلسوف الأمريكي اليهودي نورمان فينكلستاين في كتاب “صناعة الهولوكوست” تحايل المنظمات اليهودية الأمريكية لابتزاز ألمانيا وسويسرا بالخصوص ونهب مبالغ مالية ضخمة منهما بادعاء أن ذلك تعويض لمعاناة اليهود في تلك الدولتين في أيام الحرب العالمية الثانية. وتستظهر المنظمات اليهودية بأشخاص يدعون بدون حق بأنهم كانوا ضحايا الحرب وتستلم المنظمات اليهودية المبالغ نيابة عنهم بينما يوجد ضحايا حرب حقيقون بحاجة لتعويض و لا يحصلون على شيء.
أظن أنه قبل تقديم طروحات لالقاء أنفسنا في الماء يكون من الأجدر بنا أن نقيس العمق الذي سنغطس فيه.
ليست دعوة للتّطبيع المغلّف. علاقة تركيا-أتاتورك بإسرائيل كانت وبالا على القضيّة و من بعده نظامه الذّي غيّب حظارة تركيا. أمّا اليوم فالفرق واضح. لماذا ترضى بإقامة العلاقات مع إسبانيا، فرنسا، و أمركا و كلّها لا تزال تحتلّ أراض عربيّة.؟
أنت طرحت موضوع اسرائيل واكتفيت بالتعليق على الموضوع المطروح. من الممكن أن نواصل بالحديث عن الاسكيمو والهنود الحمر في أمريكا والسكان الأصليين في أستراليا ونيو زيلاند الخ…
ما أعنيه: لماذا ترى أنّ إقامة تونس علاقات مع دول تحتلّ أراض إسلامية عربيّة أمر إعتيادي؟ هذا في صلب الموضوع
هذا موضوع لم أتعرض له بالمرة، لا بالعين ولا بالاذن ولا بالأنف. فاذا كان لك رأي فيه اكتب مقالك وربما ستعطيني أفكارا للتعليق.