إتّصل بي حسيب العرفاوي عشية امس ليعلمني أنّه تعرّض يوم الخميس الموافق لـ30 ماي 2013 لـمحاولة قتل من طرف أحد الملتحين. أمام هول ما سمعت، طلبت من محدّثي مدّي بتفاصيل الحادثة فكانت الشهادة التّالية:
« أنا أدعى حسيب العرفاوي، أصيل ولاية جندوبة، مناضل نقابي صلب الاتحاد العام التونسي للشغل و ناشط سياسي بالجبهة الشعبية، أدافع عن المبادئ التي قامت على أساسها الثورة و أحاول أن أكون صوتا للمهمّشين في نضالهم من أجل العيش الكريم. تعرّضت يوم 05 جوان 2012 ـ أي منذ سنة تقريبا ـ لمحاولة إعتداء حيث وجّه لي أحد أعضاء رابطة حماية الثورة سكينا محاولا طعني على مستوى القلب لولا تدخل بعض المارة الذين حالوا بيني و بينه و نجحوا في ثنيه عن ذلك. حينها قام الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بإعلام رئيس منطقة الشرطة السابق للتدخل في الغرض لكنه لم يحرك ساكنا».
عن محاولة الإعتداء الثانية، يفيد محدّثي:
« تعرّضت بعدها للتكفير في عدّة مناسبات حتّى صرت أخشى على نفسي و على عائلتي إلى أن تكرّرت محاولة الاعتداء يوم الخميس (30 ماي 2013) على النّحو التالي: بينما كنت مارّا بالقرب من مسجد “السلام” اعترض سبيلي أحد الملتحين لم أره من قبل لكنّ ملامحه حفرت في ذاكرتي شاهرا سكّينا ومتّجها نحوي مناديا “كافر! كافر!”. كنت لوحدي، ذهلت لما رأيت ولم أجد من حلّ سوى أنّي لذت بالفرار. تبعني لمسافة قصيرة مهرولا ورائي. واصلت الجري ثم التفتّ فلم أجد له أثرا. قمت بإيقاف سيارة أجرة و توجّهت إلى مركز الشرطة للإعلام فأخدوا أقوالي و تركوني أنصرف في حال سبيلي مع العلم أنّي أصبحت خائفا من كلّ ما يدور فالسّلفيّون بجندوبة مدعومون و “متقوّين”.
رجاني محدّثي أن لا أنشر صورته قائلا: “لا عيشك هذا باش يزيد يخلّيهم يعرفوني أكثر”. كما طلب منّي أيضا أن أكتفي بذكر إسمه و التكتّم على مكان عمله خشية أن يقع التعرّف على مكانه و مهاجمته و هو ما يعبّر عن حالة الهلع التي يعيشها.
في الأخير، توجّه حسيب برسالة يوجّهها إلى الجميع طالبا منهم مساندته و حمايته و المساهمة في التعريف بما يتعرّض له و فضح ممارسات الملتحين تجاهه ليختم قائلا:
« أنا تونسي وسيبقى رأسي عاليا لأني على قناعة راسخة بأنّه يجب أن نتكاتف ونرصّ صفوفنا لتحقيق أهداف ثورتنا و المضيّ قدما نحو ترسيخ المبادئ التي قامت من أجلها ».صابر قرين
et vous l’avez cru de bouche à oreille sans avoir rien vu ni analysé