bouthelja_pm_nomination

التحق أسامة بوثلجة رسميا منذ تاريخ 19 جويلية (9 جويلية) الجاري برئاسة الحكومة بعد فترة فراغ وظيفي دامت نحو ثلاثة أشهر منذ تاريخ استقالته من ديوان وزير الداخلية بتاريخ 29 مارس المنقضي.

⬇︎ PDF

وتمّ تعيين أسامة بوثلجة رسميا مكلّفا بمأمورية لدى ديوان رئاسة الحكومة بموجب الامر عدد 2827 مؤرّخ في 9 جويلية لسنة 2013 (الرائد الرسمي) بعد أن كان قد استقال (أو فُرضت عليه الاستقالة) من ديوان وزير الداخلية بمجرّد قدوم لطفي بن جدّو (13 مارس) حيث راجت أنباء عن اقالته من قبل الوزير الجديد. و قد كذّب بوثلجة هذه الأنباء ليعلن بعد حوالي 12 يوما استقالته رسميا.

وكان بن جدّو قد تطرّق في حوار له مع جريدة المغرب في عددها الصادر يوم الجمعة 19 افريل المنقضي الى موضوع استقالة أسامة بوثلجة مشيرا الى أنّ هذا الأخير “لم يعد له مكان في ديوان وزير الداخلية بعد تبنّي خيار تحييد الوزارة وسحبها من حركة النهضة”.

وللاشارة فان اسامة بوثلجة, عندما كان مكلفا بمهمة في ديوان وزير الداخلية (علي لعريض آنذاك), استقبل الناشط زهير بن مخلوف ووجّهه لادارة الشرطة العدليّة بالقرجاني لتقديم فيديوات فتحي دمّق قبل نشر نواة لها. أسامة بوثلجة هو أيضا من كلّفته وزارة الداخلية بالرد على نواة بعد تحقيقنا حول قضية فتحي دمّق و الجهاز الأمني الموازي المتورّط فيها و المرتبط بحركة النهضة.
وقد تعرّف الرأي العام التونسي على أسامة بوثلجة بعد مواجهته على المباشر لرئيس تحرير موقع نواة مالك الخضراوي في برنامج التاسعة مساء على قناة التونسية في ما يتعلّق بقضيّة دمّق.

ويأتي هذا التعيين الجديد ليعزّز فرضيّة جنوح الحكومة المؤقتة ذات الأغلبية النهضوية لاعتماد الخيار الأمني لمجابهة موجة التحرّكات الاحتجاجية المُحتمل تفجّرها بمجرّد انتهاء شهر رمضان والتي تتنزّل في سياق النسخة التونسية من حركة تمرّد المصرية التي أطاحت بحكم الاخوان في مصر تحت وطأة الضّغط الجماهيري المدعوم من العسكر.

ويلُوحُ أسامة بوثلجة، المعروف بميولاته الاسلامية وولائه للنهضة، رجلَ المرحلة بالنسبة الى فريق الحكم بقيادة علي العريّض الذّي ينشغل حاليا بدراسة الاستراتيجيات الملائمة لاتّقاء شبح السقوط تحت ضغط التمرّد الشعبي المُحتمل خاصّة اذا ما علمنا بأنّ بوثلجة يتمتّع بنفوذ قويّ وشبكة علاقات واسعة صلب وزارة الداخلية وفق ما تؤكّده مصادرنا المطّلعة.

وتذهب بعض المصادر المقرّبة من دوائر الدّاخلية الى حدّ التأكيد بأنّ بوثلجة أصبح بمثابة “وزير داخلية الظلّ” الذي تراهن عليه النهضة من خلال تقريبه الى رئيس الحكومة (الوزير السابق للداخلية) للاشراف على الملفّ الأمني خلال الفترة اللّاحقة.