nebti

اتّهم عضو القيادة الوطنية ل”التيار الشعبي” محسن النابتي حركة النهضة بالتّخطيط لاستنساخ سيناريو العنف المصري واغراق البلاد في أتون حرب أهلية لتمزيق الشّعب الواحد وبثّ الفتنة بين صفوفه حسب ما صرّح به لموقع نواة.
ودعا النابتي من وصفهم بحكماء حركة النهضة الى “رفع أيديهم” عن الحركة والالتحاق بصفوف الشّعب حتّى لا تتلوّث أياديهم بالدماء والارهاب على حدّ وصفه.
وتطرّق عضو القيادة الوطنية للتيار الشعبي الى موقفه (وموقف حزبه) من مبادرة نوّاب “التحالف الديمقراطي” بالاضافة الى طبيعة العلاقات المحتملة مع حركة نداء تونس في الوقت الراهن (اعتصام الرحيل) ولاحقا بعد الاسقاط المفترض لمكوّنات النظام والمرور الى تأسيس هياكل تسيير انتقالية.

ما صحّة الاخبار المتداولة حول امكانية قدوم حمدين صباحي الى تونس لتقديم العزاء ودعم المعتصمين ؟
– بالفعل فنحن على اتّصال دائم بقيادات التيار الشعبي المصري وفي مقدّمتها الزّعيم حمدين صباحي. ومن المرجّح أن يصل الوفد الممثّل للتيار غدا الثلاثاء بين الساعتين الواحدة و الثالثة ظهرا الى مطار تونس قرطاج. ويظمّ الوفد المسؤول الاعلامي للتيار الشعبي عماد حمدي والقيادية في التيار ماجدة غنيم بالاضافة الى مستشار وزير الخارجية المصرية (قيادي في التيار الشعبي) الذي يفترض أن يعوّض حمدين صباحي في حال تعذّر على هذا الاخير الحضور بسبب التزاماته الطارئة في مصر.

ماهو برنامج هذه الزيارة ؟
-سيؤدّي الوفد فور وصوله زيارة الى منزل عائلة الشهيد محمد البراهمي لتقديم واجب العزاء، ثمّ سيتوجّه الى مقبرة الجلّاز لقراءة الفاتحة على قبر الشهيد ، ليتحوّل من الغد الاربعاء الى سيدي بوزيد للمشاركة في الجنازة الرمزية التي سيتمّ تنظيمها فضلا عن القاء كلمة رسمية باسم التيار الشعبي المصري و نيابة عن القوى الثورية المصرية في اطار مهرجان خطابي.

هل من جديد بخصوص مسار التحقيقات المتعلّقة بقضية الاغتيال ؟
-ليس هنالك أيّ جديد يذكر ياستثناء استماع قاضي التحقيق الى أفراد عائلة الشهيد.

ماهي الخطوات المبرمجة من قبلكم في هذا السياق ؟
– يوم الخميس القادم ستتكفّل عائلة الشهيد بالتنسيق مع التيار الشعبي بتعيين شخص أو شخصين و تكليفهما من خلال تفويض كتابي بتشكيل لجنة تتألّف من محامين وحقوقيين واعلاميين ومستشارين من شتّى الاختصاصات تتكفّل بمتابع تتطورات الملفّ، وتكون الجهة الرسمية الوحيدة المخوّل لها التحدّث باسم قضية الشهيد والدعوة الى التحركات النضالية واعطاء التصريحات.

هل سيكون هنالك تنسيق مع لجنة IRVA المكلّفة بمتابعة ملفّ الشهيد بلعيد ؟
– الى حدّ الآن ليس هنالك أيّ تنسيق ولكن الباب بطبيعة الحال سيكون مفتوحا لتوحيد الخطوات النضالية في سبيل الكشف عن قتلة الشّهيدين.

أيّ آفاق لاعتصام “الرحيل” في ظلّ الاصرار الرسمي على اجهاضه ؟
– نحن مصرّين على العودة الى الاعتصام اليوم الاثنين كلّفنا ذلك ما كلّفنا. انّ الاعتصام يجب ألّا يكون حكرا على باردو فقط . أنظر الى سيدي بوزيد انّها تعيش عصيانا شاملا وشللا تامّا والاهالي بصدد تشكيل لجان شعبية لتسيير دواليب الجهة. سيدي بوزيد، فعلا وليس قولا، أضحت خارج سيطرة السلطة المركزية الفاقدة للشرعية ونأمل ان تنسج بقية الجهات على منوالها الثوري.

ألا تخشون تحرّكا ميدانيا قد يكون عنيفا من قبل قواعد حركة النهضة ؟
– سقط القناع عن المخطط الارهابي للنهضة حيث تسعى هذه الاخيرة جاهدة الى وضع البلاد أمام خيارين لا ثالث لهما : امّا مواصلة اغتصاب الحكم والبقاء في السلطة رغما عن انف الشعب و امّا اقحام البلاد في الفوضى. انّها سياسة الارض المحروقة. الى حركة النهضة نقول : فات الأوان والشعب سيكنسك الى مزبلة التاريخ

وماذا عن المجلس التأسيسي .. أليس من المغامرة حلّه في الوقت الراهن ؟
– لا شرعية للتأسيسي بعد اغتيال أحد نوّابه والاعتداء على عدد آخر (الرحوي و نعمان الفهري) وانسحاب ثُلُثه.
على رئيس المجلس التأسيسي ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الاستقالة فورا و اعادة الشرعية للشعب والّا فانّه من الضروري محاكمتهم بتهمة “انتحال صفة” و البقاء في السلطة دون تفويض شعبي.

ماهو موقف التيار الشعبي من مبادرة “التحالف الديمقراطي” التي استثنت حلّ التأسيسي من نقاطها ؟
– نحن جزء من الجبهة الشعبية وبالتالي فانّنا جزء من “جبهة الانقاذ الوطني” التي يفترض أنّها المظلّة التي يجب ان تلتقي تحتها كلّ النوايا و المبادرات. انّ تكثيف المبادرات لن يؤدّي الّا الى انهاك الحراك الثوري وتشتيت قوّة الاحتجاج.
نحن نثق في صدق نوايا أصدقائنا ورفاقنا المناضلين في “التحالف الديمقراطي” و لكنّنا لا نتّفق مع النقطة التي وردت في مبادرتهم و التي نعتبرها بمثابة عملية انقاذ للمجلس التاسيسي الفاقد للشرعية، لذلك فاننا ندعوهم الى أنّ يفهموا بأنّنا بصدد العيش على ايقاع ثورة ثانية تصحيحية وانّه لا مناص من ترك الشّعب الثائر يكمل ثورته حتّى اسقاط مجلس العار و حلّ الحكومة العميلة والفاشلة وعزل هذا الرئيس الصوري.

ألا تخشون الفشل في ادارة شؤون البلاد بعد الرحيل المفترض للنظام .. ألا تخشون شبح الفراغ السياسي ؟
– الفراغ السياسي مجرّد فزّاعة مفرغة من ايّ محتوى فكلّ القوى الديمقراطية والتقدمية متّفقة في اطار جبهة الانقاذ الوطني على خارطة طريق واضحة المعالم.

ماهي طبيعة العلاقة التي تجمعكم بنداء تونس .. هل من تحالف مرتقب ؟
– المسألة واضحة وبسيطة .. يمكن ان تحصل تقاطعات ميدانية بين جميع القوى التقدمية والثورية في ساحات النضال دون ان يتمّ رفع أيّ شعارات حزبية ضيّقة تماما مثلما هو الحال في اعتصام الرحيل. في الاعتصام تنتفي الهويات الحزبية مادامت الشعارات المرفوعة مشتركة بين جميع مكونات الاعتصام. مخصتر القول مرحبا بجميع القوى التقدمية و الديمقراطية في ساحات النضال مادام القضية مشتركة.

وماذا بعد اعتصام الرحيل ؟ أيّ علاقة ستجمعكم بنداء تونس في حال سقوط النظام ؟
– هذه المشكلة لن تعترضنا لأنّنا لن نتّجه نحو حكومة محاصصة حزبية بل سنركّز جهودنا على تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير متحزّبة. انّ اسقاط النظام يجب ألّا يفرز محاصصة حزبية بل رؤية واضحة للمستقبل، ونحن نعتقد أنّ الجبهة الشعبية ستلعب دورا تعديليا حاسما في الساحة السياسية خلال الفترة الانتقالية.

اسقاط النظام هل يعني ضمنيا استئصال النهضة من الحكم واجتثاثها من الخارطة السياسية ؟
– بل بالعكس فنحن لسنا دعاة استئصال واجتثاث. ولكن من المهمّ التأكيد على أنّ مصير النهضة بعد رحيل الحكم هو بين يدي قياداتها الان. فان أختاروا اعلان الحرب على الشعب فمصيرهم مزبلة التاريخ بلا رجعة وان اختاروا التعقّل والخضوع لارادة الشعب فسيكونوا جزء من هذا الشعب.
انّني في هذا السياق ادعو حكماء النهضة وقواعدها الى رفع أيديهم عن الحركة والانحياز الى الشعب . و أقول لهم بصوت عالي “ولو قتّلونا ولو شرّدونا .. سنكنسهم الى مزبلة التاريخ”.