أقل ما يمكن قولة عن الشاعر العربي سميح القاسم هو أنه مازال يقاوم بشعره ومواقفه عدوانا صهيونيا تواصل من 1948 إلى يومنا هذا الذي يشهد فيه قطاع غزة حربا آثمة تأتي على البشر والحجر.
سميح القاسم من أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين ،ارتبط اسمه بشعر الثورة والمقاومة ، مؤسس صحيفة كل العرب ، و عضو سابق في الحزب الشيوعي.
ولد في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1939، من عائلة عربية فلسطينية درزية. وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة وعلّم فيها، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب لعمله الأدبي.
أصدر الشاعر أكثر من 80 كتاباً، معظمها دواوين شعر ونثر وأعمال مسرحية شهيرة، كتب عن الكفاح والثورة ومعاناة الفلسطنين ،عن الوطن والشعر والحياة ،وعن رفيق دربه محمود درويش في كتاب “رسائل شطري البرتقالة”. وهو كتاب نثري تراسلا فيه الشاعران. ويقول سميح القاسم في أول رسالة له لدرويش:
هل أذكرك بقصة أخرى من قصص الجوع اللذيذة؟ حسنا. ها أنت ذات مساء تأتي إلى منزلي في شارع يافا، تلوب قليلا ولا تستقر على مقعد، تمسك كتابا وتفتح راديو. تغلق النافذة وتفتح الثلاجة ثم تصرخ : ”أريد أن آكل. أنا جائع!” وأهدئ من روعك: ”لا بأس عليك، إنني متضامن معك، ضع جوعك إلى جانب جوعي وسنحظى بوجبة فاخرة”.
سميح القاسم
هكذا اختار الشاعر أن يناضل داخل مربع الحرب ،داخل فلسطين، فقاوم بشعريه وجسده العدو الصهيوني ،رغم تعرضه للسجن مرات ومرات ومحاولات التجنيد الإجباري، كل هذا لم يمنع العدو من التسلّل إلى الداخل، عدو لا يختلف كثيرا عن الكيان الصهيوني،بل هو يشبهه تماما ،إنه سرطان الكبد الذي أصيب به سميح القاسم منذ 3 سنوات والذي أدي إلى تدهور حالته الصحية في الأيام الاخير،وقد أعلن صديقه الكاتب عصام خوري مدير مؤسسة محمود درويش منذ أيام لوكلات الاخبار العربية قائلا “إن شاعرنا الكبير سميح القاسم يمرّ بأوضاع صحية صعبة ونتمنى له الشفاء .وهو يخضع للعلاج بمستشفى “صفد” شمال البلاد”.
كما عبّر وزير الثقافة الفلسطيني السابق يحي يخلف على صفحته على فيسبوك بقوله:
شاعر فلسطين وتاريخها ومقاومتها وكرامتها وعنفوانها وألقها سميح القاسم في وضع حرج بالمستشفى، فهو يعاني من مرض السرطان منذ ثلاث سنوات، وضعه حرج للغاية، الخبر صدمني، فجيعة احسست بها يوم رحيل محمود درويش.
سيبقى سميح القاسم رمز ا من رموز الشعر العربي الحديث والمعاصر واشهر شعراء المقاومة الذين واجهو ا عدوهم بمواقفهم الشجاعة وروحهم التى تفيض حبا لشعوبهم وللحياة.
العدو في الخارج وفي الداخل لكن شاعرنا العظيم سميح القاسم الذي نرجوا له الشفاء العاجل مازال يقاوم وسيبقى ،هو الذي يؤمن ككل الشعرء الكبار أن الفن يهزم الموت.
كتاب (رسائل شطري البرتقالة) لمحمود درويش وسميح القاسم عنوانه ( الرسائل). أما مصطلح ( شطري البرتقالة ) فقد ابتدعه شاعر الثورة الفلسطينية (عزالدين المناصرة ) عام 1976 في بيروت حين كتب مقدمة ديوان الشاعر (راشد حسين ): أنا الأرض لا تحرميني المطر– , وكان يقصد به نصفي الشعب الفلسطيني في الوطن والمنفى –انظر: راشد حسين الأعمال الشعرية صفحة 419.