الإمتيازات التي تمتع بها نواب المجلس التأسيسي طيلة السنوات الثلاثة لفارطة أصبحت لدى البعض استحقاقا يصعب التخلي عنه. فإضافة إلى المرتب القار الذي يقارب ثلاثة الاف دينار ومنح التنقل والسكن وإمكانية التغيب دون عقوبات تذكر، منح المقعد النيابي لنوابنا متعة ممارسة السلطة وأخذ القرارات والتدخل بفعالية في الشأن العام فتحول أغلبهم من موظفين عاديين أو عملة بسطاء إلى أعلام ووجوه تلفزية تقدم الإستشارات وتفتي في الشأن العام. هذه الإمتيازات المالية والسياسية والإجتماعية شارفت لدى نواب التأسيسي على الإنتهاء والإضمحلال مع اقتراب موعد انتخاب مجلس نيابي جديد، فأعلن أغلبهم عن ترشحهم للإنتخابات القادمة عاقدين العزم على العودة. وقد تحول الهدوء واصطناع اللامبالاة بالمراكز والكراسي إلى حرب مسعورة حين شرعت الأحزاب في الإعلان عن قائماتها حتى أن بعض النواب الذين تم إقصاءهم عبروا عن خيبة أملهم بالدموع والأسف والوعيد.
نقاشات أعضاء المجلس التأسيسي خلال الجلسات الثلاث الأخيرة المخصصة لقانون الإرهاب كانت أبعد ما تكون عن الموضوع الرئيسي، أي المصادقة على القانون الذي ينتظره تونسيون بجزع تخوفا من ضربات الإرهاب المتكررة. فإضافة إلى أن كل الجلسات الصباحية قد رفعت بسبب عدم اكتمال النصاب فإن المداخلات اتّسمت بالرغبة في استثارة الرأي العام بحملات انتخابية مبكرة برعاية البث التلفزي المباشر.
زمن أبطال الدعاية التلفزية
نذكر ابراهيم القصاص الذي استقال من حزب العريضة الشعبية ثم انضم إلى حزب نداء تونس واستقال أو “أقيل” منه لأسباب مجهولة، ثم تحوّل فجأة إلى “داعية ديني” من خلال خطابات متشنجة تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية (خطابات لم تعرها حركة النهضة أي اهتمام). عدم اهتمام الأحزاب الدينية بخطابات القصاص وعدم اقتراح ترشيحه على قائماتها بولاية قبلي دفعه إلى استنباط سبل جديدة أهمها إعلان معاداته للإعلام والإعلاميين على أمل أن يكسب ودّ شريحة ترى في الإعلام عدوّا لها.
التأسيسي يترشّح للإنتخابات
أعلنت أغلب الاحزاب الممثلة في المجلس التأسيسي عن رؤساء قائماتها الإنتخابية وأبرز مرشيحها. ولئن راهنت أحزاب كحركة النهضة والجبهة الشعبية والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات وحركة وفاء على أبرز قيادييها من النواب بالتأسيسي فقد عمدت أحزاب أخرى على التخلي عن أهم النواب الذين صنعوا شعبيتها واستقطبوا عددا لا بأس به من الأنصار.
علي العريض، عامر العريض، الصحبي عتيق، نور الدين البحيري، بشير اللزام، محرزية العبيدي، زياد العذاري، فتحي العيادي، وليد البناني، وغيرهم من ممثلي حركة النهضة هم على رأس القائمات الإنتخابية للحركة عدا عن غيرهم من النواب الذين وضعت أسماؤهم في المرتبة الثانية للقائمات. وبهذا تعيد حركة النهضة منح الثقة لنفس الوجوه السياسية التي طالما كانت طرفا في الصراعات السياسية التي أنهكت البلاد طيلة السنوات الفارطة.
الجبهة الشعبية أيضا وضعت نوابها الأربعة على رأس قائمات انتخابية، المنجي الرحوي، مراد العمودوني، الناصر البراهمي وأحمد السافي، ومن المرجّح أن تتم إعادة انتخابهم ليعودوا للقيام بنفس الدور الذي قاموا به خلال مدّتهم النيابية بالتأسيسي ألا وهو معارضة أحزاب الأغلبية وقيادة المظاهرات الشعبية. هذا وقد اعتمدت بقية الأحزاب نفس السياسة حيث نجد النائبين المولدي الرياحي ولبنى الجريبي عن حزب التكتل وسمير بن عمر والبشير النفزي وغيرهم عن كتلة المؤتمر وسمير الطيب وسلمى بكار عن المسار وأيمن الزواغي واسكندر بوعلاقي عن حزب العريضة الشعبية ومحمد الحامدي ومهدي بن غربية ومحمود البارودي عن حزب التحالف الديمقراطي على رأس القائمات الانتخابية مما يرجح بقوة إعادة أغلب نواب التأسيسي إلى مقاعدهم خلال الإنتخابات القادمة.
هذا بالإضافة إلى أن جلّ نواب التأسيسي غير المنتمين لأحزاب قد قرروا الترشح للإنتخابات القادمة سواءا بالانضمام إلى أحزاب صغرى أو بتشكيل قائمات مستقلة يترأسونها نظرا لما لديهم من “ماض نيابي.” وقد شهدت نواة خلال زيارة للتأسيسي مؤخرا نقاشات جانبية في الأروقة بين مختلف مكونات الكتل السياسية حول إمكانية ضم نواب إلى قائمات بعض الأحزاب، وقد عرفت هذه النقاشات قبولا من البعض ورفضا من البعض الآخر في أجواء تشبه انتقال لاعبي كرة قدم من فريق لآخر.
نوّاب على “دكّة الإحتياط”
الغياب المخجل لعدد كبير من أعضاء المجلس التأسيسي والذي كشفته منظمة “بوصلة” وتسبب في تأخير نقاش قوانين هامة، له ما يبرره على الأقل بالنسبة للنواب الحالمين بالعودة لقصر باردو من خلال الإنتخابات القادمة. فالصدمة التي أحدثتها بعض الأحزاب الكبرى بتخليها عن ترشيح نوابها بالتأسيسي أحدثت أزمة حاول على إثرها بعضهم التدارك والبحث بأقصى سرعة عن حلول ناجعة.
فقد أحدث حزب نداء تونس لغطا بتخليه عن حلفائه في ما يسمى ب”التحالف من أجل تونس” ومن بينهم حزب المسار الديمقراطي الذي كان نوابه يطمحون إلى الترشح ضمن قائمات مشتركة مع قائمات النداء. وعلى إثر إعلان النداء عن رؤساء قائماته سارع بقية ممثلي الأحزاب المكونة للإتحاد من أجل تونس ومن بينهم نواب في التأسيسي إلى تنظيم اجتماعات مكثفة للنظر في تشكيل قائماتهم الخاصة. ولم ينكر سمير الطيب الناطق الرسمي باسم حزب المسار استهجانه من تصرف حزب النداء معتبرا أنه “استهتار بقرارات مشتركة سابقة للإتحاد من أجل تونس.”
صفعة أخرى وجهها حزب نداء تونس لنواب المجلس التأسيسي الذين تخلوا عن أحزابهم وانضموا إليه في فترات سابقة وهم محمد علي النصري، ربيعة النجلاوي، عبد المنعم كرير وسليم عبد السلام، حيث أنه لم يضمّن اسم أي منهم في قائماته الإنتخابية، مما خلف لديهم حسرة وندما شديدين. ففي تصريح لنواة أكد النصري أنّه “خارج حسابات النداء لأسباب يجهلها ولا يفهمها ولكنه سيقوم بترشيح نفسه ضمن قائمة مستقلة.”
حركة النهضة بدورها تخلّت عن عدد من نوابها بالتأسيسي ومن بينهم الصادق شورو والحبيب اللوز اللذان يعتبران من الشق المتشدد في الحركة وكل من نجيب مراد وسنية بن تومية اللذان عُرفا بمواقفهما المثيرة للجدل بالتأسيسي. ولئن أعلن نجيب مراد عن غضبه من عملية استبعاده مؤكدا أن مردّها مواقفه وآرائه التي عبر عنها بكل حرية، فقد انفجرت سنية بن تومية خلال أحد البرامج الإذاعية باكية مشككة في ديمقراطية مجلس الحركة في التعامل مع نوابه ومعلنة ولاءها الدائم والأبدي لحزبها رغم “دعوات أحزاب ورجال أعمال لها لترشيحها على رأس قائمات انتخابية “، حسب تعبيرها. وقد تحدث موقع “الصباح نيوز” بتاريخ 11 أوت الجاري في حوار مع النائب نجيب مراد عن إمكانية ترشح المغضوب عليهم بحركة النهضة ضمن قائمات مستقلة.
حادثة أخرى جدت أواخر الأسبوع الفارط وأثارت جدلا تمثلت في تخلي الحزب الجمهوري بقيادة نجيب الشابي عن واحد من أهم ممثليه بالمجلس التاسيسي وهو رابح الخرايفي عن ولاية جندوبة. رابح الخرايفي عبّر خلال ندوة صحفية من استيائه الشديد من هذا القرارا مؤكدا أنه قرار كيدي حيث لم يتم الإتصال به من طرف قيادات الحزب وقد اقترحت عليه مية الجريبي “تنظيم” لقاء يجمعه بالشابي، الأمر الذي اعتبره إهانة واستعلاء من طرب عائلة الشابي المسيطرة على الحزب حسب تصريحه لنواة. ولم تمض سويعات على هذه الحادثة حتى تم ترشيح الخرايفي على رأس قائمة حزب التحالف الديمقراطي بجندوبة. ويذكر أن حزب التحالف يتركب من الأعضاء المستقيلين من الحزب الجمهوري.
تهافت أعضاء المجلس التأسيسي على سباق الإنتخابات لضمان العودة إلى قصر باردو أثر سلبا على ادائهم لدورهم كنواب الشعب، وفضح نواياهم بخصوص إخلاصهم في تمثيل ناخبيهم. ففي الوقت الذي تعاني فيه البلاد تهديدا إرهابيا وتطالب فيه مؤسسات عسكرية وأمنية ومواطنون بسرعة الحسم في قانون الإرهاب، يترك النواب مقاعدهم فارغة ويركضون لضمان نجاحهم في الإستحقاق الإنتخابي القادم. ولعلّ أهم ما يشجعهم على الإستهتار بمصالح البلاد من أجل مصالحهم الخاصة هو غياب القوانين الرادعة للمتغيبين وانخراط رئيس المجلس التأسيسي ونوابه ومكتبه في اللعبة الإنتخابية.
لماذا تصرف النواب او الاحزاب بهذه الطريقة ربما لانهم غير قادريين ان يفعلوا شئ ربما القرار ليس بيدهم الانتخابات يعني التغييرالتغيير الحقيقي القضاء علي الفساد القضاءعلي الارهاب الشجاعة والدفاع عن استقلالية القرار وحتي لا نكون متشائميين فان التغيير حتي بعد الانتخابات سيكون صعب لذلك اتمني ان لاتكون انتخابات شكلية بل انتخابات عازمة علي تغيير وفكان البلاد من الايدي العابثة
قانون الارهاب بخلاف بعض فصول لتنظيم المراقبة (مايسمونه اعتراض وتنصت) والاختراق, وبعض الحماية للاطراف المتدخلة في الجرائم الخطيرة, تقريب الباقي حكايات فارغة, توزيع عقوبات تلقى فيها اغراء لبعض عناصر عصابة لتقديم معلومات, او تهديد بعقوبات كبيرة تتجاوز الجريمة من اجل التخويف…وجريمة في باخرة وجريمة في طائرة…
يبقى التعاون الدولي في مكافحة الجريمة هذا قانون وحدو
وقانون مكافحة تبييض الاموال قانون وحدو كذلك
شوفتوشي في القصرين التدخل الامني الحازم من اجل القضاء على المواطنين ؟ هذاكا هو الارهاب…الطاغوت كيما يسميه الارهابي (كيفاش ولاّ ارهابي الله واعلم), لذلك يلزمنا أيضا قانون لمكافحة الطاغوت!, رجل الامن وحتى الجندي كيف تعطيه صلاحيات او أسلحة أما يضرب روحو أو يضرب صاحبو أو يضرب المواطنين…وبصراحة الداخلية تتحمل المسؤولية كاملة قبل مايتحملها البوليس الي باعثينو قال شنوا رجل امن…كان بوليس يقتل مواطن على وجه الخطأ في بلد متقدّم راهي الدنيا قامت وقعدت والاعلام تحبلو اقل شيئ 3 أيام وهو يناقش ويحلل في الحكاية ويقترح في الحلول…التوانسة رخاص وعدم تضامنهم مع بعضهم يخليهم رخاص…ولاشك ان الضحية القادمة هي بدورها لم تعطي اهتمام لهذه الحادثة بماان الضحايا ليسو اقاربهم أو لان الحادث صار في ولاية اخرى
أما قول كان جات ثمة مصلحة سياسية راهي الاحزاب تهبط في البيانات من كل جهة وتندد وتتوعد وتحشد في العباد من اجل اسقاط النظام…اوكان جاء حادث اغتصاب يخدّم بعض الجمعيات, راهو الشارع تعبى بالمسيرات البيضاء والحمراء والسوداء, وراهي الوجوه النسائية المعروفة الكلها خرجت فجأة من الجحور لتصرح مباشرة لقنوات وصحف في الخارج, المرأة التونسية وحقوق المرأة…والمقدسات وويل للبوليس…الخ
نداء تونس عضمة حارمة كيفو كيف النهضة وهي دمى بيد الخارج , ونداء تونس يختلف حتى على التجمع المنحل فهذا الاخير كان حزب شعبي باتم معنى الكلمة… يبقى ان نداء تونس يضم كثير من الشخصيات المعروفة (لا أقصد جماعة التأسيسي) مثلت الوجه المضيئ للحزب وهذا الشق ربما سينفصل اليوم او غدا, وربما ينظم الى الاتحاد من أجل تونس, الاتحاد من أجل تونس على يمينه الاحزاب اللبرالية جدا وعلى يساره الجبهة الشعبية, والناس يلزم تصوت للتحالفات وليس للعائلات والافراد
بالنسبة للحزب الجمهوري فهو حزب عائلي (الحزب العائلي) همه الوحيد السلطة, وهو لايختلف كثير عن الاحزاب الاخرى التي بعضها انشق بعد ان تحالف وذلك من اجل ان يتمكن من ترشيح رئيس…رئاسة الجمهورية هي تكرار للسلطة التنفيذية, ربما سيأتي يوم نسمع فيه بالغاء الرئاسة
الثاني هو الصحيح, احذف الاول
En votant contre l’article 5 du projet de loi sur la lutte contre le terrorisme et le blanchiment d’argent et contre les ajustements proposés pour le faire passer, les députés nahdhaouis, majoritaires à l’Assemblée nationale constituante (ANC), ont prouvé de la plus belle manière qu’ils sont mouillés dans les actes terroristes et les assassinats politiques qui ont eu lieu dans le pays et qu’ils projettent d’en commettre encore.
Moralité: les véritables terroristes ne sont pas, comme on le croyait, ces dizaines de mercenaires planqués sur les monts de Chaambi, Semmama, Ouergha, Aïn Debba, mais bien ces députés djihadistes qui, sous les ordres d’Ennahdha, s’emploient soit à retarder, soit à s’opposer systématiquement à toutes les initiatives et lois qui peuvent prémunir notre pays des nuisances terroristes.