بقلم إيهاب الغربي،
يعتبر تأسيس الجبهة الشعبية حدثا فارقا في تاريخ اليسار التونسي باعتبار ان الجبهة جمعت مكونات يسارية مختلفة اديولوجيا من ماركسيين وناصريين وبعثيين بالاضافة الى كونها الخيار الثالث الذي يكسر الاستقطاب الثنائي ما بين حركة النهضة ونداء تونس.
ساهمت عديد العوامل في تأسيس الجبهة الشعبية فقد مثلت انتكاسات اليسار في انتخابات 23 اكتوبر 2011 والتي تعود الى عدم نجاح اليساريين في الدخول لانتخابات المجلس التاسيسي موحدين بعد ان طغت الحسابات الضيقة ورغبة احزاب مثل الوطد وحزب العمال في الهيمنة على القرار داخل جبهة 14 جانفي مما ادى الى انبعاث الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة في 15 مارس 2011 التي سحبت البساط من جبهة 14 جانفي وأدت الى تهميش دور اليسار.
كانت هزيمة انتخابات 2011 الدافع الرئيسي وراء توحيد قوى اليسار لصفوفها كما ساهمت الاخطاء الجسيمة لحكم الترويكا بقيادة حركة النهضة وانبعاث حزب نداء تونس بقيادة الباجي قائد السبسي في تحفيز قوى اليسار لتكوين بديل ثالث قادر على طرح برنامج يختلف عن التوجهات والالتزامات الدولية للنهضة التي تعتبر توجهات ليبرالية تواصل نفس السياسة السابقة لنظام بن علي القائمة على الخوصصة والخضوع لشروط صندوق النقد والبنك الدولي المجحفة.
اعلن عن ميلاد الجبهة الشعبية في 7 اكتوبر 2012 وهو ائتلاف حزبي لماركسيين وبعثيين وناصريين ومستقلين يضم 11 حزبا وقد مثلت نشأة الجبهة منعرجا هاما في تاريخ اليسار في تونس باعتباره اصبح قوة حقيقية يحسب لها الف حساب في المشهد السياسي التونسي.
كان لاغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي انعكاس ايجابي اكسب الجبهة مزيدا من التعاطف الشعبي وساهم في انبعاث اعتصام الرحيل بباردو الذي كان ردة فعل شعبية وسياسية على الممارسات القمعية لحكومة النهضة تجاه معارضيها خاصة ان هذا الاعتصام كان ردة فعل مباشرة على اغتيال البراهمي في 25 جويلية 2013.
يعتبر تحالف الجبهة الشعبية مع نداء تونس تحالفا في اطار محدد ودقيق .كان الهدف من تشكيل جبهة الانقاذ هو الاطاحة بحكم النرويكا والتمهيد لاقامة الانتخابات في اقصى اجل ممكن. لم يكن بامكان المعارضة انذاك اسقاط حكم الاخوان الا عن طريق جبهة موحدة تماما كماحدث في مصر اين تحالف الناصريون والليبراليون والماركسيون من اجل اسقاط نظام الاخوان. كما ان السيناريو المصري لعب دورا بارزا في تقهقر النهضة وقبولها بشروط جبهة الانقاذ وبالتالي فان قبول الجبهة الشعبية التحالف مع النداء كان له مكسب سباسي هام وهو اسقاط حكومة العريض ووضع خارطة طريق افضت الي انشاء دستور والتحضير للانتخابات. لكن هذا التحالف لم يكن البتة علي اساس برامج او يطرح توجهات الجبهة الشعبية للمرحلة المقبلة بدليل الخلافات العميقة التي طبعت علاقة الجبهة بالنداء بمجرد كسب الاخير للانتخابات.
افضى التحالف اليميني الذي جمع نداء تونس والنهضة والاتحاد الوطني الحر وأفاق تونس الى تموقع الجبهة الشعبية في المعارضة وهو ما جعل جانبا من المتعاطفين مع نداء تونس داخل الجبهة يلومون قيادييهاويعتبرونهم السبب في تحالف النداء مع النهضة والذي كان نتيجة حتمية لرفض الجبهة التعامل مع النداء متناسين ان الجبهة لاتتفق مع خيارات نداء تونس الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية وبالتالي فان وجود الجبهة في المعارضة هو وجود طبيعي لها باعتبارها لا تتفق مع برنامج نداء تونس علاوة على ان النداء خان ناخبيه بتحالفه مع من كانوا سببا في الاغتيالات السياسية التي طالت الجبهة والذين لم يحاسبوا الى حد الان.
تكاثرت في هذه الفترة الاصوات من داخل الجبهة التي تنتقد أداء حمة وسوءتصرفه في قضية إغتيال الشهيد شكري بلعيد منددين بموقف الجبهة من انتخاب السبسي ومن عدم المشاركة في الحكومة متناسين مكانة حمة الهمامي كزعيم اليسار منذ السبعينات كابد إستبداد 50 سنة من أجل كلمة حرة. عاش في السرية وتشهد على شجاعته كل سجون تونس.
حمة هو زعيم الجبهة الشعبية ومرشحها للرئاسة حتى في حياة شكري وبإصرار الشهيد نفسه. اضحت الجبهة في ظل تحالف قوى اليمين الخيار الوحيد الذي يطرح برنامجا بديلا للاحزاب الليبرالية وبالتالي لامناص من الدفاع عن وجود الجبهة ووحدتها لاستكمال المسار الثوري في تونس.
عزيزي الكاتب، الجبهة الشعبية لا تصلح سوى كمحلّل متطوّع لحزب الدستور. لقد فعلتها في بداية حقبة بن علي وها قد أعادت الكرّة في عهد خرف قرطاج! جبهة التياسة والقوادين (التي تصف نفسها مجازا بالشعبية) ليسها لها من الشرف أو الأخلاق ما يمكّنها من وقوف موقف المعارضة لحكومة الخوانجية والدساترة بعدما حلّلت دُخْلة خرف قرطاج بالبلاد مرة أخرى وأحنت له ولتجمّعيّيه ظهرها فركب عليه ذات صيف ساخن. وكل ذلك من أجل ماذا؟ فقط، للتنفيس عن أحقاد ايديولوجية عمياء موجهة ضد خصم سياسي هو اليوم شريك “حزب الدستور، جلاد الشعب” في الحكم! لقد فقد كبير التياسة وإمام القوّادين حمّة الهمامي ورفاقه من الحقودين والاستئصاليين كأمثال أحمد الصدّيق ومنجي الرحوي وزياد لخضر وغيرهم كل شرف وكل مصداقية بعدما قدّموا دماء بلعيد والبراهمي قربانا لشيخ خرف وبطانته من الجلادين والفاسدين ليس دفاعا عن مصالح “خالتي مباركة” وحقها في تخفيض ثمن البصل، وإنما فقط لتصفية شيخ الكذابين وقطعان ماشيته التي يقودها أمامه! الجبهة الشعبية جبهة معارضة؟ جبهة، معارضة وديمقراطية ماذا يا هذا؟
Le front populaire est un ensemble de crétins ,hypocrites ,profiteurs ,agitateurs et fouteurs de trouble dans le pays ils ne veulent pas du bien a la Tunisie .
سيدي كاتب المقال و السادة القرذاء …هل الجبهة معارضة أصلا ؟ أين هي من دور المعارضة المفصلي و الهام جدا في تطوير البلاد ؟ آسف لا أرى لها مجهودا يذكر في مجال المعارضة … و إن أخطئت – وما أكثر أخطائي – فما هو ؟