علم الجمهورية التونسية أحمر يتوسطه قرص أبيض به نجم أحمر ذو خمسة أشعة يحيط به هلال أحمر حسبما يضبطه القانون. النشيد الرسمي للجمهورية هو “حماة الحمى” ويضبط بقانون. شعار الجمهورية التونسية هو “حرية وكرامة وعدالة ونظام.
الفصل 4 من الدستور التونسي الجديد.
هكذا ينص الدستور التونسي على شعار جديد للجمهورية التونسية أضيفت إليه “الكرامة” في تناسق مع ثورة الكرامة التي قام بها الشعب التونسي لكن بعد أكثر من سنتين على المصادقة على الدستور التونسي وتكريس شعار جديد للجمهورية التونسية مازالت الدولة التونسية لم تضع هذا الشعار الجديد في الإدارات والمؤسسات العمومية فكلما دخلت الإدارة تجد نفس الشعار القديم إذ أنّ “الكرامة” مغيّبة في شعار الجمهورية خلافا لعلم الجمهورية والنشيد الرسمي اللذين ضبطا بقانون طبقا لما جاء في الفصل 4 من الدستور.
المسألة ليست واقعية فقط بل هي مسألة قانونية أيضا حيث إنّ الدستور التونسي الجديد لا يوجد به أية إحالة قانونية تعنى بضبط شعار الجمهورية الجديد “حرية، كرامة، عدالة، نظام”، على عكس دستور 1959 الذي مهّد لشعار “حرية، نظام، عدالة” بضبطه عبر نص قانوني، قبل أن ينقح ويعدّل مرارا وتكرارا بتقديم النظام عن الحرية في 1963 ثم العودة بالترتيب كما كان سنة 1989 قبل أن يعدّل ويثبّت في عام 1992 ليستقيم شعار الجمهورية “نظام، حرية، عدالة” وليواصل اعتماده بصفة رسمية في هياكل الدولة رغم عدم قانونيته بعد المصادقة على دستور 2014.
وفي غياب “الكرامة” عن شعار الجمهورية يعاد الحديث في الأوساط الإعلامية والسياسية عن قرب إعادة “تمثال بورقيبة” للشارع الرئيسي بتونس العاصمة بطلب شخصي من الرئيس الباجي قائد السبسي.
هذا التمثال الذي تمت إزالته من قبل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد إصداره قرار الإزالة في 11 نوفمبر 1987 بعد 4 أيام من توليه الحكم وتم وضع ساعة “7 نوفمبر” مكانه كدلالة رمزية لتاريخ 7 نوفمبر تاريخ تسلمه مقاليد السلطة وفي هذا السياق فقد طالبت “الجمعية الوطنية للمحافظة على الإرث البورقيبي” بإعادة التمثال لقلب العاصمة سنة 2005 عوض مدخل مدينة حلق الوادي، لكن قوبل طلبهم بالرفض، وبعد الثورة تلقت الجمعية وعداً من الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي بإعادة التمثال لمكانه الطبيعي.
يبدوا أنّ صراع الرموز القديمة والجديدة سيثير مزيدا من النقاش خاصة في ظل الإنقسام السياسي والحزبي ففى حين اعتبر أنصار بورقيبة عودة التمثال انتصارا للمشروع البورقيبي، اعتبر فى المقابل شق آخر من التونسيين خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي عودة التمثال انتكاسة جديدة لهذه الثورة التى قام بها الشباب التونسي ضدّ السياسة البورقيبية والنوفمبرية. وفي بقاء الساعة أو تغييرها بالتمثال تبقى الكرمة غائبة في كلتا الحالتين.
Les monuments en Tunisie se comptent sur le bout des doigts,c’est une honte
Manque de créateurs,de sculpteurs,de penseurs,d’organiseurs et une négligence totale.
Il faut voir les pays européens et surtout les pays de l’est ,les Amériques par milliers
Et dans toutes les villes,et même les villages.
Vous imaginez le vide en Tunisie: HANNABAAL,ALYSSA,AMILCAR,JUGURTHA,ASDRUBAL
FARHAT HACHED,MED ALI,HABIB THAMEUR,HABIB ACHOUR,KACEM ECHEBBI,HEDI ATTIA
SALIHA,ALI RIAHI,DAGHBAJI,CHRAITI,BEN YOUSSEF,DR ESSAFI,BEHI LADGAM,BOUSDIRA
COMMANDANT BEJAOUI.,…,..
LA LISTE EST LONGUE ON AURAIT FAIRE DES BELLES PLACES OU DES JARDINS COMME
DANS LES PAYS CIVILISÉS.
الحالة التاريخية التي تمر بها تونس توحي بأن هناك إرادة واضحة تمرر عبر رئيس الجمهورية لاختزال الثورة في مصالحة المشهد التونسي بالارادة الدستورية (تيار بورقيبة ). من أين جأت هذه الارادة ؟ هل هي تراجع حقيقي عن ثورة الكرامة ورموزها الجديدة ؟ على كل حال الرئيس الحالي يبسط الأمور و المفاهيم بصفة غريبة؟ هذا يدل على ماذا ؟ هل تونس الجديدة تواجه فعلا زحف تيار رجعي يتآمر على انجازات الثورة (الحريات، التعددية الحزبية ، تحرر بعض ارادات الابداع لدى البعض )؟ هل تعود انظار العامة من جديد على المشاهد البورقيبية سيسهل عليه، جمهور الناس ، بقبول هيبة دولة بدون حريات ؟ علماء النفس و الاجتماع يمكن أن يجيبوا على ذلك . لسنا في عداء لتاريخ الحركة الوطنية و موقع حزب الدستور – التيار البورقيبي – فيها ، لكن هناك أكثر من 5 عقود حكم ، حيث كان الحزب الواحد متغول على الدولة ، على الانسان و لا يرى المشهد التونسي إلا عبر بورقيبة أو بن علي … و هذا، الذاكرة التونسية لا يمكن أن تنساه … كانت أيضا حقبة ظلام على مستوى الديمقراطية و الحريات و سلب و نحب ثروات الشعب و تركيز ممنهج لسياسات التهميش … هل سينسى الشعب ؟