أكثر من 10 سنوات مرت تقريبا على إغلاق فضاء سينما الحرية بمدنين بعد أن كان يحتضن عروضا للأفلام السينمائية. قاعة عشقها الغياب والإهمال فتجمعت بالقرب منها القمامة وعمتها الفوضى بعد أن كانت تنعم ببعض الحرية الفنية.
تقع قاعة سينما الحرية في وسط مدينة مدنين وبجانبها ساحة الحرية التي تم إحياءها مؤخرا بعديد التظاهرات الفنية سواء المتعلقة بفن الشارع أو بالموسيقى والغناء.
تتبع القاعة لملك بلدية مدنين/النيابة الخصوصية حاليا التي لم تحرك ساكنا إلى حد اللحظة.وكان من المقرر أن تباع القاعة إلى وزارة التعليم العالي لتحتضن مركزا ثقافيا جامعيا ولكن الصفقة لم تتم.
وقد قدم الفنان خالد اللملومي وهو ممثل مسرحي شاب متخرج من المعهد العالي للفن المسرحي رفقة فريق عمل متكون من مستشارين في القانون والجباية ومختصين فنيين في الموسيقى والرسم والمسرح والسينما مقترحا إلى بلدية مدنين من أجل إعادة تهيئة الفضاء وكرائه حتى يحتضن مشروع المركز الثقافي الخاص تحت مسمى ”فضاء الحرية للبحث والتبادل الفني“.
وقد تحدثنا مع خالد الذي أكد أن مشروعه المقترح يأتي في إطار رغبته في العمل في الجهة تدعيما للامركزية الثقافية ومساهمة في الفعل الثقافي الذي من شأنه حماية الشباب الممارسين للفعل افني والثقافي وخاصة المنقطع منهم عن الدراسة والذين يمارسون نشاطاتهم الفنية في الشارع مثل الغرافيتي والرقص العصري.
المشروع كما يقول عنه خالد أنه يأتي تدعيما للحق في الثقافة ومكافحة للإرهاب فمدنين تعتبر خط المواجهة الأولى مع الحركات الإرهابية ومع التطرف الفكري ومن هنا تبدو أهمية هذا المشروع.
وبسؤالنا عن كيفية تعامل النيابة الخصوصية بمدنين مع هذا المقترح أكد محدثنا أنه بعد فشل صفقة إحداث المركز الثقافي الجامعي بدأ في التفكير في إنشاء مركز ثقافي خاص. وقد توجه إلى مقر البلدية باعتبار أن الفضاء يتبعها وعقد لقاء مع رئيس النيابة الخصوصية والكاتب العام في نوفمبر 2015 وقدم فكرة المشروع وأبدا كل من الطرفين موافقة مبدئية شفاهية مع مطالبته بتقديم دراسة شاملة للمشروع.
فقدم دراسة المشروع بقيمة بلغت 276 ألف دينار تشمل خاصة مصاريف التهيئة التي تحججت البلدية بأنها غير قادرة على القيام بها ومصاريف اقتناء المعدات ونشاطات المركز من ورشات متنوعة تشمل كافة أنواع الفنون وبطاقة تشغيلية قادرة على استيعاب 20 متخرج من المعاهد الفنية على الأقل في مرحلة أولى.
كما تحصل على موافقة مبدئية من بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة بإسناده المبلغ المالي في شكل قرض في صورة الحصول على وعد كراء من البلدية.
ثم كان أن تجدد اللقاء مع البلدية في جانفي وفيفري 2016 أين تم إعلامه بأنه لا يمكنهم أخذ قرار في الفضاء وتسلميه على وجه الكراء إلا بعد إجراء الانتخابات البلدية وأن بلدية مدنين باعتبارها حاليا نيابة خصوصية لا يمكنها التصرف في المقر وقد استغرب محدثنا من هذه المماطلة خاصة وأن النيابة الخصوصية لها حرية التصرف ولا شيء يمنعها قانونا من كراء الفضاء أو بيعه.
وقد أكد محدثنا أن الوضعية حاليا بقيت كما هي وأنه اختار التوجه إلى الإعلام من أجل طرح المشكل كما أكد أنه على استعداد لخوض جملة من التحركات مع شباب ومثقفي الجهة من أجل عودة الحياة لهذا الفضاء سواء كان في إطار مشروع المركز الثقافي الخاص أو المركز الثقافي الجامعي أو قاعة سينما كما كانت عليه.
كما أنه سيقدم مشروعه إلى وزارة الثقافة بعد إعلانها عن تخصيص تمويل إستثنائي لدعم المراكز الثقافية الخاصة من الإعتمادات المخصصة للبرنامج الوطني لمكافحة الإرهاب، لمساعدة الهياكل التي تمر بصعوبات في التمويل و النشاط و وسائل العمل، ولتمويل مقترحات المشاريع الثقافية و الفنية التي تستجيب لمبدإ إرساء الحق في الثقافة للجميع وتتميز بخاصيات التجديد والإبتكار والإستمرارية و تحقق جملة من الأهداف الخصوصية للقطاع.
iThere are no comments
Add yours