المقالات المنشورة بهذا القسم تعبّر عن رأي كاتبها فقط و لا تعبّر بالضرورة عن رأي نواة

قد يبدو جريئا أو من غير المناسب مقارنة دولتين لهما أوضاع مختلفة، على مستوى الثروة ومن جانب  التموقع في رقعة الشطرنج العالمية، ولعل العلاقات الفرنسية التونسية، التي ميزها بشكل خاص التاريخ الاستعماري، مازالت متأثرة بهذه التباينات. إن تحليل فرنسا وتونس بشكل متقاطع لا يعني التغاضي عن علاقات القوة التي كانت قائمة أو مازالت مستمرة إلى اليوم بين الدولتين، بما في ذلك في سياق مكافحة الإرهاب.

Crédit photo : Adriana Vidano

بالرغم من ذلك، ومع الهجمات الإرهابية التي تميزت بها خلال السنوات الأخيرة، فإن دولا مختلفة مثل فرنسا وتونس عادت، إن لم يكن للمساواة، فإلى ضرب من التشابه. إن التروماتيزم الذي خلفته الهجمات  الإرهابية والتساؤلات التي تطرحها الكسور الاجتماعية الداخلية للبلدين وأيضا السياسات المعتمدة من طرف الدولتين، كلها محاور ذات صدى على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. من خلال تسليط الضوء على أوجه التشابه المذكورة، يتطرق هذا الملف إلى تعقيد مفيد؛ فهو يسائل بعض القراءات السياسية والإعلامية التي تميل إلى إرجاع الظاهرة الإرهابية إلى تهديد خارجي، قادم من العالم “العربي الإسلامي” ليستهدف أوروبا وحدها.

بوصفها جمعية للتضامن العالمي، فإن منظمة  CCFD-Terre solidaire لها قناعة أننا في حاجة شيئا فشيئا إلى التحليلات والقراءات المقارنة، وإلى وجهات النظر المتقاطعة مثلما قدمته لنا “أورينت XXI” في هذا الملف الذي أجري بالتعاون مع الموقع الإعلامي التونسي “نواة” ومع الموقع الإنجليزيThe New Arab. في مواجهة التحديات العالمية مثل الإرهاب والتغير المناخي، التي أعادت إلى السطح طرائق تفكيرنا في العالم وفي الروابط بين مجتمعاتنا، تشكل هذه الآراء المتقاطعة قاعدة لأشكال جديدة من التضامن. في هذا السياق الجديد، يصبح إذن هذا التضامن المنفلت من منطق شمال/جنوب أكثر من أخلاقية، إنه ضرورة.

من السجن إلى داعش: أي بدائل في تونس وفرنسا لمجابهة هذه الظاهرة؟

في فرنسا كما في تونس، مثّلت السجون أحد الفضاءات التّي يتمّ فيها استقطاب أو تكوين الإرهابيين المستقبليين. بعد أن أيقنت السلطات محدوديّة سياساتها وأمام إكتظاظ السجون، تحاول الحكومات في البلدين تكييف منظومتها التشريعية وأساليبها في التعامل مع هذه الظاهرة.


حالة الطوارئ في فرنسا وتونس: غياب النجاعة وانتهاك للحقوق والحريات

"الحرب على الإرهاب" التي تُخاض على نطاق عالمي بلغت ذروتها، وقد كان لفرنسا وتونس نصيب منها. وفي خضم البحث عن حلول للهجمات الإرهابية لسنتي 2015 و2016 لجأت الدولتان إلى عدد من التدابير الأمنية، من بينها حالة الطوارئ. ولكن على ضفتي البحر الأبيض المتوسط تقع إدانة العديد من التجاوزات التي رافقت هذا الإجراء.


بين فرنسا وتونس: سردية الجهاد تتغذى من التهميش الاجتماعي

من تونس إلى فرنسا، تَرك المئات من الشبان -على امتداد السنوات الفارطة- بلديهما للالتحاق بجبهة القتال السورية. هذه الهجرة التطوعية التي تحضنها فكرة "الجهاد تحت راية الخلافة الإسلامية" جعلت فرنسا وتونس تتصدران المراتب الأولى في تزويد التنظيمات الجهادية المسلحة بالعناصر البشرية. وقد ساهمت أيضا في قلب المسارات المعيشية للمئات من الشبان، الذين اندفعوا بحماسة إلى مغادرة حدودهم الجغرافية والركض وراء سراب الأمة المُتخيلة. بين فرنسا وتونس يُطرح السؤال دائما حول العوامل التي ألقت بكل هؤلاء إلى مثل هذا الخيار، هل أن سردية الجهاد كافية لوحدها أن تمارس جاذبيتها الخاصة عليهم أم أن الواقع بمستوياته المتشابكة ساهم في صناعة هذه التجربة؟


تونس-فرنسا: تعبئة مواطنية ضد القمع بإسم مكافحة الإرهاب

منذ سلسلة الهجمات التي ضربت فرنسا سنة 2015 وحالة الطوارئ التي تلتها، يرى الكثير من الفرنسيين أن حقوقهم قد انتُهِكت. وهكذا فإن بعض الجمعيات الفرنسية والتونسية، وكذلك الأفراد، يتجندون يوميا من أجل الدفاع عنها وإدانة التجاوزات المرتكبة.


الإرهاب: من أين يُستمد هذا الإسم؟

ماهو الإرهاب؟ التشريعات الفرنسية والتونسية والدولية ليست واضحة، والأمم المتحدة لديها صعوبات جمة في تحديد مفهوم يتغير معناه وفقا لمستخدميه. من هذا المنطلق كيف نحارب شيئا ليس واضح التعريف؟