ونفت وزارة التجارة التونسية الثلاثاء الماضي في بلاغ لها “وجود مبادلات تجارية بين الجمهورية التونسية والكيان الصهيوني” وفق البلاغ ذاته، وبررت الوزارة الرقم الذي أورده الموقع التابع للأمم المتحدة بأنه يتم “تصدير منتوجات ذات منشأ تونسي إلى مختلف بلدان العالم والتي تقتنيها مركزيّات شراء وشركات تجارة دوليّة غير مقيمة بالتّراب التونسي، وتتولّى فيما بعد إعادة تصديرها كليّا أو بصفة جزئيّة إلى بلدان أخرى، ويحدث أن يكون من بينها الكيان الصّهيوني، وهو ما يبرّر إدراج بعض هياكل الإحصاء الأجنبيّة للمبادلات التّجاريّة الدّوليّة لمعاملات مع الكيان الصّهيوني باعتماد المنشأ الأصلي للبضاعة والوجهة النّهائيّة، لا باعتبار قواعد الإحصاء التّجاري التي تعتمدها أجهزة بلادنا الإحصائيّة والتي يتمّ بمقتضاها تسجيل عمليّات التّصدير المباشرة” مضيفة  أنه لا أثر لأيّ عمليّة تبادل تجاري بين تونس وإسرائيل في بيانات أجهزة الدولة التونسية الإحصائية.

وقالت الوزارة إن تونس ملتزمة بأحكام المقاطعة العربية في إطار الجامعة العربية ضمن  اتفاقية عدم تطبيق  “الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة” المعروفة اختصارا ب”الغات” إزاء إسرائيل، والتي انضمت لها  في العام 1990، وهو ما يعني أن تل أبيب غير مشمولة بتخفيض القيود الجمركية على التجارة الدولية.

وأضافت الوزارة في البلاغ المذكور أنها تتبادل الإشعارات مع هياكل أخرى بخصوص السلع الإسرائيلية  التي تتسرب إلى السوق المحلية سواء كان مصدرها الكيان الصهيوني أو دول أخرى، وأنها تقوم “بحظر التعامل مع الشركات ووسائل النقل الأجنبية التي يثبت خرقها لمبادئ وأحكام المقاطعة العربية للكيان الصهيوني بقرار من مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري”.

وأورد موقعكومترايد” التابع للأمم المتحدة إحصاءات عن تطور قيمة التبادل التجاري بين تونس وإسرائيل، ووصلت قيمة هذه المبادلات إلى 28.582 مليون دولار في العام 2021، مقابل 18,976 مليون دولار في العام 2018، أي ما يعادل 60,56 مليون دينار، في حين بلغت قيمة واردات إسرائيل من تونس  في العام 2018 ما يقارب 18,976 مليون دولار مقابل صادراتها إلى تونس بقيمة 15 مليون دولار أي ما يقارب 48 مليون دينار في العام 2012، وتتصدر منتوجات النسيج قائمة السلع التونسية التي تقتنيها إسرائيل، حيث وصلت قيمتها إلى 14.998 مليون دولار في العام 2021، وحسب مقال سابق لنواة، تطورت قيمة المبادلات التجارية بين تونس وإسرائيل في الفترة الفاصلة بين العامين 2016 و2020 بنسبة 94 بالمائة، وبلغت قيمة المنتوجات المصنفة باسم الشحوم والزيوت الحيوانية أو النباتيية التي استوردتها إسرائيل من تونس  قيمة 2,079 مليون دولار في العام 2020 أي ما يعادل 6 مليون دينار.

ويذكر المقال ذاته أنه بتاريخ 5 ماي من العام 2021، رصد موقع “فيسيلفاندر” دخول سفينة تجارية تدعى “إيكاترينا” قادمة من إسرائيل تحمل علم مالطا، وقضت السفينة 17 يوما  في ميناء رادس قبل أن تغادره يوم 22 ماي، وهي ليست المرة الأولى التي تدخل فيها السفينة الميناء المذكور، فقد سبق أن رست هناك يوم 31 مارس من العام ذاته، أي خلال شهر تقريبا.

وفي وقت سابق، احتد الجدل في تونس بخصوص رفض البرلمان المنحل التصويت على مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي خاض فيه الرئيس التونسي قيس سعيد حملته الانتخابية بناء على تخوين التطبيع، وهي وعود انتظر مؤيدوه تضمينها في الدستور الجديد والذي لم يجرم بدوره التطبيع.