على تعدد أوجهها، تبقى هذه الجريمة على ارتباط وثيق بواقع الهجرة غير النظامية واستغلال شبكات الاتجار بالبشر لهشاشة المهاجرات والمهاجرين في رحلة الهرب من جحيم الحروب والنزاعات والفقر، بحثا عن ملاذ آمن وحياة جديدة توفر الحد الأدنى الإنساني. أما تونس، التي صادق برلمانها سنة 2016 على قانون أساسي يتعلق بمنع الاتجار بالأشخاص ومكافحته، فخطابها الرسمي يحمل هذه الشبكات مسؤولية الأزمة الإنسانية التي يعانيها المهاجرون من افريقيا جنوب الصحراء خلال مغامرة الدخول إلى تونس أو أثناء التواجد في نقاط تجميعهم العشوائية، إلا أن السياسات العنصرية الأوروبية والاتفاقيات الممضاة مع دول جنوب المتوسط ومن بينها تونس لا تقل عداء واستغلالا لهشاشة المهاجرين عبر استعمالهم كأوراق ضغط مبعثرة بين الضفتين.

وأمام حالة الانفلات العنصري والتطبيع معها بعد انكارها، تتالت قصص عذابات المهاجرات والمهاجرين لتدعمها تقارير المنظمات الإنسانية التي تعج مذكراتها وأعمالها قصصا تثير الاشمئزاز وتدفع جديا إلى التساؤل عما بقي من ضمير انساني أنهكه خطاب الكراهية العنصري الذي وصل حد البيانات الرسمية للدولة.

بهذه المناسبة، تقدم لكم نواة ملفا من أعمالها الصحفية التي تعرضت لقضية المهاجرات والمهاجرين ضحايا الاتجار بالبشر والسياسات العنصرية التي تتعامل مع الأشخاص كأرقام وحطب مناورات سياسوية.

المهاجرون درجات: تصدير الميز في مراكب الحراقة

يعيد تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا الحديث عن فرز عنصري في صد المهاجرين، منطلقه استبطان لنظرة استعلاء عرقي استنادا إلى لون البشرة. نظرة الاستعلاء هذه لم تعد مقتصرة على ضفة المتوسط الشمالية، بل تسربت إلى جنوبه وسط حالة انكار وصدمة يتوجب علاجها فهم الظاهرة في مختلف أبعادها وتفكيكها استنادا إلى التجارب والدراسات وآراء المتخصصين.


منطقة البحيرة 1 : تونس في مواجهة تدفق السودانيين

”هذه الحياة لا تليق حتى بكلب“. هكذا علّقَ واحدٌ من آلاف السودانيين الذين وصلوا إلى تونس في الأشهر الأخيرة، وأقاموا مخيّمهم في منطقة البحيرة 1. تعكس الصورة هناك تناقضا صارخا بين مشهد الخيام المصنوعة من الألواح القصديريّة والأغطية البلاستيكيّة والبطانيات البالية وبين المباني الفارهة والحديثة في المنطقة.


معتقلات حقول الزيتون في العامرة: هناك تنفذ الجرائم خلسة ضد المهاجرين

في جويلية الماضي، دفعت أعمال الطرد الجماعي للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء أكثر من ستة ألف مهاجر، حسب تقارير منظمات حقوقية، للاحتماء بغابات الزيتون القريبة من مدينة صفاقس. فهناك توجد فرص للعمل الموسمي في جني الزيتون، وفرص أكبر للإبحار نحو إيطاليا.


جثتان في الصحراء: قصة فاتيما وابنتها المطرودتَين من تونس

كانت صورة المرأة التي تحضن ابنتها وسط الصحراء، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، شبيهة بعدد من الصور التي التقطت لبقايا مهاجرين ومهاجرات ألقت بها الأمواج على سواحل تونس، هروبا من اهوال الحرب أو بحثا عن الحرية ومستقبل أفضل. هي صورة فاتيما دوسو وابنتها ماريا، التي يتحدّث زوجها لنواة عن تفاصيل حكايتهما.


غالبية المهاجرين بوادي المغطى دفعهم الدرك الجزائري نحو تونس، حوار مع خالد الطبابي

مركز احتجاز لمهاجرات ومهاجري جنوب الصحراء بوادي المغطى الحدودي مع الجزائر، بقرية الفريد التابعة لعمادة عين الكرمة معتمدية تمغزة ولاية توزر، كان محور دراسة للباحث في علم الاجتماع خالد الطبابي. عمل علمي عاد إلى نقاط انطلاق موجات الهجرة وأسبابها والرغبة في التوطين بتونس، اضافة إلى الممارسات العنصرية والسياسات التعسفية التي تحاصر الهجرة من جنوب المتوسط إلى شماله.


حديقة باب الجبلي-صفاقس: شاهد على جريمة إنسانية في حق المهاجرين

تعترض المتجهين إلى وسط مدينة صفاقس من مدخلها الجنوبي، لافتة إشهارية عملاقة لإحدى الشركات المصنعة للحليب، تتوسطها صورة شاب أسود البشرة، تعلو الابتسامة محياه. كانت تلك اللافتة أكثر المشاهد سريالية، إذ يرقد على بعد عشرات الأمتار أكثر من مائة مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء في حديقة باب الجبلي المحاذية لجامع اللخمي، بعد أن طُردوا من منازلهم في أحياء متفرقة من المدينة.



خفايا الحرقة وشبكاتها مع رمضان بن عمر، منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية

من هو الحراق التونسي؟ هل تترصد ”درونات“ صهيونية الحراقة في البحر المتوسط؟ ماذا عن خط صربيا وعصابات التهريب؟ وأية سياسات ينتهجها قيس سعيد في تعاطيه مع الموضوع؟ محاور حارقة يجيب عليها رمضان بن عمر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية


جريمة الاتجار بالبشر في تونس بين الواقع والقانون

يعد الاتجار بالبشر من الظواهر التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع التونسي، وهو ما جعل المشرع التونسي يتحرك في سنة 2016 ليصادق على القانون المتعلق بمنع الاتجار بالبشر ومكافحته. ولطالما كانت تونس سباقة في مكافحة العبودية والاتجار بالبشر، حيث يعتبر الأمر العلي المؤرخ في 23 جانفي 1846 الذي أصدره أحمد باي والذي ينص على أن “لا عبودية بمملكتنا ولا يجوز وقوعها فيها، فكل إنسان حر مهما كان جنسه أو لونه ومن يقع عليه ما يمنع حريته أو يخالفها، فله أن يرفع أمره للمحاكم"، أول نص عربي ومن أوائل النصوص في العالم التي منعت العبودية.