نحن التونسيون والتونسيات ، لنا جملة من الحقوق بموجب الأعراف والقوانين الدولية وروح العصر والمستوى الحضاري الذي بلغناه ، ومنها :

-  1- حقنا كأفراد، ألا نتعرض للإذلال، أو للترويع ،أو للتجسس المتواصل،أوللتدخل في حياتنا الخاصة ، أو للعيش تحت التهديد ، إن نحن احتججنا على سلطة فاقدة الهيبة ، فاقدة المصداقية ، فاقدة الشرعية .

-  2- حقنا كرجال ونساء، نعمل بجد ونزاهة، لإنتاج خيرات البلاد ألا تتصرف عصابات حق عام في المال العمومي بأشكال من الفساد فاقت كل خيال ، ساخرة من نزاهتنا، متحدية قوانين البلاد والأخلاق العامة ، ومصادرة لصالحها موارد نحن بأمس الحاجة إليها لخلق مواطن شغل لشبابنا العاطل، أو لتحسين أداء نظامنا الصحي و التعليمي .

-  3- حقنا كشعب أن يراقب ويقيّم ويختار من يكلّف بإدارة الشأن العام وفق انتخابات لا تشكل امتهانا لكرامتنا، وسخرية من ذكائنا ، واستهتارا بمصالحنا، ومصادرة لحرياتنا.

إن كل هذه الحقوق مبدئية وغير قابلة للتصرف ومن ثمة لا يحق للنظام أن يصادرها وأن يزيفها ،أو أن يدعي التحكم في توقيت تمتيعنا بها حسب أجندة نضجنا المزعوم .

ولأنها مبدئية وغير قابلة للتصرف، لا يحق أيضا لأي طرف في المعارضات ، بحجة الإصلاح والصلح والمصالحة والتدرج والاعتدال والوسطية ، التفويت فيها جملة أو تفصيلا، أو المساومة بها ، أو التقدم ببعضها دون أخرى، ببالغ الاحتشام.

وإن كانت للتونسيين والتونسيات حقوق فإن لهم بنفس الكيفية واجبات .

لنتذكّر أننا لسنا مسئولين فقط عن أنفسنا ،إنما خاصة عن وطن استعرناه من أطفالنا ويجب أن نرجعه لهم في أحسن حال. فالتصدي للغرف من مواردنا، وتشجيع الرزق بالوسائل الشريفة، وإشاعة القيم الحقيقية، ومنع تحويل وجهة شرطتنا وقضائنا وبنوكنا وجماركنا وإدارتنا لتصبح في خدمة العصابات ، وتعهد كل هذه المؤسسات بالتكريم والإصلاح المتواصل في خدمة الصالح العام …كلها من الشروط الأساسية لتعرف الأجيال المقبلة شيئا من فرحة الحياة التي حرمنا منها، وخاصة لكي تحيا تونس وتتواصل في كنف التقدم والعدالة والسلم .

هذه الواجبات تجاه الأجيال المقبلة، وتجاه أنفسنا هي التي تستنهضكم اليوم.

نعم آن الأوان للخروج من الانتظارية ،من الاستقالة الجماعية، من الانتهازية، من الفردية، ومن سهولة تبرير القعود والعجز، من تسول إصلاحات هشة في مقابل بقاء نواة الاستبداد .
أيها الشباب ، ارفعوا رؤوسكم ، طلقوا الخوف، ، ابتكروا في كل مكان ، وفي كل فرصة ، كل الوسائل السلمية للاحتجاج ، اخلقوا قياداتكم القاعدية ، تصدوا بكل حزم لاستبداد أكثر هشاشة مما تظنون، ضعوا الشارة السوداء حول الذراع الأيمن علامة على الانخراط في صلب المقاومة المدنية …. وذلك إلى أن يتحقق لتونس استقلالها الثاني ، إلى أن نبني الجمهورية الفعلية والنظام الديمقراطي غير المغشوش على أنقاض نظام التزييف والفساد والقمع .

إن الحقوق كما علّمنا دوما التاريخ لا تعطى وإنما تفتك خاصة من هذا النظام المسرف في ظلمه وفي جبروته، وقديما قال أحمد شوقي

وما نيل المطالب بالتمني ( فما بالك بالتسول ) وإنما تؤخذ الدنيا غلابا

وهو الذي قال أيضا

وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا .

فإلى نصرة الوطن أيها التونسيون والتونسيات.

منصف المرزوقي

تونس في 1-11-2006



NDLR
Extrait de l’intervention de M. Marzouki sur Eljazeera – 14/10/06