بيان: رجّع الكاميرا و هات الحقيقة

تونس في 9 جوان 2012

بسم الله الرحمان الرحيم

نحن الممضون أسفله،

في خضم الحراك الحالي الذي تشهده بلادنا حول قضايا شهداء و جرحى الثورة التونسية المنشورة أمام القضاء العسكري، فقد انطلق إضراب الجوع الذي لم نستهدف من ورائه غير أعداء الحقيقة و العابثين بها و الذي رفعنا خلاله شعار خوذ الكاميرا و هات الحقيقة.

هذا و إذ نعبر عن رفضنا القطعي للإلتفاف على مبدأ المحاسبة كمرحلة لا بد من تكريسها الفعلي و الجدي قبل الإنكباب على مرحلة البناء و التأسيس الجماعي من جهة، و رفضنا الإختزال السطحي لملفات شهداء و جرحى الثورة، الرامية إلى معرفة الحقيقة و محاسبة المتورطين في أحداث القتل، و تحويلها إلى مجرد قضايا تعويضات مالية من جهة أخرى، فإننا نؤكد في نفس السياق على رفضنا لكافة أشكال المقايضة و جميع الممارسات المنظّرة أو المكرّسة لمطلب استتباب الأمن مقابل الإفلات من العقاب.

كما نشدد على ضرورة رفع وزارة الداخلية يدها عن جميع الوثائق و الدفاتر التي بحوزتها و المثبتة لحقيقة أحداث الثورة و هوية الأشخاص و الجهات التي أطلقت الرصاص على الشباب الثائر و على أن يتم الإسراع بفتح الأبحاث التحقيقية اللازمة في خصوص ما أُتلف من هاته الوثائق. كما ندعو إلى توخي المزيد من الجدية و الصرامة و الحرفية خلال التحقيقات العسكرية المفتوحة ضد الأمنيين بخصوص أحداث الثورة و اتخاذ القرارات اللازمة ضد كل أشكال الضغظ و التهديد المسجلة في هذا السياق مع ضرورة التعامل مع كافة المتهمين على قدم المساواة بقطع النظر عن مناصبهم و حجم تأثيرهم و نفوذهم.

كما ندعو إلى القطع مع سياسة التعتيم الإعلامي و السرية التي تدور فيها المحاكمات العسكرية و التي تعرقل عمل الإعلاميين و تحول دونهم و دون تحمل مسؤوليتهم التاريخية في نقل المعلومة لعموم الشعب التونسي،

فإننا نطاب ب:

– تفعيل المرسوم عدد 41 لسنة 2011 المنقح بمقتضى المرسوم عدد 54 المؤرخ في 11 جوان 2011 والمتعلق بحق النفاذ للوثائق الإدارية،

– التكريس الفعلي لعلنية المحاكمات و نقلها الحي على الهواء على وسائل الإعلام العمومية،

– إرساء هيكل قضائي متخصص و مستقل يتعهد بهذه المحاكمات التاريخية.

نعلن في هذا البيان تمسكنا بتلك المطالب و تصميمنا على مواصلة هذا التحرك إلى حين تحقيقها، و ندعو كافة أصحاب القرار السياسي و على رأسها الرئاسات الثلاث إلى التعامل الجدي مع
تحركنا و عدم الإستخفاف بمطالبنا التي لا يمكنها إلا أن تصب في صميم مهامهم التارخية.

كما ندعو كافة قوى الشعب المناضلة و على رأسها مكونات المجتمع المدني و السياسي للوقوف إلى جانب مطالبنا و التمسك بأهم شعارات ثورة الكرامة.

عاشت تونس حرة أبية و مستقلة أبد الدهر

الموقعون :

المضربون عن الطعام.
عبد الستار بن موسى و العياشي الهمّامي عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
عمر الصفراوي و أنور الباصي عن التنسيقية الوطنية المستقلة للعدالة الإنتقالية.
شرف الدين القلّيل عن مجوعة 25.
علاء الطالبي عن مركز تونس للشفافية و محاربة الفساد.
نواة.