قدمت الصحيفة البريطانية “ذي انديبندت” اعتذارها لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي على إثر نشرها لتصريحات لوزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم 28 أوت 2012 جاء فيها أن الأمير القطري منح حركة النهضة 150 مليون دولار لمساندة حملتها الإنتخابية. و قد وردت تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال حواره مع الصحفي الشهير روبرت فيسك.

و جاء في نص الإعتذار الذي نشرته صحيفة “ذي انديبندت” يوم 9 أكتوبر 2012 :

In an article on 28 August we published a suggestion that the party Mr Rachid Ghannouchi leads, An Nahda, which is the leading party in the Tunisian government, had been offered a large sum by the Emir of Qatar before the Tunisian elections. We wish to make it clear that Mr Ghannouchi and his party have not accepted any donation from a foreign state in breach of Tunisian party funding laws. We apologise to Mr Ghannouchi.

في مقال بتاريخ 28 أوت ذكرنا أن حزب النهضة الذي يرأسه السيد راشد الغنوشي وهو الحزب الأكبر في الحكومة التونسية قد تلقى مبلغا كبيرا من أمير قطر قبل الانتخابات التونسية. نريد أن نوضح هنا أن السيد راشد الغنوشي وحزبه لم يقبلا أي تبرعات من أي دولة أجنبية وهو ما تحظره القوانين التونسية في تمويل الأحزاب. نود أن نعتذر للسيد راشد الغنوشي.

هذا و قد قامت “ذي انديبندت” بحذف الفقرة التي تحتوي على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم بخصوص التمويل القطري لحركة النهضة. إلا أن مواقع أخرى كانت قد تناقلت المقال لا تزال تحتفظ بنسخته الأصلية غير المعدلة.

و جاء في الفقرة التي تم حذفها من المقال ما يلي:

“At the same time, when I was waiting to enter a meeting, there was the head of the Tunisian party Ennahda and the Emir issued orders to pay Ennahda $150m to help his party in the elections. Anyway, this was their business. But I asked the Emir: ‘You were having very close relations with Muammar Gaddafi and you were the only leader in his palace when Gaddafi hosted you during the summit – so why are you sending your aircraft to attack Libya and be part of Nato?’ The Emir said simply: ‘Because we don’t want to lose our momentum in Tunis and Egypt – and Gaddafi was responsible for dividing Sudan’.”

“وفي الوقت نفسه، عندما كنت في انتظار الإلتحاق بالإجتماع كان هناك رئيس حزب النهضة التونسي صحبة أمير قطر الذي أصدر أمرا بالتبرع للنهضة ب 150 مليون دولارا لمساعدة حزبه في الانتخابات. على أي حال، كانت تلك أمورهم. ولكني طلبت من الأمير: “لقد كانت تربطكم علاقات وثيقة جدا بالزعيم الليبي معمر القذافي وكنت الزعيم الوحيد الذي خصكك القذافي بالإقامة في قصره خلال القمة – فلماذا ترسل طائراتك لمهاجمة ليبيا و لماذا التحقت بعمليات حلف شمال الاطلسي؟ فأجاب الأمير بكل ببساطة: “لأننا لا نريد أن نفقد الزخم لدينا في تونس ومصر – والقذافي كان مسؤولا عن تقسيم السودان”.

و خلال حواره مع موقع الجزيرة الأنجليزي الشهر الفارط صرح راشد الغنوشي أنه كلف مكتب محاماة بريطاني مختص برفع قضية ضد “ذي انديبندت” و الصحفى روبرت فيسك بتهمة نشر أخبار زائفة قائلا:

The Independent is a respectable newspaper and Robert Fisk is a great journalist. But if he and the paper overstepped reasonable limits, published false news, he should be held accountable. I have hired Carter-Ruck in London, an expert company in this respect, to file a lawsuit against the newspaper and the journalist, or at least to ask for an apology.

“ذي انديبندت” هي صحيفة محترمة وروبرت فيسك صحفي كبير. ولكن إذا الصحيفة و صحفيها الحدود المعقولة، و نشرت أخبارا كاذبة فينبغي محاسبتها. وقد كلفت كارتر راك في لندن، وهو مكتب خبير في هذا الشأن، يرفع دعوى قضائية ضد الصحيفة والصحفي، أو على الأقل التقدم بطلب الإعتذار.

و على إثر الإعتذار الرسمي لصحيفة “ذي انديبندت” صرح راشد الغنوشي قائلا:

“I am pleased that The Independent has apologised over the wholly false allegation about An Nahda and myself. I welcome that the newspaper has set the record straight and made clear that neither I nor my party have accepted any donation from a foreign state.”

“يسرني أن اعتذرت صحيفة “ذي انديبندت” على ادعاء كاذب كليا حيال حركة النهضة و حيالي. و في الوقت الذي أرحب فيه بأن الصحيفة قد وضعت الأمور في نصابها أود أن أوضح أنه لا أنا ولا حزبي تلقينا أي تبرع من دولة أجنبية.”

⬇︎ PDF

يذكر أن نفس مكتب المحاماة الذي مثل الغنوشي في قضيته ضد صحيفة “ذي انديبندت” كان قد دافع سابقا عن زعيم حركة النهضة في قضايا ضد كل من قناة العربية التي دفعت للغنوشي مبلغا يقدر ب415,971 دينارا تونسيا،و الذي يعتبر واحدا من أكبر مبالغ التعويض على التشهير خلال العقد الماضي، و كذا ضد صحيفة العرب التي دفعت للغنوشي أيضا غرامة سنة 2003 تقدر ب 154.000 دينارا تونسيا.

و لعل التهديد الذي نشرته إبنة الغنوشي سمية على صفحتها على الفايسبوك يبرز استراتيجية حركة النهضة في تعاطيها مع كل ما من شأنه تشويه سمعة الحركة و زعيمها حيث توعدت سمية الغنوشي، زوجة رفيق عبد السلام وزير للخارجية في حكومة الجبالي، في ديسمبر 2011:

ليعلموا أننا قد تعقبنا صحفا أعرق و أكبر منهم في بريطانيا و ألمانيا و إيطاليا كانت تتلقلى أموالا و دعما من المخلوع لتشويه النهضة و قيادتها فأفلس بعضها و اضطر إلى الإغلاق تحت طائلة هذه المحاكمات و القضاء.