310287_141489846038034_571297154_n (1)

أعلنت وزارة الدّاخلية التونسية منعها لإنعقاد مؤتمر أنصار الشّريعة في مدينة القيروان، والذي كان مقررا غدا الأحد 19 ماي. وجاء في بيان الدّاخلية الصادر أمس الجمعة أن الوزارة تمنع انعقاد هذا المؤتمر وأن الذين يتحدون الدولة عليهم تحمّل المسؤولية, وأن أي تعرض لقوات الأمن سيواجه بالرّد اللازم وفقا للقانون. وختم البيان بأن وزارة الداخلية تضمن حرية التعبير والاحتجاج وفقا لقوانين وأن الداخلية تطمئن المواطنين بحمايتهم وممتلكاتهم بالتعاون مع قوات الجيش من أجل مواجهة ما وصفه البيان ب”الفتنة”.

وكان سيف الدين الرّايس الناطق باسم أنصار الشريعة قد استبق بيان الداخلية وقال إنّ حركته ماضية في إقامة مؤتمرها الثالث بالقيروان. وأضاف الرّايس في مؤتمر صحفي في العاصمة تونس إنه لا وجود لأي ترخيص لنشر كلمة الله وإعلاء دينه. وشدد على أن التنظيم سيتحدى كل قرار بالمنع تتخذه أّيّة جهة لمنع مؤتمر أنصار الشريعة.

وفي سياق متصل دعا الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة حركة أنصار الشريعة إلى الالتزام بقوانين الدولة التونسية. وقال خلال مؤتمر صحفي لحركة النّهضة يوم الأربعاء أن كل من يكفّر الدلة فهو إنسان جاهل.

وتمنع السّلطات التونسية السّلفين من إقامة الخيام “الدّعوية” في المناطق العمومّية وسط جدل كبير حول تحديد المفهوم القانوني للأماكن العموميّة وإصرار السّلفيين على نصب خيامهم. الأمر الذي ينتج عنه تدخّل قوّات الأمن لفضّ هذه الخيام . ويواكب هذا التّطوّر أحداث جبل “الشعانبي” بين القوّات الأمنية والمسلّحين الجهاديّين. وللإشارة فإن حركة أنصار الشّريعة قد نأت بنفسها عن أي علاقة بما يجري من ملاحقات أمنيّة للمسلّحين الجهاديّين. كما أن معركة حظر الخيام تأتي قبيل أيام قلائل من مؤتمر أنصار الشّريعة المتوقع غدا الأحد 19 من الشهر الجاري، بمدينة القيروان.

هذا المؤتمر الذي يمثّل فرصة ﻷنصار الشّريعة للكشف عن حجمهم وقدرتهم على التعبئة والتّأثير. وكانت السلطات قد وضعت شروطا للسّماح بإقامة المؤتمر من بينها : الحصول على ترخيص، والتعهد بعدم رفع الأعلام “السّود” وعدم التّعرض للمواطنين وفقا لتصريحات السّيد عبد المجيد لغوان والي القيروان. معركة الأعلام السود أيضا يصعب حسمها, ﻷن فرض الرّفع الموحّد للعلم التونسي هو مسألة لا يمكن أن تتحق إلا بتوافق عريض بين الأطراف السّياسيّة والنّشطاء في الفضاءات العموميّة.

فهل تنجح السّلطات التونسيّة في حظر الخيام الدّعويّة؟ حيث يطالب تنظيم مجموعة أنصار الشريعة بحماية حقه في نصب الخيام الدّعويّة ، ويعتبر أنها أنشطة سلمية وشرعية بينما تقول السّلطات إن هذه الخيام منابر للدعوة للعنف والقتل والتّحريض على رجال الأمن ووصفهم بالطواغيت ودعوتهم “للتوبة”. وتتعهّد السّلطات التوّنسّية بملاحقة من يدعون للعنف سواء تحت الخيام أو عبر فضاء الانترنات وتقديمهم للعدالة.

وفي نفس السياق دعا السيد جمال قمرة وزير السياحة التونسي إلى حظر الخيام الدعوية في تونس خصوصا في الموسم السياحي والمناطق السياحية خلال مداخلة له اليوم على أمواج إذاعة “أكسبرس أف م”.

؟هل تنجح حركة أنصار الشريعة في إقامة مؤتمرها رغم المنع

حركة أنصارالشّريعة ماضية في التّحضير لإقامة مؤتمرها الثالث في القيران وفقا لما عبر عنه سيف الدين الرّيس الناطق باسمها .ساعات قليلة تفصل بين الحدث فإما أن تتراجع حركة أنصار الشريعة عن إقامة مؤتمرها أو أن تدخل في مواجهات مع قوات الأمن في مدينة القيروان.

ونفى السّيد زبير الشّهودي مدير مكتب الشّيخ راشد الغنوشي في اتصال لنا به أن يكون هناك منع لتنصيب الخيام من طرف السلطات التّونسيّة. وقال بأنّ ما حصل هو أن حركة أنصار الشّريعة لم تقدّم طلبا للترخيص هذه المرة، وأنه من الطّبيعي أن يتصدّى الأمن لكل الأنشطة غير المرخّصة قانونيّا. وأضاف انه سبق لحركة النّهضة وأن منعت من إقامة الأنشطة التي لم تتحصل على تراخيص لإقامتها.

وفي رد للسّيد زبير الشّهودي على سؤال حول علاقة حركة النّهضة بالمؤتمر الثالث لحركة أنصار الشّريعة قال إنّهم في النّهضة لا يرحبون بهذا النّشاط ولا يعترضون عليه وأنّهم غير مدعوّين لهذاالمؤتمر ولاعلاقة لحركة النّهضة به ؛ ﻷنّه يندرج في إطار أنشطة المجتمع المدني حسب تعبيره.

من المؤكّد أنّ الأزمة بين السّلطات التّونسيّة وحركة أنصار الشّريعة ستعرف توتّرا كبيرا في حالة عدم تفاهم الطّرفين حول تنظيم المؤتمر خصوصا وأن أطرافا من أنصار الشّريعة توجّه تهما لحركة النّضهة وللوزير الأول علي العريضي باستهدافها, وتهدد بالتصعيد في حالة منع مؤتمرها الثالث. وقد أصدرت ه السفارات الغربية تحذيرا لرعاياها بلاتجاه صوب مدينة القيروان.

جبريل جالو