كلنا نتذكر ما أعقب سقوط نظام بن علي في تونس، حيث هبت الشعوب العربية مطالبة بحريات سلبت منها منذ زمان، و زائرة بتنحية الطغاة الذين جثموا على صدور هذه الأمة عقود و امتصوا خيراتها، و من عجيب الصدف أن أزلام النظام في مصر، أول بلد هب و أجاب دعاء الكرامة من تونس الخضراء، رددوا و أعادوا: مصر ليست تونس، ثم سقط الفرعون و لكن الكهنة بقوا و اذكوا نار الفتنة بين فرقاء الوطن و عاشت مصر في تذبذب لمدة سنتين أنتخب فيهما رئيس و مجلس شعب و مجلس شورى و صودق على دستور ارتضاه الشعب المصري في إستفتاء شعبي، و لكن الفلول أبوا إلا الفرقة و وافقو هوى لدى القوى العلمانية و الليبرالية ليخرج المارد من قمقمه و يعود أهم لاعب في التاريخ المصري المعاصر إلى ممارسة لعبته المفضلة و القذرة في آن، و يعود العسكر ليحكم بشكل مباشر بعد 60 عام حكم فيها مصر بالحديد و النار و قتل و شرد أبناء الوطن و انحنى مرارا أمام العدو الصهيوني.
جاهل من ينكر الدور الأمريكي البارز إن لم نقل الرئيسي في مسرحية الانقلاب، الذي لم يكن إنقلاب عسكري بالأساس بل إنقلاب إعلامي بإمتياز سلاحه التعتيم و التشويه و الإشاعات، ذكر أكثر من مصدر دور السفيرة الأمريكية في القاهرة في تدبير الانقلاب بل حتى في مفاوضة مرسي على التنحي، و رأينا أيضا الموقف الغريب لاذناب الولايات المتحدة في المنطقة دولة آل سعود و عربان الإمارات و توفيرهم الغطاء المالي للإنقلابيين و ووعودهم المتكررة بدعم إقتصاد مصر لتجاوز المرحلة الانتقالية و تهنئتهم للرئيس الانقلابي بمنصبه و للشعب المصري بثورته المزعومة و هذه الدول نفسها لم تهنئ الشعب المصري بثورة 25 يناير.
نذكر أخيرا و ليس آخرا علاقات قيادة الجيش المصري بالبنتاغون خاصة و أنهم و على غرار معظم قادة جيوش المنطقة قد أمضوا أعواما من الدراسة و التدريب و أقول ربما الانتداب و العمالة، و أضحوا عند عودتهم إلى بلادهم مع رتب عسكرية عالية أدوات رئيسية في تنفيذ سياسة واشنطن في المنطقة.
هذه كلها كانت مقدمات و إرهاصات لما سأتناوله الآن و هو المسكوت عنه رغم علم بعض الطبقة المثقفة و السياسية به منذ سنوات، إذ أن الولايات المتحدة و إثر فشلها في احتواء الصحوة الإسلامية، التي إنطلقت أواخر الستينات و أول السبعينات من القرن الماضي بعض إعدام سيد قطب و نكسة 67 لتبلغ أوجها في حرب أفغانستان و حرب الشيشان، قامت بإطلاق الحرب على الإرهاب الإسلامي على حسب قادتها للقضاء على شبح الإسلام الإسلام الذي أضحى يهدد سياسة العولمة الليبرالية التي تقودها أمريكا.
و لكن على إثر فشل سيناريو الحرب على الإرهاب في إنهاء الخطر الإسلامي، بل و أدى إلى نشأة جيل جديد أكثر تطرفا و أكثر رفضا للغرب و أمريكا، شرعت غرف التخطيط الاستراتيجي في البنتاغون و السي أي إي في تدبير مخطط لعله ينجح هذه المرة، و كانت تتركز الخطة الجديدة على عدة مراحل:
أولها: ثورات شعبية لإسقاط الطغاه في العالم العربي إذ أن درجة الاحتقان إذاك في الشارع العربي قد بلغت درجة الخطر و ما كانت أمريكا ممن يغفلون عن ملاحضة هذه التغيرات، فكانت الداعم الأكبر لحركات التحرر الوطنية، و إحقاقا للحقيقة فقد فاجأها البوعزيزي بالنار الملتهبة في جسده إلا أنها تداركت أمرها و استعادت توازنها بعض ذلك.
ثانيها: صعود الإسلاميين إلى سودة الحكم و هو ما تم في تونس و في مصر.
ثالثها: العمل على سعود قيادات عميلة أو في أدنى الحالات موالية لها، تعمل على إفشال مسار التنمية و تعطيل عجلة الانتقال، و دور الإعلام المضاد للثورة رئيسي في هذه المرحلة، و من هذه القيادات في تونس محسن مرزوق ابن فريدوم هاوس و ياسين إبراهيم و في مصر يبقى البرادعي العميل المفضل لأمريكا هناك خاصة بعض نجاحه في ما أوكل إليه في العراق.
رابعها: تجييش الجماهير الرافضة لسياسات الحكومات الإسلامية و المضللين عبر العملاء المبثوثن في قطاعي السياسة و الإعلام مع الاستعانة ببعض مأجوري علماء القانون و الخبراء الاقتصاديين.
خامسها: توحيد الجهود للانقلاب على حكم المنتخبين و تصوير الانقلابات كثورات شعبية ضد التوجه الإسلامي و وسمه بتجارة الدين و بالإرهاب و غيرها من التهم، مع الاستعانة طبعا في هذه المرحلة بعملاء أمريكا في المؤسسات العسكرية لضمان القوة و الفاعلية.
و عند نجاح هذه المراحل الخمس، يمكن لصناع القرار الأمريكيين أن يناموا هانئين بعد أن قصموا ظهر أقوى عقبات العولمة و السيطرة على نمط الاستهلاك العالمي.
و مصر الآن في خضم المرحلة الخامسة من المشروع و تونس في الرابعة و تستعد أيضا لدخول الخامسة قريبا، و لكن بعد هذه الجرعة المفرطة الحقائق المسكوت عنها و الغير المكشوفة لعموم الشعوب العربية، أريد أن أبعث رسالة تفاؤل بالنصر على المخطط الأمريكي و إفشاله كما كان حال سابقه و ليكون إن شاء الله وبالا عليهم و ينقلب عليهم ما دبروا، أقول هذا و أنا أشاهد قوافل الشهداء تزف في ميادين النضال في مصر لتحمي أمتنا الإسلامية و أوطاننا مما دبر الخونة و العملاء.
هؤلاء الذين يلقون صدورهم العارية لرصاص العسكر يصفون سدا منيعا أمام كل ما يحاك لهذه الأمة من مكائد و دسائس.
أدعو الله أن يثبتهم و ينصرهم على من ظلمهم، و يداوي جرحاهم و يتقبل شهدائهم في جنات الخلد عنده.
تونس ليست مصر و لكن ما يحاك لهما سواء…
و السلام
كلمة واحدة اقول تونس اكبر من مصر برجالها واحراها وسيردوا الوهابيين خائبين وسيلقوا بهم في مياه المتوسط
الى حسام مطيمط:مقالتك ايها الاسلامي المسكين (مسكين لانك حقا تجهل عالم السياسة)ان دلت عن شئ فهي تدل على مدى الجهل السياسي والفكري و الثقافي الذي يتخبط فيه الاسلاميين واتباعهم…لو كان لك ادنى دراية بالعلوم السياسية،لو كان لك ادنى مستوى من الثقافة العامةوالتحليل “المنطقي” لخجلت من نفسك ان تستعمل “شماعة” المؤامرة الخارجية لتبرير فشل الجماعات الاسلامية في ادارة شؤونهم وانسجامهم لواقع العصر…لو كان لك ادنى مستوى من الديمقراطية و الموضوعية والتحليل السليم لا ما كنت نعت من ثاروا ضد الاسلاميين بالفلول…انا من من نعتهم انت بالفلول للنظام الديكتاتوري في مصر و بما اني مثقف سياسيا واجتماعيا وأبني ارائي وتحليلاتي على اسس موضوعية منبثقة عن واقع العصر فاني لا ارد عليك بالمثل “شتم بشتم” بل انا ارد عليك ببراهين و تحليلات تجعلك ترى نفسك بنفسك كما انت “حقيقة” وليس كما تريد ان ترى نفسك…رغم اني مثقف و اعبد “الحرية” فوق كل شيء اؤكد لك من اني اثر صعود الاسلاميين الى السلطة في تونس و مصر و ليبيا توسمت فيهم خيرا واعتقدت بسذاجة من انهم سيكونون اسلاميين القرن الحادي والعشرون وليس اسلاميين القرون الوسطى..فأصبت بخيبة امل مثلي مثل الملايين في مصر و تونس. الجهل السياسي والثقافي والفكري الذي يتخبط فيه الاسلاميين هو وحده جعل جزء من الشعب المصري و التونسي غير راضي عن بقاء الاسلاميين في السلطة و صار يفضل عودة الديكتاتورية العلمانية لمبارك او بن علي …انا شخصيا كجامعي ووطني احب وطني وحريتي اني صرت اتمنى عودة الديكتاور مبارك او بن علي او حتى عودة المستعمر الانجليزي لمصر والفرنسي لتونس على بقاء الاسلاميين في السلطة..على الاقل تحت ظل الديكتاورية العلمانية او المستعمر الغربي كان لنا بعض الحريات وكنا نتمتع بامن اجتماعي وكانت لنا امكانية التقدم على مستوى الافراد على الاقل. بينما مع الاسلاميين تبين بكل وضوح ليس هناك اي بصيص امل على ان نتقدم ونرتقي لمستوى الامم الراقية لا على المستوى الفردي و لاعلى مستوى وطني بل بالكس،صورة مصر و تونس في الخارج دمرت كليا وصارت مصر و تونس في العالم المتقدم نفس المستوى مع افغانيستان والسودان والصومال..كيف لا تريد احرار و مثقفي مصر وتونس ان لا يتنكرون للاسلاميين و ان لا يدعوا كل القوة الديمقراطية التقدمية في العالم”بما في ذلك امريكا و اوروبا و حتى ابليس ذاته” لانقاظهم من هيمنة ديكتاورية جديدة تحت خطاء “الشرعية و الدين”…
bravo selem , 9rit commentaire de housem mtamtem , 7asilou wafart 3liya liktiba apres ki l9itek jawebtou , mala jehil kifech 3yech houwa welik kifou housem sob7ana lah fi bhemet 3bedou c tt