الرسم الهيكيلي لما يسمّى بالجهاز الامني والعسكري

سجّلت منطقة غدير القلّة التابعة لمعتمدية الحرايرية من ولاية منّوبة صبيحة الاثنين 09 سبتمبر 2013 اشتباكا مسلّحا وتبادلا كثيفا لاطلاق النار بين مجموعة دينيّة متشدّدة بحوزتها قطع أسلحة من نوع كلاشنيكوف وبين وحدات أمنية مختصّة في مكافحة الارهاب تابعة لجهازي الشرطة والحرس الوطني.

وأسفرت المواجهة، وهي آخر مراحل الملاحقة الأمنية التي انطلقت من منطقة سيدي حسين السيجومي، عن قتل عنصرين أحدهما يُدعى عادل السعيدي و الثاّني لم يقع التعرّف على هويّته بعدُ في حين تمّ ايقاف :

  • محمد العوّادي شُهر (الطويل)، أحد أخطر العناصر الإرهابية في تونس وقائد الجهاز العسكري والمسؤول الثاني في ما يُسمّى تنظيم أنصار الشريعة المحظور بحسب بلاغ الداخلية.
  • محمد الخياري شُهر (أوْس)، عنصر خطير متورّط في نفس القضايا و ينتمي للجهاز العسكري بالتنظيم ذاته وفق البيان ذاته.

وأفاد شهود عيان بأنّ الاشتباكات المسلّحة اندلعت في منطقة غدير القلّة و تحديدا في حيّ قرويّ يُسمّى “الباراج” حيث كان أفراد المجموعة يمتطون شاحنة تجارية و يحاولون الفرار من الملاحقة المشدّدة لسيّارات الوحدات الأمنية و الاحتماء بجبل محاذي للمنطقة يُسمّى “جبل يَدر” يقع بدوره على مقربة من سُدّين صناعيين.

وذكرت مصادرنا انّ السيارة التي كان يمتطيها أفراد المجموعة المسلّحة تعود ملكيّتها الى أحد متساكني المنطقة ذاتها و يُسمّى (ر).

وقالت الداخلية انّ من وصفتهم ب”العناصر الإرهابية الخطيرة” ثبت تورّطهم في قضايا إدخال الأسلحة و الاغتيالات الأخيرة.

و بالعودة الى المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية بتاريخ 28 أوت 2013 يتبيّن أنّ المدعو محمّد العوادي (حوالي 40 سنة) تمّ تصنيفه الرجل الثاني ضمن تنظيم أنصار الشريعة دون اعطاء توضيحات أخرى بشأن طبيعة أنشطته باستثناء ضلوعه في جريمة اغتيال البراهمي.

صورة محمد العوادي

في حين تمّ اعطاء كميّة كبيرة من المعطيات حول المدعو عادل السعيدي (قُتل في اشتباكات الاثنين)، اذ أكّدت الداخلية أنّه :

” يُكنّى أبو أحمد، أبرز قيادات الجناح العسكري، مكلّف بالاغتيالات و توفير الاسلحة والمتفجرات من ذوي السوابق القضائية من أجل الانضمام الى منظمات ارهابية خارج الوطن .. يشرف على قيادات وسطى من داخل ولايات الجمهورية تأتمر بأوامره في القيام بعمليات نوعية متزامنة و بأماكن متعددة على غرار عملية المحمدية و عملية حلق الوادي”.
صورة عادل السعيدي

وأمّا في ما يتعلّق بالشّخص الثالث الذّي تمّ ايقافه خلال عملية غدير القلّة والذّي يحمل اسم محمد الخياري فقط سبق لوزارة الداخلية أن أتت على ذكر اسمه خلال المؤتمر الصحفي المذكور، وقد تمّ تعريف كالآتي :

“ينتمي الى تنظيم أنصار الشريعة .. من أبرز قيادات الجهاز السرّي مكلّف بعمليات الرصد الميدانية و تجميع المعلومات عن العناصر الأخرى .. مسؤول عن الارشيف كان ينوي رفقة العناصر المذكورة اغتيال كل من السيد رئيس المجلس التأسيسي و الشاعر محمد الصغيّر أولاد أحمد”.
صورة محمد الخياري

وبالعودة، كذلك، الى الرسم الهيكلي الذّي قدّمته وزارة الداخلية لما تمّ تسميته بالجناح الامني والعسكري لأنصار الشريعة يتّضح أنّ الاسماء الثلاثة المذكورة أعلاه (محمد العوادي و عادل السعيدي و محمد الخياري) تمّ تقديمهم على أنّهم من رجال الصّف الثاني -أي بعد أبي عياض – في التنظيم. مع اضافة، في الرسم ذاته، عبارة “الرئيس” أمام اسم محمد العوّادي علما أنّ اسم أبا عياض ورد مشفوعا بعبارة “الشّيخ”.