المقالات المنشورة بهذا القسم تعبّر عن رأي كاتبها فقط و لا تعبّر بالضرورة عن رأي نواة

Mosquée-Oqba-Ibn-Nafaa-646x350

أنا لا أستوعب لماذا الأئمة في المساجد يصرون على الغوض في مواضيع الحجاب والنقاب والجلباب وفي الأن نفسه تجدهم لا يخجلون من تعرية عوراتهم الفكرية التي فشلت وزارة الشؤون الدينية في تغطيتها بورق القانون الضامن لحق المصلي في الإستماع لخطبة يوم جمعة تتمحور حول ذكر الله والتقرب منه.

الأمر الذي لا يختلف عليه إثنان هو أن المسجد ليس فضاء مخصص للتعبير عن رفض المصلي لما يتضمنه خطاب الإمام. المساجد تحيط بمنزلي في مدينة منزل تميم لذلك أقصدهم جميعا وترسخ بذهني أن الأئمة يعزفون على نفس الوتر، الشيطان يدعوك للتهلكة ويعبد لك الطريق بالوصف الجميل والساحر، إقتبس الإمام الرجيم هذا المنهج الشيطاني في خطبه.

من المشاهد العبثية في المسجد أن ذاك المصلي الشاب الذي إستمع إلى العديد من خطب الإمام الشيطانية، اليوم يصلى عليه صلاة الجنازة والإمام الرجيم الذي حرضه على الذهاب لسورية قابع على المنبر يواصل الوسوسة للمصلين.

بعد خطبة الجمعة ترفع أيادي المصلين للدعاء، حينها أكون على يقين بأن الإمام الرجيم سيخصص الدعاء للتقرب من الله، لكن سرعان ما يتبدد هذا اليقين وأضطر لتنزيل أيدي وأكتفي بالإستماع كي لا أشارك في هذه المهزلة. هذا الإمام الرجيم يدعو لشباب تونس الذين ذهبوا إلى سورية ليحموا النساء من الإغتصاب ويحفظوا الأعراض…

الإمام الرجيم الموجود في كل مسجد من مدينتي عمق الهوة بيني وبين صدقاتي المنقبات بتوظيفه لهذه العبارات في خطبة يوم الجمعة ” حببن بعضكن في النقاب والتي تعرض تعصي أمر ربنا ..”

الله ليس حكرا على أحد والجانب الروحاني في حياة أي فرد يعتبر أمرا شخصيا. إدراك الله لا يترجم في لباس ونشر أذكار الصباح والمساء على صفحات الفايسبوك.

بات معلوما للجميع أن الأئمة ناجحون في تشويه أي طرف سياسي أو صحفي أو نوع من الفنون، لكن الأمر تطور وتجاوز الكوميدية السوداء بأشواط، ثورة تونس 17 ديسمبر 2010 تحرش بها طيلة هذه الثلاث سنوات حكومات تعاقبت صوريا واليوم الإمام الرجيم يتمم التحرش ليضرب ما تبقى من مقدسات الثورة، هل وكل نفسه بالمهمة أم هناك من وكله ليشوه شهداء الثورة .

هذا التشويه للثوار يراد به تزيف التاريخ .الإمام الرجيم يشرح للمصلين ما معنى شهيد، هو الذي يتوفى في حرب ضد الطاغوت، ليتعمق أكثر ذاكرا أن المرأة الحامل إذا توفت أثناء الولادة تعتبر شهيدة، وفجأة تبرز للمصلي الفكرة الشيطانية لهذا الإمام الرجيم إذ أنه يقول ليس للثورة التونسية شهداء، بل هم مجموعة من الشباب المنحرفون اللصوص وأخذ يتساءل عن سبب تواجدهم في الشارع في أوقات متأخرة من الليل…

الإمام الرجيم مكانه على المنبر يتكلم دون رقيب ولا حسيب وأنا ألتزم الصمت وأذكر نفسي بقدسية المكان وأحافظ على تفاءلي بغد يتطرق فيه الأئمة لمواضيع لها صلة بواقعنا (بطالة، إرتفاع الأسعار، الفساد المالي والأخلاقي، تربية الأطفال، علاقة الأزواج …)

الإمام الرجيم جاء بمفهوم جديد للثورة مفاده أن الله خلصنا من عدو الإسلام زين العابدين بن علي وحاشيته وأوكل الحكم للمسلمين كي يعيدوا نشر الدين الإسلامي.

لا أدري لماذا يتناسى الإمام الرجيم أن حاشية بن علي تمثل اليوم أحزاب سياسية ولديها فروع في مدينة منزل تميم وكيف للمسلمين الذين جزاهم الله بالحكم بعد نفيهم خارج البلاد والتنكيل بالبقية منهم أن يقبلوا بإنصهار حاشية بن علي في المشهد السياسي.