قامت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بتغطية إحصائية للإنتاج السمعي البصري للنصف الأول من شهر رمضان في التلفزات التونسية، من ناحية مصادر الإنتاج والمضامين. أشارت إحصائيات الهايكا إلى أن نسبة المس من صورة المرأة في الإنتاج الإعلامي التونسي تعد مرتفعة. وفيما يتعلق بالعنف، فقد أكدت الهيئة التعديلية أن المتابع للتلفاز لمدة ساعتين في رمضان يتعرض إلى نسبة عالية من العنف بلغت 227 مشهدا. أما بالنسبة للإشهار، فقد سجلت الهايكا العديد من التجاوزات.

سجل المسح أربع انتاجات جديدة في الكاميرا الخفية: “ياسين” و”الماسك” في قناة التاسعة و”الكلينيك” و”ضياف خفاف” على قناة حنبعل، أي أن قناتين خاصتين فقط قامتا بإنتاج كاميرا خفية. أما عن المسلسلات الدرامية، فقد أشارت الاحصاءات إلى ثلاث انتاجات درامية جديدة فقط، وهي “الدوامة” على الوطنية الأولى و”أولاد مفيدة” في الحوار التونسي و”فلاش باك” في قناة التاسعة. أما بالنسبة للسلسلات الهزلية، فيوجد “بوليس” في قناة التاسعة و”دنيا أخرى” في الحوار التونسي و”نسيبتي والعزيزة” و”هاذوكم” في قناة نسمة و”الحجامة” على قناة الوطنية الأولى.

بالنسبة لمصادر الانتاج، لم يحظ الانتاج التونسي في المادة المعروضة سوى بنسبة 35.71% فقط من جملة الانتاج العام مقابل 28.57% للإنتاج المصري و21.43% للانتاج التركي و7% إنتاج كرواتي و7% إنتاج سوري.

أشارت إحصاءات الهايكا إلى أن نسبة المس من صورة المرأة في الإنتاج الإعلامي التونسي تعد مرتفعة نظرا لاحتواء أدوار النساء في 3 مسلسلات درامية تونسية على وصم اجتماعي ضد هذه الشريحة. اختارت الهيئة عينة لـ27 دور تقمصته امرأة في المسلسلات: “فلاش باك” و”الدوامة” و”أولاد مفيدة”. وقد بلغت نسبة الأدوار الحاملة للوصم في مسلسل “فلاش باك” 4 أدوار تمس من صورة المرأة مقابل 3 أدوار تجسد شخصية امرأة عادية. أما في “أولاد مفيدة” فقد بلغت النسبة 9 أدوار تمس من صورة المرأة مقابل 3 أدوار فقط تجسد شخصية امرأة عادية أو إيجابية. من جهته تضمّن مسلسل “الدوامة” دورين يجسدان صورة سيئة عن المرأة مقابل 6 أدوار عادية أو إيجابية.

قسمت الهايكا أدوار النساء على النحو التالي: 9 أدوار في مسلسل “أولاد مفيدة” متكونة من مفيدة وهي أم لابن غير شرعي وامرأة مُعنفة، حنان امرأة انتهازية، سنية زوجة متسلطة، حسناء عشيقة لرجل متزوج وأم لابن غير شرعي، شامة أم لابن غير شرعي، زينب وشخصيتها الحاملة لصورة سيئة عن المراهقات، ونور ابنة غير شرعية. يدور محور الصورة السيئة في هذه الأدوار حول الزنا والإنجاب خارج إطار الزواج.

أما في مسلسل “الدوامة” على الوطنية الأولى فقد ارتبطت صورة المرأة المطلقة باستهلاك المخدرات وهي شخصية كاميليا، وغالية التي تشتغل معينة منزلية تجسد المرأة النمامة والفضولية. وفي مسلسل “فلاش باك” على قناة التاسعة فهناك أربعة أدوار مست من صورة المرأة، حسب مرصد الهايكا، وهي شخصية سارة الزوجة المتسلطة وأمينة عشيقة الصادق وساندرا مستهلكة شرهة للمخدرات ارتكبت محاولة قتل، وشخصية نهال التي اعتبرت الهيئة قيامها بعلاقات خارج إطار الزواج مساسا بصورة المرأة.

وفيما يتعلق بالعنف، فقد أكدت الهايكا في إحصاءاتها أن المتابع للتلفاز لمدة ساعتين في رمضان يتعرض إلى نسبة عالية من العنف بلغت 227 مشهدا عنيفا موجهة أغلبها للرجال بنسبة 76% مقابل 24% موجهة للنساء.

كما رصدت الهيئة عددا من مظاهر العنف اللفظي التي أسمتها بـ”اللغة المتدنية” المتكونة من السخرية والإيحاءات، مثل كلمات “هاملة، مسبوعة، ولد الحرام، نكسرلها وجهها، يا كحلة، الكحلوش لا، يا زرقة، كان جيت محترمة راك ماكش لابسة المحزوق…”.

أما بالنسبة للإشهار فقد اهتمت الهايكا بمراقبة مرور الومضات الإشهارية في كل من الوطنية الاولى ونسمة والحوار التونسي والتاسعة وحنبعل. وقد سجلت عددا من التجاوزات في هذا الصدد، وقد حددت مدة رقابتها على الإشهار في ساعة الذروة، الساعة التي تمتد بعد آذان المغرب. وقد نص الفصل 49 المتعلق بالقواعد السلوكية للإشهار في الإعلام السمعي البصري على 12 دقيقة إشهارية في الساعة كإجراء استثنائي في رمضان، لكن التجاوزات وصلت إلى 15 دقيقة في نسمة و 12 دقيقة في الحوار التونسي.

وقد بلغت نسبة الإشهار في قناة الحوار التونسي 25 دقيقة و17 ثانية في الساعة الواحدة كما وصلت الحصص الإشهارية إلى 3 حصص في الساعة الواحدة، بالرغم من أن حجم الإشهار لم يكن متطابقا مع حجم الانتاج فقد كان يمثل في قناة الحوار حوالي 24 بالمائة من مسلسل أولاد مفيدة.

قناة الوطنية الأولى وقناة حنبعل لم تحظيا هذا العام بنسبة إشهار مرتفعة، فقد حصلت الوطنية الأولى على 4 دقائق و24 ثانية في الأسبوع الأول، أما حنبعل فلم يكن لها نصيب سوى 5 دقائق و2 ثواني. كما رصدت الهيئة تجاوزات أخرى في الإشهار على غرار تضمين بعض الإشهارات في برامج دينية او اجتماعية أو في برامج النقاش الإخباري مثلما حدث في برنامج “أمور جدية” على قناة الحوار التونسي أوفي قناة نسمة في برنامج “خليل تونس”.