من صفر إلى عشرة: كيف قيّم الناخب التونسي الوزراء السابقين المرشحين للرئاسة؟

وضع الدور الأول من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها أوزاره، وذلك بتحقيق مفاجأة انتخابية أكدت أن كل من تحمل مسؤولية حكومية أو في رئاسة الجمهورية طيلة السنوات الفاصلة بين الثورة ويوم الاقتراع قد أصبح محل رفض من قبل قطاع واسع من الجمهور الانتخابي، ولا دليل أقوى من نتائج الصندوق في الدور الأول، حيث انهزم كل الوزراء بمن فيهم رئيسهم الأخير يوسف الشاهد.

المسكوت عنه في المناظرات الرئاسية: الاغتيال والجوسسة وتهريب السلاح

انتهت يوم 9 سبتمبر الجاري الحصص الثلاث للمناظرات التلفزية التي أشرفت عليها الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري وذلك بتوزيع أسئلة حسب القرعة على 24 مترشحا. وقد قسمت أسئلة المناظرة على ثلاثة محاور، الأول حول الأمن القومي والثاني حول الدبلوماسية والثالث حول الحقوق العامة والفردية. والملاحظ أن كل الأجوبة المتعلقة بالأمن القومي احتوت حديثا في العموميات أو في البرامج دون أي إشارة إلى أحداث عديدة بعينها كانت قد أكدت أن الدولة التونسية مخترقة وأن سيادتها منقوصة وأن الأمن القومي ليس سوى تعبيرة فخمة للتسويق الانتخابي.

ما هي مواقف أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية من اتفاقية الأليكا؟

يعتبر رسم السياسة الخارجية من أهم الأدوار المناطة بعهدة رئيس الجمهورية وفق الدستور التونسي. في هذا الإطار يتنزل التساؤل حول مواقف المترشحين في الانتخابات الرئاسية في ما يتعلق بأبرز الاتفاقات الدولية المطروحة على تونس والمثيرة للجدل، وهي اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم الأليكا ALECA.

جبل جلود: شكري بلعيد ”ديما حي“ بين سكان منشئه الأول

“كان شابا قوي الشخصية، فصيح وجريء. كان ينتهي من يوم دراسته في المعهد الثانوي برادس ثم يمر إلى دار الثقافة بجبل جلود، هناك تحمى النقاشات الأيديولوجية ويعلو صوت الاختلاف في تقييم كل شيء سياسي في العالم وليس في تونس فقط. كانت فترة أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، حين كنا ننشط في دار الثقافة ونحاول أن نؤسس خلايا عمل للحزب الشيوعي التونسي. الآن نفتقده بشدة، وكل من له ثقافة سياسية ولو بسيطة يحب شكري بلعيد. هناك من يكرهه إلى الآن وتلك فئة قد لا تعنينا كثيرا، لكن أغلبية البسطاء في جبل جلود يتمنون لو كان اليوم حيا بيننا”.

جبل جلود وتاريخها النقابي: نضال عمالي تجاوزه قطار الزمن

يعود تاريخ جبل جلود إلى سنوات أبعد بكثير من تاريخ تأسيسها الرسمي سنة 1973. فقد لا يعني مبنى المعتمدية المشيّد على مقربة من حي فتح الله شيئا أمام النقابات التي تأسست منذ فترة المستعمر الفرنسي. تلك الفترة التي شهدت بداية تبلور الوعي العمالي في جبل جلود، الذي استهدف منذ بداية تكونه افتكاك حقوقه من الفرنسيين، ثم المشاركة في خوض معارك التحرير الوطنية فالانخراط في النشاط النقابي داخل دولة ما بعد الاستقلال والتي شهدت فيها جبل جلود تطورات عديدة من الناحية النقابية والسياسية والديمغرافية.

مفارقة جبل جلود: منطقة صناعية عنوانها البطالة

تفصل منطقة جبل جلود عن وسط العاصمة مسافة لا تتجاوز 3 كيلومتر. وهي بذلك تمثل إحدى أقدم المناطق المتاخمة لتونس. ومن المعروف عن منطقة جبل جلود أنها منطقة صناعية عريقة، تعود إلى أربعينات القرن الماضي نظرا لعدة مميزات تجعل من جبل جلود نقطة إستراتيجية للتصنيع واستقطاب اليد العاملة سواء التونسية. لكن وفي تناقض حاد مع هذه الميزات، فإن البطالة وكساد التجارة وازدهار سوق المخدرات تعد العناوين الأبرز لهذا الحي في أيامنا الحالية.

تصريحات سخيفة وترشحات غير جدية: من المسؤول عن اهتزاز صورة الانتخابات في تونس؟

انشغل الرأي العام التونسي بين 2 و9 أوت الجاري بمتابعة أخبار تقديم الترشحات للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها التي ستتم في تونس يوم 15 سبتمبر القادم. انشغال لم يكن ليأخذ حجمه الحالي لو لم ترتكب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أخطاء اتصالية كانت قد بادرت بها منذ نشر الصور الأولى لمقدّمي ملفات ترشحاتهم، موحية لوسائل الإعلام بإتباعها والبحث عن الإثارة عبر نقل تصريحات وصور من شأنها أن تمس من حظوة الانتخابات لدى الجمهور الانتخابي.

البوليس والتعذيب في مراكز الإيقاف: سيدي حسين نموذجاً

تم منع فريق من الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، يوم 17 جويلية، من الحديث إلى أحد الموقوفين على ذمة التحري في منطقة سيدي حسين وذلك من قبل رئيس منطقة الأمن. والواضح من خلال هذا التجاوز أن ثقافة احترام حقوق الموقوفين والأشخاص محل التحري والسجناء لم تنتشر بعد لدى أعوان الأمن والسجون. أما في ما يتعلق بسيدي حسين تحديدا، فقد تواترت على الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب العديد من الإشعارات التي تفيد بتعرض الموقوفين إلى انتهاكات تمس من سلامتهم الجسدية والصحية والنفسية.

سيدي حسين: البطالة والكثافة السكانية، مضادات لغلاء الأسعار؟

صحيح أن الطريق إلى سيدي حسين مليئة بالأشغال إلى حد اليوم، لكن العديد من تلك الطرق انتهت أشغالها وأصبحت الآن مفتوحة للجميع، وصحيح أيضا أن وسائل النقل في المنطقة نادرة، وأحيانا لا يجد زائرها كيف يعود أدراجه إلى وسط العاصمة وسط قيض هائل من الحر. لكن سوق سيدي حسين يستحق أن تغامر من أجلها. ولنا في هذا العرض كيف يستحق ذلك السوق الشاسع ـ على رغم اكتظاظه ـ الذهاب إليه، ولماذا يتميز بأسعاره الزهيدة؟

الانتخابات وشباب سيدي حسين: نداء الأصم لمن داؤه السمع

لا ينفصل واقع سيدي حسين في ما يتعلق بظاهرة العزوف عن الانتخابات عن الواقع التونسي بشكل عام. فانعدام الرغبة في التسجيل أو الاهتمام أصلا بالحياة السياسية أصبح واقعا يجتاح جل المناطق التونسية. تشير تصريحات النشطاء إلى أن الأمر أصبح خطيرا. إذ سبق وأن أشارت تركية بن خذر نائبة رئيسة رابطة الناخبات التونسيات في جلسة برلمانية في جانفي الفارط إلى أن “حوالي 75 بالمئة من الشباب والنساء في تونس غير راغبين في المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019” حسب دراسة قامت بها الرابطة مع منظمة عتيد من خلال اعتماد عينة عشوائية لجميع الولايات، وذلك بعد تقييم الاختبار الانتخابي البلدي لماي 2018.

سيدي حسين: كيف يختنق المرضى في مستشفيات بعيدة ؟

في درجة حرارة مرتفعة وجو جاف، تنعدم فيه تقريبا وسائل النقل الجماعية، توجد أمّ شابة في مفترق طرق يعترضك في بداية الدخول إلى منطقة سيدي حسين. سيدة أعياها الوقوف وهي تحمل طفلها، حتى أتاها الفرج أخيرا: سائق سيارة أجرة غير مرخصة بلونها الأبيض، تسبقها بأمتار وتتوقف. توجهت الأم إلى العربة وصعدت دون أي إشارة أو كلام مسبق، كأن لغة غير مرئية قد اشتغلت بين الطرفين لتقول له أريد الذهاب إلى “المستشفى الوسيط” وليقول لها “تفضلي أنت في طريقي” وكل ذلك في كنف صمت يهاب الخوف من دورية.

كلاندو سيدي حسين: سائق سيارة أجرة لا يتحرك سوى في الاتجاه الممنوع

رافقت “نواة” في روبورتاج مصور أحد سائقي سيارات الأجرة دون رخصة، انطلاقا من مفترق طرق “بن دحة” بسيدي حسين وصولا إلى مستشفى شارل نيكول وسط العاصمة. جولة تم الاقتراب فيها من عالم غير قانوني، لكنه يسعى إلى أن يكون قانونيا، عبر التعبير الصريح عن رغبة سائقنا “قيس ولد الحوات” في أن يتحصل على رخصة لتحويل سيارته من لونها الأبيض المميز لها كسيارة مخصصة للنقل دون رخصة، إلى اللون الأصفر الذي لا يتطلب رشوة أعوان الطريق كي يتم السماح لها بالمرور كما يحدث كل يوم مع قيس وزملائه على حد تعبيرهم.

Inscrivez-vous

à notre newsletter

pour ne rien rater de nawaat.org