حكومة الحبيب الصيد. من أعضائها أربعة مترشحين: يوسف الشاهد، ناجي جلول، سعيد العايدي وسلمى اللومي

ضمت قائمة الـ26 مترشحا للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها 12 وزيرا ومستشارا رئاسيا سابقا، أي ضمن الفترة التي امتدت منذ انتخابات المجلس التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2011 وصولا إلى يوم الاقتراع يوم 15 سبتمبر 2019. وبإلقاء نظرة سريعة على الأرقام نجد أنه من بين 12 وزيرا ومستشارا نجد 7 منهم قد تحصلوا على أصفار بفواصلها.

مجموعة الأصفار فاصل

حمادي الجبالي رئيس الحكومة بين 22 ديسمبر 2011 و6 فيفري 2013 تحصل على 0,22 بالمائة  بمجمل أصوات بلغ 7364 صوت. وقد تعلقت بفترة حكم الجبالي صورة تاريخية للتونسيين وهي أن شكري بلعيد قد أغتيل في عهده. أما محسن مرزوق المستشار السابق لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي فقد تحصل على 0,22 بالمائة أيضا بمجموع أصوات 7376 صوت. وقد انسحب مرزوق لصالح عبد الكريم الزبيدي قبل يومين من موعد الاقتراع.

وزير التربية السابق ناجي جلول كان نصيبه من الانتخابات 0,21 في بالمائة بمجموع أصوات 7166 صوت. وقد شهد عهده خلافات حادة بينه وبين النقابة العامة للتعليم الثانوي وذلك على خلفيات الإصلاحات التي طرحها والتي شهدت رفضا من قطاع واسع من الأساتذة والمعلمين.

عبيد البريكي وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد كان له نصيب أيضا من الأصفار، فقد كانت حصيلته منها 0,17 بالمائة بعدد أصوات 5799 صوت. خروج عبيد البريكي من وزارة الوظيفة العمومية كان جراء ما أسماه هو نفسه بـ”تجريده من كل مهامه تقريبا وإلحاقها برئاسة الحكومة” الأمر الذي دعاه إلى الاستقالة والتلويح بوجود ملفات فساد لكن دون أن يكشف أيا منها.

المرشح إلياس الفخفاخ شغل منصب وزير السياحة في حكومة حمادي الجبالي سنة 2011 ثم وزيرا للمالية بالنيابة ثم وزيرا رسميا للمالية في عهد حكومة علي العريض سنة 2013. تحصل الفخفاخ في الدور الأول للانتخابات الرئاسية على 0,34 بالمائة بعدد أصوات 11,532 صوت. وقد تعرض الفخفاخ أثناء مسكه بحقيبة السياحة إلى انتقادات عديدة من قبل أبناء القطاع في ظل وضع أمني هش شهد انتشارا واسعا للمتشددين دينيا بين 2011 و2013.

يوم 6 فيفري 2015 تم تعيين المترشحة سلمى اللومي على رأس وزارة السياحة في حكومة الحبيب الصيد، وبعد أن أمضت اللومي 3 سنوات على رأس الوزارة تم استدعاؤها للعمل كوزيرة مديرة للديوان الرئاسي يوم 1 نوفمبر 2018 خلفا لسليم العزابي لتستقيل بعدها من ديوان الرئاسة ومن ثم من نداء تونس وإنشاء حزب جديد أسمته حزب الأمل لتترشح به إلى الانتخابات الرئاسية وتتحصل على 0,15 بالمائة.

المتبقي من مجموعة الأصفار في الانتخابات الرئاسية هو سعيد العايدي وزير الصحة السابق. تحصل العايدي على 0,30 بالمائة بعدد أصوات 10,198 صوت. عرف العايدي أثناء مسكه بوزارة الصحة بين 2015 و2016 بعدة فضائح أهمها قضية اللوالب القلبية منتهية الصلوحية التي كشفت شبكة من الفساد في وزارة الصحة، كذلك فضيحة البنج الفاسد المصنع من طرف أحد مخابر الأدوية التونسية والذي فاز بمناقصة الصيدلية المركزية ليصبح المخدر الوحيد المعتمد في المستشفيات ويتسبب لاحقا بحالات وفاة وإعاقات دائمة لعدد من المرضى.

مجموعة ما بين الـ1 والـ10 في المئة

أقل وزير تحصل على نسبة أصوات في هذه المجموعة هو وزير الصناعة في عهد علي العريض ورئيس الحكومة السابق المهدي جمعة، والذي تحصل على 1,82 بالمائة بعدد أصوات 61,371 صوت. وعرف عهد المهدي جمعة بالعديد من الاضطرابات النقابية.

نأتي الآن إلى محمد منصف المرزوقي رئيس الجمهورية بين 2011 و2014، والذي كان يحكم من خلال دستور صغير وضع لإدارة شؤون الحكم إلى حدود المصادقة على دستور 2014. وقد تحصل المرزوقي على نسبة 2,97 بالمائة بعدد أصوات يناهز الـ100,338 صوتا. وقد شهد عهده العديد من العمليات الإرهابية وإغتيالين سياسيين بارزين وهما شكري بلعيد ومحمد البراهمي. وقد خسر المنصف المرزوقي انتخابات 2014 أمام الراحل الباجي قائد السبسي.

الرئيس السابق منصف المرزوقي مع حكومة علي العريض. من أعضائها مترشحين: إلياس فخفاخ ومهدي جمعة

المرتبة الثالثة في هذا الصنف من نصيب محمد عبو، الذي شغل منصب وزير لدى رئيس الحكومة التونسية مكلف بالإصلاح الإداري في حكومة حمادي الجبالي بعد الثورة التونسية بين ديسمبر 2011 ويونيو 2012، وقد تحصل عبو على نسبة 3,63 بالمائة بعدد أصوات قدره 122,287 صوتا.

يوسف الشاهد، رئيس الحكومة الذي تخلى على منصبه مؤقتا للتفرغ للحملة الانتخابية ثم عاد إليه بعد ثبوت فشله رسميا فكان نصيبه من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها ما نسبته 7,38 بالمائة بعدد أصوات ناهز الـ249,049 صوتا. ومن أهم “منجزات” حكومة يوسف الشاهد والتي من الصعب أن تمحى من ذاكرة التونسيين هي 12 موت رضيعا في مستشفى الرابطة بتونس.

الوحيد الذي تجاوز عتبة العشرة في هو وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي الذي جاء في المرتبة الرابعة بنسبة أصوات 10,73 بالمائة بعدد أصوات نهاز الـ361,864 صوتا. الوزير عبد الكريم الزبيدي بقي على رأس وزارة الدفاع طيلة سنتين بعد الثورة مع حكومة محمد الغنوشي الأولى خلفا لرضا قريرة ثم في حكومة حمادي الجبالي إلى حدود سنة 2013. أعاد يوسف الشاهد تعيينه يوم 6 سبتمبر 2017 كوزير للدفاع إلى حدود استقالته يوم 7 أوت 2019 من أجل تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية. أهم ما بقي من مسيرة الزبيدي في وزارة الدفاع هو تصريحه في قناة حنبعل الذي تحدث فيه عن محاولة منعه لمجلس النواب من الاجتماع وذلك بنشر ثلاث دبابات في محيط مبنى المجلس لما أسماه “منع انقلاب برلماني على السلطة يوم 27 جوان 2019”.