لم يعد الجندر في تونس اليوم نقاشًا ثقافيًا هامشيًا أو مفهومًا وافدًا، كما يُروّج له الخطاب الرسمي ووسائل الإعلام الصفراء ومنصّات التواصل. فقد تحوّل إلى خطّ تماس سياسي واجتماعي واضح، تمارس فيه السلطة حضورها بأكثر أشكاله تركيبًا وفتكًا، عبر القانون، والإدارة، والطب، والدين. لم يعد الجسد الكويري موضوعًا للجدل الأكاديمي أو الأخلاقي فحسب، بل أصبح ميدانًا للصراع حول من يمتلك الحق في تعريف الإنسان ذاته.
