الكتاب في تونس يعيش عدة مشاكل من بينها غياب القراء، أو ما يعتبره البعض غياب التسويق له وتوزيعه، فالكتاب التونسي لا يباع خارج تونس ولا يصل الجمهور العربي ويبقى رهين السوق محلية ضيقة. إن عملية صناعة الكتاب عملية معقدة تبدأ من التأليف إلى الإخراج الفني والنشر ثم أخيرا التوزيع. غير أن الكتاب التونسي يتوقف في حدود النشر ولا يتم التسويق له وتوزيعه. توجهنا بالسؤال إلى كتّاب تونسيين عن سبب هذه المشاكل التي تصادفهم في علاقة بالتوزيع.
الظروف المتاحة للكتابة بين المرأة والرجل
تؤكد رجاء بن سلامة في كتابها “بنيان الفحولة” أن النظام الاجتماعي يرتب الفوارق بين المرأة الكاتبة والرجل، ليحاول هذا النظام إقصاء المرأة باعتبارها كاتبة. واعتبرت هذا النظام مقاوما لكتابة النساء بطرق ثلاثة: “إما أن ينكر أنّ الشاعرة امرأة، أو أن ينكر أنها شاعرة، أو أن ينزل بها العقاب”. فاعتبرت المرأة التي تكتب الشعر رجلا أو فحلا لذلك أُعتبر أن الخنساء لها أربع خصيّ، واعتبرت أيضا أنها ليست شاعرة بل “بكاءة”، وإذا تعلق الأمر بالشوق والغزل فإن الأب والأخ يقوم بواجب إقصائها وعقابها. وتقول في موقع آخر من الكتاب: “وفي حياتنا المعاصرة كثيرا ما يتّخذ إقصاء المرأة الكاتبة شكل التشكيك في حقيقة النص المكتوب، فالمرأة التي تكتب تستراب كتاباتها أحيانا، وتجد من الطاعنين الذين يرون أن رجلا ما يكتب عوضا عنها، فهو بذلك “قوّام” إبداعيا عليها.” وهذا على ما يبدو مازال حاضرا في الساحة الثقافية العربية والتونسية، فالبعض يعتبر ما تكتبهن “كتابات نسوية” ما يعني أنه أقل قيمة أو رديء، و أن عدد النساء الكاتبات قليلات وسرعان ما يغبن على الساحة لسبب أو لآخر. توجهنا بالسؤال لعدد من الكاتبات العربيات حول واقع المرأة الكاتبة في مجتمعنا اليوم