تحوّلنا يوم الأحد الماضي لمدينة القصرين لنلتقي برجل يصفه المُتابعون لقضايا شهداء الثورة بأحد أهمّ حاملي الحقائق و فاكّي شيفرة الأحداث في مدينتي تالة و القصرين، إضافة إلى ذلك ُيكنّ له أهالي القصرين إحتراما فريدا و محبّة خاصّة و يُجمعون على نزاهته و كفائته، هو قاضي التحقيق السابق و وكيل الجمهوريّة الحالي لدى المحكمة الإبتدائية بالقصرين السيد لطفي بن جدّو.
عيّنة من مأساة المُعطّلين عن العمل بالقصرين
شغل-حريّة-كرامة وطنيّة، كان هذا الشعار الأكثر تواتُرا خلال الثورة التونسيّة، لكنّ حكومات ما بعد الثورة تعاقبت دون تفعيل حلّ جذريّ لمعظلة بطالة أصحاب الشهائد العليا و دون تقديم رؤية واضحة تضعها بيد أيدي المعنيّين بالأمر ليتحلّو بالصبر على ضوء أمل الحلول المُرتقبة.
سنتان بعد الثورة : كيف يقيّم أهالي الشهداء و الجرحى الوضع في تونس ؟
زرنا جريح الثورة حسني قلعية أصيل مدينة القصرين يوم 14 جانفي 2013 رفقة عصام عمري شقيق الشهيد محمد عمري من تالة الذي حاورناه حول إنطباعه إزاء المظاهر الإحتفالية في شارع الحبيب بورقيبة يومها، مع بروز تدافع سياسي رُفعت خلاله أعلام الأحزاب و ظهرفيه نادرا علم تونس رغم طبيعة المناسبة التي كان من المفترض أنّ تُوحّد الفرقاء على أرضية وطنية مشتركة, كما تنقّلنا يوم 15 جانفي 2013 مدينة القصرين و حاورنا أنور السعداوي شقيق الشهيد وليد السعداوي حول تقييمه لواقع الحال.
وثائق من مركز شرطة القصرين تكشف أساليب نظام بن علي في مكافحة الإرهاب
خلال شهر جانفي 2011 تمّ حرق مركز الشرطة بمدخل حيّ الزهور في مدينة القصرين و الذي إعتبره الأهالي رمزا لآلة النظام القمعيّة، في خضمّ ذلك تمّ العثور على جملة من الوثائق في بناية موازية للمركز و تابعة للإدارة المركزية للإستعلامات العامّة. تحصّلنا على عدد من تلك الوثائق تتعلّق بأساليب الأجهزة الأمنية لنظام بن علي في مكافحة الإرهاب مؤرّخة في سنة 2008 نعرض فيما يلي عيّنة منها.
مداهمة لمنزل عائلة شهيد بمدينة تالة دون إذن من وكيل الجمهورية
قامت وحدات التدخّل ليلة البارحة مع الساعة الثالثة صباحا بمُداهمة منزل عائلة الشهيد محمّد عمري بمدينة تالة في ولاية القصرين و إعتقلت إخوته : عصام، أحمد و خالد عمري، خلال المداهمة إعتدى أعوان وحدات التدخل بالعنف الشديد على شقيقة الشهيد هاجر عمري. تلقّينا من تالة أشرطة فيديو صُوّرت فور إنسحاب قوّات الأمن تُظهر آثار المُداهمة.
جلسة الإستماع لوزير الدفاع بالمجلس التأسيسي
عند حضوري يوم الجمعة 15 جوان 2012 لأوثّق جلسة الإستماع لوزير الدفاع بالمجلس التأسيسي تمّ منعي من الدخول للقاعة المخصصة للإستماع، تدخّل الأستاذ عبد الرؤوف العيادي واصفا المنع بأنّه أسلوب تجمّعي حاولت أيضا النائبة كريمة سويد التدخّل لتمكيني من الحضور و تدخّل كذلك النائب محمود البارودي و استنكر المنع ثمّ أخذ الكاميرا الخاصّة بي ليُصوّر الجلسة نيابة عنّي
قرار ختم البحث في قضية شهداء تالة و القصرين و تاجروين و القيروان
لقد تحصل فريق نواة مؤخرا على “قرار ختم البحث” في قضيّة شهداء تالة و القصرين و تاجروين و القيروان و من منطلق إيماننا بالشفافية و حقّ الجميع في النفاذ إلى المعلومة و خصوصا إلى الوثائق و البيانات المُتعلّقة بالفترة الحالية المفصليّة في تاريخ تونس الحديث، نضع بين أيديكم هذه الوثيقة المهمّة
إنسحاب عائلات الشهداء للمرة الثانية من المحكمة العسكرية بالكاف
أبلغنا السيد عصام عمري شقيق الشهيد محمد عمري أصيل مدينة تالة خلال إتصال هاتفي معه أنّ عائلات الشهداء إنسحبوا من جلسة اليوم إحتجاجا على الإمتيازات التي يتمتّع بها المتّهمون, إذ لاحظ أنّ القاضي العسكري مكّن المُتّهم علي السرياطي و بقية الموقوفين من الخروج من قاعة المحكمة
محمد راشد غضباني، يخيط فمه في القصبة 1 ثمّ أمام المجلس التأسيسي
محمد راشد غضباني أصيل ولاية القصرين جُرح خلال قمع إعتصام القصبة 1 ثمّ شارك في القصبة 2 و ظنّ أنّ جهود المُعتصمين نجحت لمّا تمّ الإعلان عن تكوين المجلس التأسيسي، لكنّه وجد نفسه مضطرّا في 2012 في ظلّ لامبالاة الدولة تجاه ملف الجرحى أن يعيد خياطة فمه أمام المجلس التأسيسي و أن يعتصم مطالبا بأن تتعامل الحكومة مع الملف كملف وطني بعيدا عن التوظيف الحزبي أو الجمعياتي.
ملف الشهداء والجرحى : مشروع المجمع القضائي المتخصص
إعتبرت مجموعة ال25 خلال ندوة عقدتها مؤخّرا أنّ حجم الإنتهاكات المسجّلة ببلادنا في العهد السابق و خصوصيتها تجعل من المنظومة القضائية الحالية غير قادرة على تكريس آليات العدالة الإنتقالية ممّا يجعلها في حاجة ملحّة إلى المراجعة و التطوير على مختلف المستويات، ولذلك عرضت مجموعة المحامين مُقترح “مشروع المجمع القضائي المتخصّص”
أبرز مكافحات قضية شهداء تالة و القصرين
معلوم بالضرورة في علم الجريمة أنّ ردود أفعال الشهود و المتهمين خلال المكافحات أثناء التحقيق أو أمام القضاء معطى مهمّ لفكّ شيفرة الجريمة. شهدت الجلسة السادسة لقضية شهداء تالة و القصرين و تاجروين و القيروان أمام المحكمة الإبتدائية العسكرية الدائمة بالكاف يوم 12 مارس 2012 أبرز مكافحات القضية، تحصّلنا على فيديو لمجريات المكافحات نعرضه على القرّاء وعيا منّا بأهميّته كوثيقة تاريخية و مهمّة للكشف عن الحقائق.
تأجيل قضية شهداء تالة والقصرين إلى 21 ماي
إنعقدت البارحة 7 ماي 2012 أمام المحكمة العسكرية الدائمة بالكاف الجلسة التاسعة لقضية شهداء و جرحى تالة و القصرين و تاجروين و القيروان، إلتقينا بالأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي أتى لتقديم إعلام نيابة كمحامي قائم بالحقّ الشخصي و تحصّلنا على تسجيل فيديو للوقائع داخل قاعة المحكمة.
Wael Karrafi: “Ils refusent de me rendre ma jambe amputée pour que je l’enterre”
Les blessés, en dépit des martyrs, voient pour quel gâchis ils se sont sacrifiés : Un gouvernement incohérent et contre révolutionnaire qui diabolise tous ceux qui le critiquent, un peuple atteint par le masochisme intellectuel et soumis par reflexe au pouvoir politique,