بقلم مرسل الكسيبي

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم أعلن للرأي العام الوطني تجميد عضويتي في حركة النهضة,
ورسالة الأستاذ هادي بريك وصمت الشيخ راشد الغنوشي هما القطرة التي أفاضت هذا الكأس!

ابتداء أحمد الله تعالى أن هدانا للاسلام وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأصلي بعدها وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين.

وبعد أن أتوجه بالتحية والسلام الخالصين الى كل أحبائي داخل الوطن وخارجه وأخص بالذكر من جمعني بهم درب النضال الصادق داخل الوطن وخارجه وبعد الترحم على روح أمي المجاهدة وأخي المجاهد وعمي الأصغر وجدتي الفاضلة امنة وغيرهم من اللذين قضوا نحبهم من الاخوان والأحبة وأنا هنا في ألمانيا أعاني قساوة المنفى ومرارة التهجير من أرض الوطن, وبعد أن أخص بالذكر في هذه التحية من عانق سجونا وهو في عقده الثاني من العمر أو ترك أطفالا لم يعانقهم منذ كتبت عليه الأقدارأن يعانق قضبان السجون, وبعد أن أطلب المسامحة في الدنيا والاخرة من كل من أخطأت في حقه من الاخوان والأحبة من بني وطني معارضة وسلطة وأخص في ذلك كل من كان له علي حق أو مظلمة …هاأنا اليوم أعلنها بكل مرارة ودموعي تنهمر انهمارا : على دربك ياشيخ عبد الفتاح مورو اليوم أمضي مجمدا عضويتي وقد سننت في الحركة سنة حسنة لمن أراد التصحيح والاصلاح ولكنه التيار الغالب لم يدع لي فرصة اليوم في أن أعالج أمرا لايرضي الله ورسوله قد عاينته وعايشته في الهرم القيادي لهذه الحركة وتكلمت داخل هياكلها وبلغت وهاتفت فيه المعنيين بالأمر وكتبت عنه في كل الفضاءات المتاحة للنشر فكان أن اتهمت.

اليوم تحمل رسائل المعنيين بالأمر اتهاما لي بالمطامح الانتخابية وشحذ بليغ القول الكلام والكتابة …,ولم أجن شيءا من هذا الا بعد أن رفعت صوتي مطالبا بالاصلاح في أكثر من مجال أذكر على سبيل المثال منها مايلي:

-  الدعوة الى انهاء الصراع والعداء بين مكونات هذه الحركة على مدار تاريخها في علاقة ببعض رموزها التاريخيين كالاخوة الفضلاء عبد السلام بوشداخ والد.الهاشمي الحامدي والد.صالح شفاه الله …بل لم يقابل توسطي المباشر بين الشيخ راشد والدكتور الحامدي الا بالهروب الى الأمام والمناكفة عن الرجوع الى الحق عبر اعراض عن كتابة بضعة أسطر تلين الخواطر وتشفي القلوب وتذيب الجليد وتذهب اللبس وتعيد الأمل الى شباب هذا الجيل .

لقد جاء رد الحركة الرسمي على كل ماصنعت في هذا الاتجاه على يد الأخ الفاضل الأستاذ هادي بريك هجوما ناريا تجاهلني فيه اسميا ولا أظن عن حسن نية وقصد , بعد أن خاطبته منذ أربعة أيام فقط عبر الهاتف معبرا عن استعدادي للنصح وقبول للمشورة في كل ماكتبت موضحا له بذلك سبل الاتصال وبعد أن خاطبت الشيخ راشد هداه الله وايانا الى الخير والرشاد مباشرة عبر الهاتف منذ أن نشر الأخ الحامدي نصيه على شبكة الانترنيت طالبا الصفح والعفو من اخوانه في النهضة وملحا على ضرورة طي صفحة الماضي نزولا عند مقتضيات وضرورات المصالحة الوطنية الشاملة وبعد محادثة جرت بيني وبين مسؤولين في الحركة من أجل تعميق مسار المصالحة والاصلاح الوطنيين وليس أقل منها فك الاشتباك مع كل مكونات هذه الحركة عبر تاريخها ,ومالقيته من وعود لم تر النور الا في ماعدى بيان يتيم حمل عنوان دعوة الى الرشد ولكنه لم يأخذ بعين الاعتبارفي بعض نصه مايبذل من مساع وجهود تفاوضية وصلحية من أجل غلق ملف المعتقلين السياسيين وتداعياته.

-  ثمة مسألة أخرى لايمكن للأمانة والتاريخ أن أسكت عنها ووددت من الأخ والأستاذ الفاضل الهادي بريك ألا يخفيها على الناس ولا أقل من ذلك أبناء هذه الحركة وهو أن بعض من في القيادة نزاع الى الهيمنة وعندما فاتحته يوم الخميس 5-5-2005 م عن تفكير جدي من قبلي في مسألة تجميد العضوية أو الاستقالة خاطبني يومها وأنا مضطر الى ذكر هذه الحقائق بأن بعض من في القيادة سيفرح لمغادرتي اذ أنه بذلك سيرتاح للتخلص من صوت مشاكس …وبعدها يفعل مايريد.(المعذرة على رغبة مني في عدم ذكر المعنيين(.

اليوم أتنادى الى كل أبناء هذه الحركة اذا كان ولاؤهم فعلا للمبادئ وليس للأشخاص ألا يعقد لهم مؤتمر عام قادم باذن الله الا وقد رتب البيت الداخلي وأغلق ملف الخلافات الشخصية نهائيا بين كل أبناء الطيف الاسلامي وعقد العزم بمشيئة الله سبحانه على فك كل الاشتباكات مع السلطة والمعارضة وغدى الصلح والمصالحة الوطنية خيارين لارجعة فيهما وفتحت القلوب لما سماه أخونا العزيز والمناظل المقتدر حفظه الله عبد اللطيف المكي بعفو تشريعي عام مقابل عفو قلبي عام ونسج على منواله اخوة أجلاء من أمثال المهندس علي العريض ود.زياد الدولاتي نهجا متزنا وعقلانيا مصابرا لمسناه في تصريحات لهم تابعناها بشغف فيما خلى من الأيام.

وفي الأخير أدعو اخوة الداخل في النهضة الى أن يقولوا كلمتهم في هذا الموضوع وألا يتركوا مصائرهم ومصائرنا ومصائر الأوطان الى القرار السياسي المهجر وأدعو أخوة المهجروالداخل أيضا الى أن يعتبروا قرارنا هذا قابلا للمراجعة على ضوء ماستفرزه قرارات المؤتمر العام للحركة في المستقبل القريب ولعلني أتمنى على سلطة الاشراف في هذا السياق افساح المجال لعقد هذا المؤتمر داخل البلاد حتى تكون قراراته تاريخية ومقتربة أكثر لمقتضيات البلاد والعباد طاوية بذلك صفحة مؤلمة من صفحات تونس المعاصرة برغم ماعرفته من اشراقات ونجاحات قد تتعالى بعض النخب عن التعاطي معها بالتوازن اوالقسط المبين.

أخوكم مرسل الكسيبي

ألمانيا الاتحادية

هاتف البيت

00496112054989

الهاتف المنقول

00491785466311

reporteur2005@yahoo.de

في 3 ربيع الثاني 1426 للهجرة
الموافق ل 11 ماي من سنة 2005م