بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على النبي الأمي محمد
وعلى آله الطاهرين الطيبين

تونس في 29 ربيع الثاني1427
الموافق 27ماي2006


نحن الطلبة الإسلاميون في تونس نرفع نداء النصرة إلى أمة الإسلام خاصتهم وعامتهم من أجل وقف الحملة الظالمة التي لايزال النظام التونسي يشنها على أهل الإسلام في تونس وحربه على كل مظاهر التدين الإسلامي ببلاد الزيتونة، منارة الإسلام و كعبة علم أهل المغرب الإسلامي وإفريقيا.

لقد دأبت السلطات التونسية منذ عودة مظاهر التدين الإسلامي في تونس في السنوات القليلة الماضية، إلى إعطاء التعليمات لأعوانها في الأجهزة الأمنية لملاحقة الشباب المتدين والفتيات المتحجبات في الأسواق والطرق العامة وبخاصة في المؤسسات التعليمية الثانوية والجامعية وهي إلى اليوم مستمرة بحملات متقطعة في التضييق على المتدينين.

والنظام التونسي الذي لايخفي صراحة، بإسم الحداثة تارة وتجفيف منابع الإرهاب تارة أخرى، محاربته المنهجية لمظاهر التدين في تونس، يشدد الخناق في كل عام، على الطالبات المتحجبات، كما اعتاد خلال فترة إمتحانات الباكالوريا والإمتحانات الجامعية، بضرب الحصار الأمني على بوابات المعاهد والجامعات، مانعاً دخول أي متحجبة قبل أن تنزع حجابها.
ولقد شهدت بعض المدن التونسية خلال الأسابيع القليلة الماضية حملة على المتحجبات في الطريق العام وفي المصانع والمؤسسات الخاصة و العامة، ودُعيَتْ بعضهن إلى مخافر الشرطة واُجبرن على توقيع التزامات يتعهدن فيها بعدم ارتداء حجابهن.

كما يتعرض المتحجبات هذه الأيام في عدد من فروع الجامعة التونسية وأمام بوابات الكليات والمعاهد العليا من قبل الأمن السياسي والأمن الجامعي إلى إكراههن على نزع الحجاب قبل الدخول لإجراء إمتحاناتهن، وفي بعض الأجزاء الجامعية الأخرى إلى وضعهن تحت الضغط النفسي من قبل رجال البوليس والإدارة قبل السماح لهن بالدخول، في محاولة مقصودة لإدخال الهلع في نفوسهن في أيام هُن أحوج ما يَكُنّ فيه إلى صفاء الذهن وسكون النفس وحضور الحافظة لإنجاح إمتحاناتهن.

ونحن الطلبة الإسلاميون في الجامعة التونسية، إذ ندين هذا النهج المتخلف الذي لاتزال السلطات التونسية تبرهن من خلاله على بؤس سياساتها في مصادرة حقوق المواطنين من أبناء هذا الشعب في إختياراته الدينية والعقدية.

وإذ نشير إلى أن النظام التونسي الذي يسمح بالتبشير المسيحي في بلادنا و تُعدُ وسائل إعلامه و مؤسساته الرسمية إستقبالات حافلة ليهود العالم لأداء حجّهم السنوي بمنطقة غريبة بجزيرة جربة، ويسهّل للمحفل الماسوني العمل في تونس بكل حرية وفي وقت يتغاضى النظام التونسي عن التشجيعات المشبوهة لنشاط عبدة الشيطان من غير أن يضيّق عليهم، يجتهد هذا النظام في تعميق حالة التفسخ الديني والخلقي لدى الشعب التونسي وتهدد إدارات الكليات الجامعية بتعليمات منه بإحالة الطلبة على مجالس التأديب إن هم أقاموا الصلاة في جماعة مثلما حدث في كلية العلوم بتونس منذ أسابيع ثلاث فيما يُحْرَمُ هؤلاء الطلبة بقرارات جائرة من أداء الصلاة في جامع المركب الجامعي بتونس الذي أغلقت أبوابه السلطات في وجه المصلين من الطلبة منذ بضع سنين ليصبح ملتقى المنحرفين ومحلاً لخلواتهم و مرتعاً للكلاب الضالة و ملجأها ومجمعاً للأوساخ والفضلات.

لايزال النظام التونسي يعمل من غير كلل، مذ حلت بتونس ساعة شؤمه، على تقوية شوكة أعداء الإسلام في تونس و ضرب أصول هوية هذا الشعب العربي المسلم، وهو إلى ذلك يشن بصورة دورية حملته الأمنية على الحجاب الإسلامي وعلى الفتيات المتدينات لمنعهن من متابعة دراستهن الجامعية كما لو أن المسلمين في بلاد منارة الإسلام في المغرب وإفريقيا (الجامعة الزيتونية) أقلية دينية غير معتبرة لايستأهل دينهم الاحترام ولا المتمسكون به التقدير الذي يليق بهم.

إن هذا النظام الذي بلغ حقده على الإسلام ومناسكه وفروض العبادة فيه ما لم يبلغه نظام من أنظمة العالم الإسلامي، إنما يبرهن، وهو في شيخوخته المبكرة، على طبيعته اللانسانية فيما يقرر من سياسات وفيما يضع من مناهج ضد إرادة الشعب التونسي أفرده ومنظماته وجمعياته وأحزابه المستقلة.

إن استمرار النظام التونسي في التضيق على الفتيات المتدينات في المعاهد والجامعات بحجة مخالفتهن منشور [108] سيء الذكر الذي يقضي بمنع إرتداء الحجاب الإسلامي في المؤسسات العامة إنما يعبّر عن نهج بات سمة غالبة على سلوك هذا النظام الاستبدادي في مصادرة الحقوق القانونية المكفولة دستورياً لعموم المواطنين وهو نهج أيضاً لم يَعُدْ عن التونسيين مستغرب بعد أن أنهك أحزابهم وهمّش نقاباتهم وأغلق مقرات جمعياتهم وزج بعشرات الآلاف من الإسلاميين في غياهب السجون لعقد ونصف العقد.
إننا نحن الطلبة الإسلاميون بالجامعة التونسية نهيب بكل القوى التونسية الحية :جمعياتها الحقوقية ومنظماتها الإنسانية وأحزابها الوطنية في داخل البلاد وخارجها إلى الوقوف ضد هذه الحملات الظالمة التي تتنكبها عائلات تونسية كثيرة ظلت لسنيين تقتطع من رغيفها اليومي من أجل أن تتابع بناتهن دراستهن الجامعية وبدلاً من أن تكافأ هذه العائلات التي إجتهدت بقوتها وضحت براحتها من أجل تنمية المستوى العلمي لأبنائها وبناتها، يعمد النظام التونسي كما عهده الجميع مذ حلت بليّته على الشعب التونسي المسلم، إلى معاقبة تلك العائلات بطرد بناتهن وحرمانهن من حقهن في متابعة دراساتهن الجامعية.

كما ندعوا جميع المسلمين الغيورين وعلماء الإسلام المخلصين في بلاد المغرب الإسلامي كما في بلاد المشرق الإسلامي وإلى كل المسلمين المقيمين في بلاد الغرب إلى الوقوف وقفة عز وإباء من أجل نصرة أخواتهن المسلمات في تونس والدفاع عن أعراضهن وقد استيقنا منذ وقت أن هذا النظام ليس شيء أحب إليه قدر رغبته الشاذة في الاعتداء على شرف المسلمات وهتك أعراضهن، ولقد بلغت استهانة هذا النظام وأزلامه بالإسلام و استضعاف أهله في تونس ما لم يدع معها حرمة إلا إنتهكها ولاشرفاً إلا خدشه و لا استحقاقا للتونسيين في الدنيا إلا غمطه ولا حقاً لهم في الدين إلا منعه وتعقب من أقامه.

وبالله التوفيق وعلى الله فليتوكل المؤمنون…اللهم فاشهد…اللهم فاشهد.

الطلبة الإسلاميون في تونس