تونس – سليم بوخذير

بمقتضى قرار وُصف ب”الغامض” ، وقع في تونس مؤخرا إيقاف مجلة يديرها صهر رئيس البلاد زين العابدين بن علي بشكل مفاجئ ، دون أن يرد أي تفسير لا من المصادر الحكومية و لا من مدير المجلة لهذا الحجب .

و قال لنا أكثر من صحفي في تونس إنّ مجلة “إينيفير سبور” الأسبوعية الرياضية التي يديرها عماد الطرابلسي صهر الرئيس التونسي قد “وقع إيقافها فجأة بقرار غامض منذ 3 أعداد” .
و أوضح لنا عدد من باعة الصحف بالعاصمة التونسية أنّ المجلة لم “تصلهم منذ أكثر من أسبوعين دون أن يعرفوا السبب”.

و قال صحفي تونسي مختصّ في شؤون الرياضة فضّل عدم الكشف عن إسمه، إنّ زملاء يعملون في المجلة التي يديرها عماد الطرابلسي “أخطروه أنّ قرارا مفاجئا صدر بإيقاف المجلة نهائيا منذ 20 يوما تقريبا و أنّ المدير أعلمهم به طالبا منهم عدم العودة لمقرّ العمل” .

و رخّصت السلطات التونسية لعماد الطرابلسي شقيق حرم الرئيس التونسي ليلى بن علي في إصدار مجلة رياضية يدير تحريرها منذ جانفي – يناير 2006 حيث بدأت في الصدور بشكل دوري أسبوعي ، فيما رفضت السلطات الترخيص لعدد من الصحافيين و النشطاء الحقوقيين تقدّموا بمطالب لإصدار صحفعلى مدى الأربع سنوات الماضية .

و أثارت وقتها حكاية الترخيص لصهر الرئيس بإصدار مجلة مع أنّه لم يسبق له العمل في قطاع الصحافة إنتقادات عديدة من قبل عدد من أطياف المجتمع المدني التونسي إتهموا الحكومة ب”محاباة الحكومة لصهر الرئيس” .

وفور صدور العدد الأول من مجلة عماد الطرابلسي ، أصدر عدد من الكتاب و الصحافيين و قياديّي عدد من الأحزاب و المنظمات الحقوقية ، عريضة وقّعوها طالبوا فيها الحكومة ب”رفع يدها عن قطاع الإعلام و إطلاق حرية النشر و إيقاف ظاهرة إهداء القطاع إلى أصهار الرئيس” ، حسب وصفهم .

و بعد سنوات طويلة لم تسمح فيه حكومة الرئيس بن علي بتأسيس محطات إذاعية أو تلفزيونية خاصة ، كانت الحكومة قد رخّصت في 2004 بإنشاء إذاعة “موزاييك” و تلفزيون “حنبعل” ، لكن مصادر المعارضة وصفت هذين المحطتين بأنهما “محطتان خاصّتان و ليس مستقلان” ذاكرة أن “كلاّ منها على ملك صهر من أصهار الرئيس” .

و تتّهم تقارير متطابقة للإتحاد الدولي للصحافيين و منظمة “مراسلون بلا حدود” و “هيومان رايتس ووتش ” و الشبكة الدولية لمنظمات حرية التعبير “إيفيكس” السلطات التونسية ب”إنتهاك حرية التعبير و ملاحقة و إعتقال الصحافيين المستقلين و التحرّش بالمدافعين عن حرية التعبير ” .

و أتى قرار إيقاف مجلة صهر رئيس البلاد متزامنا مع أحداث الإشتباكات المسلحة الأخيرة مع مجموعة قال وزير الداخلية التونسي إنّها تسربت بالسلاح إلى تونس من الجزائر ، و هو ما جعل بعض التأويلات في تونس تسير في إتجاه أنّ “هناك علاقة مّا بين قرار إيقاف المجلة و خلفيات التحقيقات في المجموعة التي سرّبت السلاح” ، لكن إلى غاية تحرير هذا التقرير لم تصدر أي توضيحات في هذا الخصوص من أي مصدر مستقل .

و سبق لعدد من قياديي منظمات و أحزاب تونسية أن رفعوا قضية بصهر الرئيس التونسي عماد الطرابلسي في نوفمبر -تشرين الماضيمطالبين ب “التحقيق معه في جرائم تهريب ليخوت مختلسة عبر الحدود” ، و جاءت القضية على خلفية مقال كانت نشرته صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية في أحد أعدادها في أكتوبر – تشرين الأول الماضي نقلت فيه عن متحدثين قضائيين في فرنسا أن التحقيقات مع أفراد عصابة تورطت في إختلاس زهاء 40 يختا فاخرا أفضت إلى “ضلوع صهري الرئيس التونسي عماد و معزّ الطرابلسي في سرقة اليخوت و تهريبها إلى تونس” ، على حدّ وصف المجلّة الفرنسية .

و قالت الصحيفة الفرنسية وقتها إن المتهم الرئيسي في القضية “سدريك .س” قال في الأبحاث “إنّه قبض 40 ألف يورو من صهري الرئيس التونسي عماد و معز الطرابلسي مقابل تسليم اليخوت المسروقة التي حوّلوها إلى تونس”.

* المصدر : صحيفة المصريون