بقلم ناجي حجلاوي،

أيّة ديمقراطيّة هذه؟

الاستاذ نبيل الحجلاوي
على خلفيّة الحوادث الأخيرة الّتي شهدتها مدينته سيدي بوزيد وإثر الحرائق الّتي أتلفت بعض المرافق الحيويّة والمؤسّسات الوطنيّة عبّر المناضل نبيل الحجلاوي أمام أحد ضبّاط الجيش الوطني عن استنكاره لما حصل من عدم تدخّل الجيش لأوّل وهلة لإنقاذ المدينة الّتي اندلعت منها شرارة الثّورة والّتي جاءت بالحريّة والكرامة الوطنيّتيْن، فما كان من هذا الضّابط إلاّ أن حمله إلى مركز الشّرطة، ثمّ وقع جلبه بسرعة إلى السّجن المدني بمدينة صفاقس لمحاكمته. وقد عُيّنت له جلسة بالمحكمة العسكريّة وذلك يوم 9/11/2011، ولسنا ندري أيّة ديمقراطيّة هذه الّتي لا تسمح بالتّعبير عن الرّأي. إنّ هذا الرّجل المعتقل الآن والّذي حُرم من قضاء العيد صحبة عائلته رجل مسؤول ومناضل في آن واحد مسؤول لأنّه يشتغل مهندسا فلاحيّا بالجهة وأب لخمسة أطفال ومناضل لأنّه ضحّى بسنوات من عمره سجينا فداءً لهذا الوطن وقضّى العشرين عاما تحت إذلال المراقبة الإداريّة فهل هذا هو جزاء أبناء مدينة سيدي بوزيد؟

العدل أساس الأمان

اليوم الإربعاء 09/11/11 هي محاكمة المناضل نبيل حجلا وي وهي المحاكمة الاؤلى بعد الثورة لمناضل من أجل أفكاره التهم الموجهة له حسب الملف الموجود في المحكمة هي تهم لا دليل لها
فالتهمة الاؤلى إعتداء على موظف أثناء عمله كيف تكون سليمة وهو إلتقى جندي في الشارع وتحدث معه وهذا الجندي مسلح ونبيل لم يهدده بشيء بل تجاذب معه الحديث.

التهمة الثانية توزيع مناشير وأول دليل لإستقامة التهمة هو أ…ن تكون هذه المناشير موجودة وهذا غير موجود لأن نبيل كانت بيده ورقة واحدة.

التهمة الثالثة هو التحريض على الفوضى وهذه التهمة لا دليل لها لأن الفوضى قام بها من حرق مدينة سيدي بوزيد أما نبيل فجاء إلى الجندي ليعبر عن إستنكاره لهذه الفوضى وعدم تدخل الجيش للحد منها
هذه التهم لا مصداقية لها وتذكرنا بما كان يمارسه النظام البائد ضد معارضيه.

أما اليوم بعد الثورة فلا بد من إحترام أفكار وآراء الناس ولا تنصب المحاكمات جزافا لأن الشعب قام بالثورة من أجل إعطاء المواطنة حقها ويكون الناس آمنين على حقوقهم وحرياتهم.

ما وقع لنبيل هو إعتداء على حقوق المواطنة لأن نبيل فقد حريته من أجل أفكاره وتضرر من ورائه أبناؤه وكل عائلته وهو قد خرج من بيته آمنا لأنه لم يكن من المناوئين للثورة وكان من ضحايا النظام السابق وفي الأخير يعاقبونه بالمحكمة العسكرية.

هذه المحاكمة لا شرعية لها وهي تؤسس للظلم من جديد وإذا لم يقع التنديد بها فستعود بنا إلى نظام الإستبداد
أرجو أن أرى نبيل بين أبنائه وأهله وتطوى هذه المحاكمة الظالمة دون رجعة