قراءة أوّلية في حركة النقل الجزئية بوزارة الداخلية من قبل الأخصائي النفساني والخبير الأمني يسري الدالي
يقول الدكتور يسري الدّالي حول حركة النقل الجزئية التي شهدتها وزارة الداخلية يوم 11 جانفي 2012 :
إنّ قراءة أوّلية فيما وصل إلينا من أخبار عن تعيين العقيد عماد الغضباني مديرا عاما لوحدات التدخّل بالنيابة عوضا عن المنصف العجيمي، وتعيين العقيد وحيد المساكني مديرا عاما للمصالح المشتركة عوضا عن محافظ الشرطة عام الحبيب بن كاملة، وتعيين العقيد رياض باللطيّف على رأس الإدارة العامة للتكوين عوضا عن محافظ الشرطة عام ليث بن حسين، لتعبّر عن تعيين مدروس غير متسرّع راعى الكفايات القيادية والفنية والعلائقية للعـقداء الثلاث الذي أكنّ لهم كامل التقدير والإحترام وأعرف جيّدا نزاهتهم ومصداقيتهم ووطنيّتهم. فالعقيد عماد الغضباني إبن الإدارة العامة لوحدات التدخّل وهو من القياديين السابقين الذين أحسنوا الإشراف على فرقة مقاومة الإرهاب دون تكوين لوبيات ولا عصابات، قيمته المهنية العمل ثم العمل ثم العمل، وإننّي إذ أهنّئه بتعيينه على رأس الإدارة العامة لوحدات التدخّل فإنّني أشدّ على يديه وأؤازره كي يرقى بعمل وحداته إلى الإحترافية والمهنية المطلوبة ويعمل معها بكلّ حياد عن أي توجّهات سياسية وإنّني متأكّد من قدرته على الوصول إلى هذا المبتغى الشعبي والجمهوري والوطني. أما العقيد وحيد المساكني الذي عمل كثيرا بإسناد الإدارة العامة لوحدات التدخّل ثم بالمدرسة الوطنية لتكوين إطارات الأمن الوطني والشرطة الوطنية بصلامبو ثم مديرا للإمكانات العامة والمعدّات بالإدارة العامة للمصالح المشتركة، فالمعروف عنه كفاياته التنظيمية والتصرّف في اللوجستيك إضافة إلى أخلاقه العاليه والتزامه بتطبيق القانون ونزعته النقابية ودفاعه عن الأعوان واقترابه منهم. أما العقيد رياض باللطيّف، فهو إبن التكوين، قضّى جلّ سنوات عمله بمدرسة الإطارات بصلامبو، لم نعرف عنه سوى الجدّية، والمهنية، والسلوك الحسن والعلاقات المتميّزة مع إطار التدريب والتكوين ومع التلامذة. كما أهنئ السيد وزير الداخلية علي العريّض الذي أصغى إلى مطالب الشعب التونسي والإطارات الشريفة والنزيهة من قوات الأمن الداخلي وبدأ في التغيير الصحيح والصائب المبني على حقائق وملفات دون تسرّع ودون ظلم. وإنّني أدعو بهذه المناسبة كافّة الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي إلى حدّ الآن لم تعبّر عن موقفها الواضح من هذه التغييرات وخاصّة عن موقفها من الوقفة الإحتجاجية التي أراد تنتظيمها المكتب التنفيذي لنقابة موظّفي الإدارة العامة لوحدات التدخّل بزعامة الإتحاد الوطني النقابات المنتخبة لقوات الأمن التونسي ومن نداء العصيان الإداري الذي وجّهه المدعو عبد القادر المثلوثي المتحدّث باسم النقابة على قناة شمس أف أم عشية يوم الثلاثاء 10 جانفي 2012..أدعوها للتعبير عن موقفها من كلّ ماحدث، خصوصا في ظلّ غيابها المقصود عن وقفة يوم الأربعاء 11 جانفي 2012 أمام وزارة الداخلية للحيلولة دون نجاح وقفة العار التي كان من المزمع تنظيمها والتي روّجت لها أيما ترويج القناة الوطنية وجل القنوات التلفزية والإذاعية…
وأخيرا أدعو المكتب التنفيذي لنقابة الإدارة العامة لوحدات التدخّل والإتحاد الوطني النقابات المنتخبة لقوات الأمن التونسي الذي تراجع عن بعض أقواله وقراراته ما إن تمّ توزيع برقيّة حركة النقل والتعيينات الجزئية بالأمس عند الزوال، بالإلتزام بالعمل النقابي الصرف دون طلب إستحقاقات قيادية هي ليست من مشمولات العمل النقابي، وعليهم أن يعلموا بأنّ ليس لوزير الداخلية واجب التشاور في نقل أو تعيين مساعديه مع أيّ طرف كان.. فثورة الغضب من أجل الحرّية والكرامة قامت في كنف الإنضباط الشعبي الملتزم الذي ما إن وقع إنفلاتا أمنيا حتّى جعل لنفسه لجانا تحميه وتحمي أرواحه وممتلكاته وأعراضه، وهو ما يفرض على المؤسّسة الأمنية أوّلا وأخيرا وقبل كلّ شيء الحفاظ على روحها الإنضباطية والحياد التام وعدم السير ضد مطالب الثورة وخدمة الصالح العام في كنف الإحترام والتقدير..
ان الحديث في النتائج والحلول التي قدمت لها هو الخطا الفادح لاغلب النخب وهذا ماجعل الطريق الى الحرية والى الكرامة والى الديموقراطيةوالى العدالة محفوفة بمخاطر جمة وكان على هذه النخب ان تبحث في معالجة الاسباب لا في معالجة النتائج
[…] حوصلة لآداء وزارة الداخلية في حكومة الترويكا + جدول زمن… […]