تجدر الإشارة في هذا المقام أن هذا المقال لا يدعي إجابة دقيقة و نهائية عن السؤال، فهذه مهمة السلطات الأمنية المختصة و القضاء إنما هو محاولة لبسط الاحتمالات الممكنة على طاولة النقاش و البحث.
والسؤال الأول يحيلنا على سؤالين مركزين، هما:
1- في أي محيط كان الضحية يتحرك؟
2- من هم الفاعلون الرئيسيون في هذا المحيط؟
دعونا نتفق على ضرورة عدم القفز على هذين السؤالين، فهما يمثلان المدخل الطبيعي لتفكيك التساؤل السابق، وأيضا لفهم الصورة بطريقة شاملة، لا بالطريقة المجزأة التي تروج إعلامياً و التي هي أقرب للمراهقة الفكرية منها للتحليل الرصين.
يعتبر المرحوم قياديا يساريا تاريخيا من تيار الوطنيين الديمقراطيين. نشط بلعيد في الساحة الطلابية في ثمانيات القرن الماضي. وفيما بعد لم يبتعد طويلاً عن المنتظم السياسي؛ فقد كان قريباً من العمل الحقوقي. وبعد انفتاح الساحة السياسية إثر سقوط بن علي برز المرحوم كناشط سياسي و كقيادي يساري “وطدي”. كما عرف بطروحاته المتطرفة تجاه الإسلاميين.
وقد واكبت عملية الانفتاح السياسي للساحة التونسية جملة من الانفجارات:
1- انفجار حزبي: بلغ عدد الأحزاب التونسية قبل الانتخابات أكثر من 100 حزب، اندثر معظمها إثر الانتخابات وانصهرت بعض الأحزاب على غرار التقدمي وآفاق ليكوّنا الحزب الجمهوري. وعموما تنقسم الساحة إلى ثلاث عائلات سياسية؛ العائلة اليسارية، العائلة الإسلامية والعائلة القومية.
2- انفجار جمعياتي على مستوى المجتمع المدني: إثر الانفتاح السياسي بعد الثورة انخرط العديد من التونسيين في العمل الجمعياتي؛ فنشأت جمعيات خيرية ونسوية وحقوقية وغيرها. كما دخلت العديد من الجمعيات الدولية والمراكز البحثية التابعة لأحزاب سياسية أجنبية بقوة في المشهد. و عموماً يعتبر هذا ظاهرة صحية، لكنها تفسح المجال للاختراق المخابراتي، خاصةً في مناخ اللاّ سُلطة وغياب المسك الجيد للملف الأمني وغياب المؤسسات الدستورية التي تقنّنه.
عند زيارتي الأولى لتونس بعد الثورة لاحظت ظاهرة انتشار الجمعيات القرآنية والفقهية التابعة أساساً للتيار السلفي في نسخته العلمية. ولئن كانت هذه الظاهرة تبشر بتصالح السلطة مع حرية المعتقد وحرية الفهم للنص الإسلامي، إلا أن لها بعض العيوب التي سنعرج عليها عند تناولنا للاعب السلفي كأحد المتهمين في حادثة الاغتيال.
وإلى جانب ذلك تحولت تونس إلى ساحة خصبة لصراع المحاور الدولية. فاصطفت بعض الدول وراء التيار السياسي الإسلامي (اصطف إلى جانب النهضة على المستوى الإقليمي كل من قطر وتركيا ومصر، وعلى المستوى الدولي كل من الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة). بينما اصطفت بعض الدول الأخرى صراحةً ضد التجربة الوليدة وإلى جانب بعض قوى النظام السابق؛ فالسعودية وأغلب محيطها الخليجي دعم بعض التيارات السلفية المزايدة على حركة النهضة الإسلامية، وفي نفس الوقت لقي هذا التوجه دعمًا من قوى المنظومة العميقة وتجلياتها (علاقة الوليد بن طلال بالباجي القايد السبسي وإيواء السعودية للرئيس المخلوع بن علي..). بل حتى سوريا وإن كانت منهكة في الثورة السورية، إلا أنها عبرت في كثير من المناسبات على لسان مسؤوليها أو قيادات أدوات فعلها في المنطقة (السيد حسن نصر الله) على أن الربيع العربي مؤامرة صهيو-أمريكية. وفي مقابل ذلك كله اختارت بعض الأنظمة الصمت والمراقبة (الجزائر، إيران..).
تلك الانفجارات إلى جانب خصوبة الساحة التونسية أمام عامل التدخل الأجنبي أديا إلى تعدد الفاعلين في ساحة العمل العام في تونس. ويمكن تصنيف هؤلاء إلى ثلاثة أصناف رئيسية:
1- لاعبين على المستوى الوطني/المحلي،
2- لاعبين على المستوى الإقليمي،
3- لاعبين على المستوى الدولي.
وهذا يقودنا إلى السؤال المركزي الثاني عن اللاعبين في الساحة التونسية. ويعتبر هذا السؤال مهمًّا جدًّا، لأنه سيقودنا إلى مناقشة التساؤلين التاليين: من هم المستفيدون من هذا الاغتيال؟ وما مدى قوة احتمال ضلوع هذا اللاعب أو ذاك في الجريمة؟
أولا- اللاعبون على المستوى الوطني/المحلي:
ويمكن تقسيم هؤلاء إلى لاعبين سياسين، ولاعبي الصعيد المجتمعي وأدوات الدولة العميقة.
أ- اللاعبين السياسيين:
– النهضة:
وهي اللاعب الأبرز داخل الساحة السياسية والإسلامية. وبما أنها الحزب الأغلبي الذي أفرزته إنتخابات 23 أكتوبر فقد ناله نصيب الأسد من سهام النقد اللاذع الذي كان يوجهه المرحوم شكري. ولما كان المرحوم معارضاً مبدئياً للحركة على المستوى الإديولوجي، وهو ما يعلمه الجميع، فإن أصابع اتهام البعض اتجهت إلى النهضة مباشرةً. فما هي حظوظ هذا الإتهام من المصداقية؟ بالرجوع إلى تصريحات من اتهم النهضة ضمنياً أو صراحةً، نستنتج أن الاتهام ينقسم إلى صنفين؛ إتهام مجاني يفتقد إلى الأدلة والبراهين، وهو لا يعدو أن يكون مجرد تفريغ لشحنات نفسية سلبية، أو أن يكون إتهاما حاول أن يلبس لبوس التحليل الرصين، سواءً من خلال الاستدلال بالتحقيق الاستقصائي الذي قامت به المجلة الإلكترونية “نواة” حول ما راج عن الأجهزة الأمنية الموازية للنهضة، والتي ردت عليه وزارة الداخلية على لسان مستشار وزيرها، السيد أسامة بوثلجة، وأثبتت -حسب رأيي- تهافته وعدم استناده إلى معطيات ملموسة، أو أيضا من خلال الإستدلال بعلاقة مزعومة بين قيادات تاريخية لحركة النهضة (الشيخ الحبيب اللوز) بقيادات أمنية في صلب الوزارة، قال البعض (الصحفي زياد الهاني) أنها كونت مليشيات خاصة تأتمر بإمرة الشيخ. وهو ما ردّ عليه الشيخ اللوز بنفسه. ولمعرفة حظوظ هذا الاتهام من المصداقية، فإنه يجب علينا طرح السؤال التالي: هل النهضة مستفيدة من مقتل شكري بلعيد؟
حسب قراءتي المتواضعة ووفقا للمنطق السليم فإنه لا يمكن أن تكون النهضة مستفيدة من حادثة الاغتيال. فالمرحوم بلعيد لم يكن شخصية محورية في المشهد السياسي التونسي، اللهم إلا إذا حكمنا على حضوره الإعلامي الذي لا يتعدى تأثيره إلى ما بعد الحصة الإعلامية وانتهاء الحوار الدائر فيها. كما أنه لم يكن رقماً صعباً في المجلس التأسيسي ولم يكن له ولا لتياره عمق شعبي يذكر (ولن أدخل هنا في النقاش البيزنطي السخيف حول أعداد المشيعين لروحه إلى مثواها الأخير، وكيف حاول بعض السياسيين ترجمتها إلى أصابع مغطسة في الحبر الانتخابي. فذلك تفكير أقل ما يقال فيه أنه يثير الاشمئزاز). ذاكل على المستوى السياسي. أما على المستوى الميداني، فإن العنف السياسي لا يمكن أن يخدم من هو في السلطة وجاء إليها بشرعية الشعب.
– نداء تونس:
لم يتوقف الحديث عن هذا الجسم السياسي – من ميلاده وبروزه في الساحة باستقطابه لوجوه معارضة عرفت في المشهد الإعلامي أو حتى من المجلس الوطني التأسيسي – عن وصفه بأنه واجهة جديدة لبقايا نظام بن علي؛ بقياداته “الكاريزمية” والقادمة من أزمنة أخرى؛ أزمنة الأرستقراطية وأسر المخزن. وقد تحول الباجي القايد السبسي – زعيم هذا الحزب – من ذلك “البِلْدِي” إلى بيروقراط الزعيم بورقيبة و”أباراتشيكه” الأمني. فعُرف كوجه أمني ووجه سياسي تحدثت المصادر عن احترافه للتعذيب وقتله للمعارضين وتزويره الانتخابات. وعرف الحزب بكوادره اليسارية الاستئصالية التي لم تتورع في التعامل مع الطاغية المخلوع، بن علي، كما عرف الحزب بامتداداته في الإدارة التونسية وضمن المركب المالي الأمني التقليدي. وقد اعتبر العديد من المتابعين انه من الطبيعي أن تكون تركيبة بهاته الشاكلة على رأس المتهمين بجريمة الاغتيال وذلك لعدة أسباب، لعل أهمها:
– امتدادات بعض القيادات الندائية صلب الأجهزة الأمنية، التي أصبحت حسب بعض الملاحظين عرضة للاختراق أكثر من أي وقت مضى.
– على اعتبار أن نداء تونس من أهم المستفيدين من توتير المناخ السائد في البلد. وقد أعطت الجريمة الذريعة للباجي قايد السبسي للدعوة العلنية والصريحة بحل المجلس الوطني التأسيسي، بما يعني الانقلاب على الشرعية.
– الجبهة الشعبية:
اتجهت بعض أصابع الاتهام أيضاً إلى الصف الجبهوي نفسه، وذلك اعتمادا على أدلة أراها ضعيفة، ومن ذلك عملية قياس مسقطة وفاسدة لحادثة اغتيال شكري بلعيد بحادثة مقتل الرمز التاريخي اليساري ترويتسكي على يد صديقه ورفيق دربه ستالين في إطار الصراع على الزعامة، والمتهم حسب هذا القياس هو السيد حمة الهمامي. وأعتبر هذا الاتهام الذي سيق على صفحات الفاسبوك اتهاما متهافتا وصادرا عن نظرة مراهقة، فلا وجه لمقارنة ستالين بعدته التنظيمية وعتاده الأمني بحمة الهمامي، ولا لمقارنة ترويتسكي بالمرحوم شكري بلعيد.
ومع ذلك أقول أن أقل ما يقال في المحيط الضيق الذي كان المرحوم يتحرك فيه، وهو تيار الوطنيين الديمقراطيين (الوطد)، أنه محيط مشبوه. ولأخذ فكرة عنه أدعو الجميع للرجوع إلى تاريخ هذا التيار الذي عرف في ثمانيات وتسعينات القرن الماضي بدخول الكثير من رموزه في أجندة السلطة، حيث اضطلع الكثير منهم مراكز حساسة في الأمن؛ ومن هؤلاء محمد الناصر، شهر حلاس، الذي كان مدير الأبحاث الخاصة التابعة لإدارة الاستعلامات العامة المتفرعة عن الإدارة العامة للمصالح المختصة. ومنهم أيضا من انخرط في سلك القضاء فأفسد، أمثال القاضي الفاسد وعميد المحاكمات السياسية في العهد البائد المدعو محرز الهمامي. إضافة إلى أنهم كانوا جزء من لجان تفكير التجمع المنحل.
ب- اللاعبون على الصعيد المجتمعي:
يعتبر التيار السلفي أهم لاعب على الصعيد المجتمعي؛ فقد اختار هذا التيار منذ البداية النأي بنفسه عن اللعبة السياسية مع أنه ظل عنصرا مؤثرا فيها. وعند تناول الظاهرة السلفية بالتحليل يجب التأكيد على أننا أمام “سلفيات”، وكما هو الحال داخل المدرسة اليسارية فإن الرؤى والفُهُوم هنا أيضا تتعدد من سلفية إلى أخرى. وعموما يمكن تقسيم المدرسة السلفية إلى مدرستين:
– مدرسة السلفية العلمية:
وهي تنشط أساساً ضمن الفضاء الجمعياتي الدعوي. وحسب دراسة رصدت الظاهرة السلفية، تنشط هذه المدرسة تحت إطار 24 من مجموع 120 جمعية إسلامية. وتتوزع نشاطاتها بين غالبا بين المجال الخيري والمجال التربوي التثقيفي (رياض أطفال، دروس دينية للكبار..). ويمكننا أن نخرج باستنتاج أولي أن هذه المدرسة تكتفي بالعمل السلمي في الميدان الاجتماعي والجمعياتي.
وعموماً إذا أخذنا التيار السلفي العلمي في حد ذاته بمعزل عن المؤثرات الخارجية فإني أرى أن فرضية مقتل المرحوم شكري بلعيد على يد السلفية العلمية أمر مستبعد.
– مدرسة السلفية الجهادية:
وهذه تمثل مصدر صداع متواصل للنظام الوليد بسبب انفلاتها، ويمكن القول بأنها – إن صح التعبير – ظاهرة “لا فقرية”، فهي بدأت تنشط في شكل خلايا وجيوب صغيرة، ثم ظهرت مع تطور الأحداث بوادر محاولات تنظيمية داخلها. وبالرجوع إلى عملية اغتيال شكري بلعيد وباستدعاءنا للاعب السلفي الجهادي كمتهم محتمل، يتبادر للأذهان أن هذا الأخير لا يمكن إلا أن يكون المتهم الرئيسي، ولا يمكن لأصابع الاتهمام أن تتوجه إلى أحد قبله، ومبررات ذلك جاهزة، وهي التالية:
– ميل هذا التيار للعنف وتبنيه المبدئي والعلني للعمل المسلح،
– عداوة السلفيين الجهاديين الصريحة والعلنية للشخصيات اليسارية، لا سيما العناصر الاستئصالية منها، والمرحوم ينضوي تحت هذا التصنيف حسب فهمهم،
– العداوة المبدئية التي يكنها المرحوم للإسلاميين عموما للسلفيين الجهاديين خصوصا، وهو ما يعبر عنه صراحة في طروحاته.
ومع ذلك ينبغي أن نحتكم – للنظر في فرضية ضلوع التيار السلفي الجهادي في جريمة اغتيال بلعيد – إلى السؤال المعتاد “هل التيار الجهادي مستفيد من جريمة اغتيال بلعيد؟”
الأكيد أن مقتل المرحوم شكري بلعيد لن يضيف الكثير للسلفيين الجهاديين. فمشكلة هؤلاء الأساسية ليست مع الناشطين السياسين بقدر ماهي “مع أولياء الأمر الذين يحتكمون إلى القوانين الوضعية والذي يأتمرون بأوامر الكفار من اليهود والأمريكان”. كما أن مقتل بلعيد سيضعهم في دائرة الضوء وفي موضع الاتهام مما يحد من هامش حركتهم ومناوراتهم. كما أن من عادة السلفيين الجهاديين تبني عملياتهم من أجل البروباجندا.
وقبل الانتقال إلى اللاعبين الآخرين تجب الإشارة إلى أن العناصر الجهادية التونسية معلومة ومحدودة ومتابعة من قبل الأمن التونسي. وبالتالي لا يصدق العقل أنهم تحصلوا على هذا القدر من حرية الحركة، بما يمكنهم من التخطيط لاغتيال ناشط سياسي فيرصدونه ويغتالونه ويؤمنون مسلك العودة. كما أن وصول سلاح الجريمة (Colt حسب بعض التسريبات الإعلامية) إلى أيديهم وتنفيذ الجريمة في العمق التونسي (في العاصمة، بل في حي المنزه، وهو أحد أرقى أحيائها) يعدّ في نظري أمرا صعبا، اللهم إلا بمشاركة أيادي أخرى.
ج- أدوات منظومة الدولة العميقة:
في المدة الأخيرة انتشر الحديث في الساحة الإعلامية عما يسمى بمنظومة الدولة العميقة. وتم استحضار هذا المصطلح من الحقل الدلالي السياسي التركي (Derin devlet)، وهو مصطلح يصف شبكة علاقات تكونت وتجذرت على مدى سنين منذ الاستقلال، وأسميها شخصياً “شبكة صيغة حكم 56”. وهي تتكون أساساً من شبكة مصالح تتوزع بين الإدارة والأمن ولوبيات رؤوس الأموال.
– الجهاز الأمني:
لن أقف طويلاً لتوصيف طبيعة الجهاز الأمني ودوره في حياة التونسيين، وهو الجهاز الذي يُعتبر الباجي قايد السبسي أحد آبائه الروحيين ويُعتبر الجنرال بن علي مهندس ماكينته. وسأنتقل مباشرةً إلى تحليل ما إذا كان هذا اللاعب مستفيد من جريمة الاغتيال.
لا يختلف اثنان على أن الجهاز الأمني وقع تحجيمه بصفة كبيرة من قبل العمل الثوري. فلم يعد اللاعب الرئيسي في الساحة بعد أن كان عصا بن علي الطويلة التي كان يشرف عليها بنفسه ويبطش بها. كما أن وزارة الداخلية كانت الوزارة التي تحصل على نصيب الأسد من اعتمادات الدولة. أما بعد الثورة فقد اختلف الوضع، حيث أصبح لزاماً على القيادات الأمنية أن تنصاع للسلطة السياسية في الدولة، فتراجع نفوذ هذا الجهاز ليبرز نفوذ المؤسسة العسكرية.
ومن هذا المنطلق فإن جريمة اغتيال شكري بلعيد تخدم مصلحة هذا اللاعب. ذلك أن توتر الأجواء يبرز من جديد إلى الصورة معادلة الأمن مقابل عدم المحاسبة والأمن مقابل دور أهم في اللعبة. كما أن بعض الملاحظين للساحة التونسية يرون أن لبعض الجيوب داخل الجهاز الأمني شبكة علاقات مع بعض القيادات السياسية لبعض الأحزاب وبعض لوبييات ما عرف بالمركب الأمني المالي.
– اللوبيات:
أدت الاختيارات الاقتصادية لنظامي بورقيبة وبن علي إلى بروز حزام من اللوبيات وشبكات المصالح حول صاحب القرار السياسي. وهي لوبيات تتوزع بين ماسكٍ للقطاع السياحي وبين ماسكٍ للقطاع الصناعي. وقد استفادت هذه الطبقة الأوليقارشية من قربها من الشخصيات النافذة والمطابخ السياسية، فاستثرت ثراء فاحشا، ونهبت مقدرات الدولة. ومع سقوط النظام البنعلي وجدت هذه الشبكة نفسها مكشوفة أمام قوى الثورة. ولاشك في أن فتح أي ملف من ملفات الفساد الإداري والمالي سيكون سببا في سقوط الكثير من الرؤوس، ولذلك فإنه يعتبر خطاً أحمر بالنسبة للحيتان الكبار. وهو ما يطرح إمكانية ضلوع أحد حلقات هذه الشبكة في عملية الاغتيال، التي يمكن أن تكون رسالة موجهة إلى صانع القرار السياسي. وأدوات فعل هذه اللوبيات متعددة وذلك لتعدد شبكة علاقتها في الداخل والخارج وحتى داخل المؤسسة الأمنية.
2- اللاعبون الإقليميون:
– الجزائر:
من الأكيد أن جنرالات الجزائر لم يستسيغوا الثورة التونسية. والأكثر تأكيدا هو أن بن علي كان أقرب لـ”قلوبهم” من الجبالي والمرزوقي وبن جعفر. ومنذ سقوط بن علي والنظام الجزائري يراقب النظام الجديد في تونس بكثير من التوجس والريبة.. توجس وريبة مفهومان بالنظر إلى خوف نظام بوتفليقة من انتقال داء حمى الثورة إلى “جملكيته”، خاصةً إذا استحضرنا ما جناه الشعب الجزائري حين اختار الديمقراطية فأدى ذلك إلى صعود أطراف إسلامية لم تعجب العسكر. ويعتبر النظام الجزائري متضررا إقليميا بارزا من الربيع العربي. فقد أفقده حليفاً قوياً (بن علي) وعزل النظام أكثر عن عمقه الشعبي. وبالعودة لقضية اغتيال المرحوم بلعيد، وبتحليل ما إذا كان اللاعب الإقليمي الجزائري ضالع في عملية الاغتيال، فإن ذلك يوجب علينا العودة إلى التاريخ القريب، لتسليط الضوء على منطق الفعل السياسي الذي احتكم إليه هذا النظام حين استشعر خطراً على وجوده.
فالمؤسسة العسكرية الجزائرية تعتبر الحاكم الفعلي للبلاد. وتتمثل نواة الفعل السياسي والأمني لهذه المؤسسة في مجموعة من الضباط من تلاميذ المدرسة السوفياتية العسكرية والمخابراتية النجباء. وهذه المؤسسة أنشأها الرئيس المرحوم الهواري بومدين على أسس صلبة، متماسكة، شديدة التعقيد تنظيمياً، وهي ماسكة للميدان بشكل جيد. ولقد كانت مرحلة أواخر الثمانيات وأوائل التسعينات مرحلة فارقة في تاريخ الجزائر الحديث، حيث شهدت البلاد أول انتخابات ديمقراطية شفافة، أدت إلى صعود التيار الإسلامي ممثلاً في جبهة الإنقاذ إلى سدة الحكم، وهو ما مثل قرارا شعبيا لم يسعد به جنرالات الجزائر. فما كان من هؤلاء إلا أن أوقفوا المسار الديمقراطي بقوة الدبابة، وهو ما أدخل البلاد في عشرية من العنف الدموي، لم يتعافى البلد من آثارها إلى حد الآن.
وبالرجوع إلى شهادات عسكريين ورجال مخابرات جزائرين سابقين يعيشون حالياً في المنفى، نكتشف أن المؤسسة العسكرية الجزائرية تعاملت مع الأزمة آنذاك أساسا بسياسة أمنية واستخباراتية. حيث عملت على تشجيع التناقضات وعلى تعفين الأجواء وتوتيرها عن طريق التعامل العنيف والحاد ميدانياً مع الإسلاميين، بالاعتقال والتعذيب من جهة، ومن جهة أخرى بالعمل الاستخباراتي تحت الأرض بتدبير عمليات اغتيالات ممنهجة وباختراق جماعات إسلامية متشددة تعمل في السرية وبإنشاء ماكينات قتل بـ”اللحيّ”. فوظفت المؤسسة العسكرية بذلك أدواتها الاستخباراتية أحسن توظيف، واخترقت ومارست عمليات استخبارية جد مركبة تعرف في عالم المخابرات بعمليات عمليات الرايات المزيفة إن جازت الترجمة (False flag operations).
وإذا اصطحبنا هذا التاريخ الحافل بالخبرات الاستخباراتية وربطناه بالموقف المتوجس من الثورة وتجربة الانتقال الديمقراطي من جهة، وبما عند النظام الجزائري من عداء تقليدي للإسلاميين، فإنه لا يمكن استبعاد النظام الجزائري من دائرة الاتهام في مقتل المرحوم بلعيد، وذلك للأسباب التالية:
– كون النظام الجزائري له مصلحته في توتير الأجواء في تونس وخلط الأوراق، ومن ثم يساهم في إفشال التجربة الديمقراطية الوليدة فيها.
– كونه عالي قدرة واسع الخبرة في اختراق صفوف الجماعات المتشددة.
– سهولة التحرك في الساحة التونسية لغياب المسك الجيد للملف الأمني الميداني.
– السعودية:
لا يختلف موقف النظام السعودي من الثورة التونسية وقوى الانتقال الديمقراطي عن موقف شقيقه الجزائري. ويشاركه في ذلك نظراؤه من بقية الأنظمة العربية. ولم تكن علاقة المعارضة التونسية مع النظام السعودي علاقة ودّ. فقد كان الشيخ راشد الغنوشي ممنوعا من زيارة الممكلة ولو للقيام بمناسك الحج. وليس الموقف من بقية زعماء المعارضة التونسية بأفضل حال منه. وقد تأزمت العلاقة بين التونسيين والنظام السعودي الذي آوى الرئيس التونسي المخلوع بعد سقوطه. وبعد انتخابات 23 أكتوبر وبروز حركة النهضة كقوة وطنية رئيسية وحزب أغلبي لم تفلح محاولات بعض الساسة من تونس في ترطيب الأجواء بين الطرفين.
وإذا أضفنا إلى ذلك الصراع الإقليمي الذي نشب في السنوات الأخيرة بين النظامين السعودي والقطري، إلى جانب اختيار هذا الأخي التحالف مع الاخوان المسلمين، فإننا سنفهم أهمية الساحة التونسية كإحدى ساحات الصراع الإقليمي. وبالتالي فإن توتير الأجواء في تونس يسهمفي إفشال التجربة الديمقراطية فيها، وهذا يصب في مصلحة نظام آل سعود.
ويرى بعض الملاحظين أن النظام السعودي اختار الدخول إلى الساحة التونسية من البوابة الخلفية، عبر النشاط الدعوي لجمعيات السلفية العلمية. وكما ذكرنا آنفا، فإن جزء من الجمعيات المنضوية تحت المدرسة السلفية العلمية تربطها علاقات قوية مع مؤسسات وشخصيات سعودية نافذة، خاصةً هيئة المناصحة التابعة للأمير السعودي المرحوم نائف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي السابق. وقد عُرف هذا الأمير بتبنيه لنظرية “الأمن الفكري”. وتجدر الملاحظة هنا أن من بين الشرائح المجتمعية التي تتردد على هذه الجمعيات مجموعة من العناصر المتطرفة والمستعدة لممارسة العنف. ولا شك في أن الكثير ممن يتردد على تلك الجمعيات هم ممن يريدون تزكية النفس وطلب العلم الشرعي، إلا أن هناك سيناريو آخر، قريب من السيناريو الجزائري، يطرح إمكانية الاختراق المخابراتي للساحة السلفية العلمية عبر عناصر سلفية قد تكون دخيلة عليها من جهة نظرتها للمسألة السياسية، وتكون قد وصلت إلى المرحوم بلعيد بيد سلفية المظهر، أمنية الفكر والأسلوب.
– محور إيران/سوريا/حزب الله:
لا شك أن النظام السوري البعثي، العسكري هو أول المتضررين من الربيع العربي، فقد امتدت أحداثه إلى العمق السوري. ولا يقل النظام الإيراني وأهم أدواته في المنطقة (حزب الله) عن ذلك تضرراً. فسوريا تعتبر الحلقة الوحيدة الرابطة بين إيران وأدواتها في العمق العربي. فإذا انفكت هذه الحلقة انفك المحور الإيراني كله. فسوريا هي الرئة التي يتنفس حزب الله من خلالها، وهي منفذه الوحيد إلى البحر وإلى العالم عبر طريق بيروت – دمشق. وإذا وضعنا أنفسنا في موضع أصحاب القرار السوري أو الإيراني ورأينا المسألة بهذه النظرة الشاملة وانطلقنا من منطق فعلهم السياسي والإستراتيجي، فإنه من البديهي أن نفكر في عملية خارجية نوعية تضرب عدة عصافير بحجر واحد:
– خلط الأوراق في الساحة التونسية، ساحة فعل لاعبين وقفوا إلى جانب الثورة السورية ودعموها في المحافل الدولية.
– خلق حالة استقطاب داخل الساحة التونسية، تنتهي بتدويل الأزمة الداخلية على نمط قضية اغتيال المرحوم رفيق الحريري.
– تصدير أزمة النظام السوري خارجياً، كمحاولة أخيرة يائسة لإقناع شعبه أو المجتمع الدولي بأن الاستقرار لا يتعايش مع الديمقراطية.
3- اللاعبون الدوليون:
– فرنسا:
وهي تعتبر من أبرز الخاسرين جيوسياسياً من ثورات الربيع العربي. ذلك أن منطقة شمال إفريقيا تعتبر تاريخياً منطقة نفوذ وعمق إستراتيجي للاعب الفرنسي. ولعل من أكبر الأخطاء القاتلة لساركوزي وفريقه هو سوء تقديره للموقف السياسي في تونس، فقد اختار الاصطفاف وراء نظام بن علي إلى آخر لحظة، وهو ما أثر على صورة فرنسا “الديمقراطية” في أعين الشعب التونسي ونخبته الجديدة. ومما زاد الطين بلة أن أصحاب القرار في تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر توجهوا شرق وغرب باريس؛ فأعادوا بذلك ترتيب العلاقات التونسية الخارجية بطريقة راديكالية من خلال الانفتاح على ألمانيا، ثالث قوة اقتصادية في العالم والقاطرة التي تجر الاتحاد الأوروبي، ومن خلال التوجه إلى واشنطن ولندن وطوكيو وبكين. مما حسّس النظام الفرنسي بأن تونس تخرج من بين يديه بعد عقود من التبعية. وهو ما دفع بفرنسا إلى الدخول في مغامرة مالي ذات الأبعاد الجيو-إستراتججية؛ فهي من جهة تضع يدها على مخزون من اليورانيوم ومن جهة أخرى توفر لنفسها موطأ قدم في الحديقة الخلفية لدول شمال إفريقيا، وهو ما يسهل عليها أي تدخل يضمن استمرار من بقي من حلفائها (النظام الجزائري أساساً). ففرنسا مستفيدة من جريمة اغتيال المرحوم شكري بلعيد، إذ هي تعطي لها ذريعة التدخل في الشأن التونسي (تصريحات وزير الداخلية الفرنسي) وتضع حلفاءها في تونس (بعض أدوات منظومة الدولة العميقة – من لوبيات المركب المالي الأمني – وتجلياتها من بعض الأحزاب السياسية، أساساً نداء تونس) في موقع متقدم ومريح.
– إسرائيل:
إن أي ارتباك وتوتر في الساحة العربية عامةً والتونسية خاصةً يصب أول ما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني. فصعود حركة النهضة – كقوة سياسية تقود البلاد ونجاحها مع بقية شركاءها في إرساء جمهورية ثانية تقوم على إعلاء قيم المؤسسات مما يعطي الدليل الملموس والواضح على تصالح الفكر السياسي ذي الخلفية الإسلامية مع الديمقراطية – لا يخدم مصالح إسرائيل بتاتاً. وإذا أخذنا ذلك بعين الاعتبار واستحضرنا تاريخ إسرائيل الحافل بالعمل الاستخباراتي وخاصةً في مجال الاغتيالات، فإننا لا نستطيع أن نستبعد اليد الإسرائيلية من عملية الاغتيال.
وفي نهاية هذه المحاولة التحليلية – التي لا تدّعي امتلاك الحقيقة، وإنما هو مجرد تجميع بعض قطع الـ puzzle – لا بدّ من الدعوة إلى نبذ ما هو شائع في الأوساط الإعلامية والسياسية المعارضة في تونس من محاولات لتغييب قراءات لحساب قراءة معينة في قضية مقتل شكري بلعيد، ومن ذلك تغييب قراءة اليد الأجنبية أو يد الدولة العميقة لحساب قراءة مبطنة توحي بأطراف قريبة للتيار الإسلامي. ذلك أن الموضوعية والمهنية تقتضي البعد عن التوظيف السياسوي للأحداث والتوجيه الإعلامي غير البريء للرأي العام.
Excellent analysis. It’s sad to see many pointing the finger to Ennadha as if it needs more problems than what it is in!!! There is no logic to what our CREME DE LA CREME politicians like Si El Baji tried to put the blame on Ennahdha! Si El Baji wanted to dissolve the parliment, have a government of technocrat and basically PUT ASIDE WHAT TUNISIANS DECIDED on October 23rd, 2011!!! That’s nuts to say the least. LOVE TUNISIA! /EC
للأسف بعد قراءبي لهذا التحليل الذي يزعم كاتبه أنه معمق وردت بخاطري ملاحظتين :
ّإما أن الكاتب يحسب نفسه أنه محايدا و غلبت عليه ميولاته الإديولوجية أو الفكرية و يتجلى ذلك خاصة عندما يتخذ في بعض الأحيان مواقف شخصية و قي أحيان أخرى يسندها إلى مجهول
أما الفكرة الثانية فقد بدى لي أن الكاتب إما يتعمد عدم التطرق إلى أفكار يستبعد ذكرها أو أنه له بعد نظر محدود لا يمكنه في بعض الأحيان أن ينتبه إلى فرضيات و استنتاجات أخرى
السلام عليكم،
شكراً أختي بسمة على الملاحظات الجادة.
عبرت في مقالي أني سأحاول التجرد قدر الإمكان كما عبرت على أن هذه المحاولة لا تدعي الماماً بالحقيقة و لا إحتكاراً بمعرفتها.
أدعوك و ادعو بقية الأصدقاء و الصديقات إلى إماطة اللثام على بقية الفرضيات التي غابت عن تفكيري القاصر.
تحية و السلام
je ne suis pas de votre avis , quant à la question du mobile, la question ne se pose pas ainsi, mais plutôt je crois personnellement que Chori belaid n’a pas été choisie comme une figure de gauche pour être assassiné mais plutôt comme un homme qui a des informations , qui’il faut éliminer de suite et même à 8 h du matin.
et finalement ce que me laisse perplexe c’est le faite même après sa mort les gens ” Nahdhaouit ” cherche le moindre élément dans sa vie pour le faire sortir, comme élément accusateur de la victime.
je ne suis pas aussi d’accord surtout pour la responsabilité morale des dirigent de la mouvance islamique qui déclaré que cette homme est mécréant.
والخوانجي تهمزو مرافقو !! ليس سوى مقال يتظاهر صاحبه بالحياد والتحليل العميق، أعترف بأني اكتفيت بالقاء نظرة على عناوين محاور المقال لكي أخمن مدى عمق ونزاهة الأفكار المطروحة. لن أضيع وقتي في قراءة هراء مماثل
كيف لمن يختفي وراء الأسماء المستعارة أن يقارع الحجة بالحجة و أن يكون موضوعياً و يبتعد عن التجريح و الحكم على النوايا؟ طبعاً لا يمكن.. هو يمارس ما يمارسه في الفضاءات الحرة لتفريغ شحنات نفسية سالبة لا أكثر.
سعيد لمرورك يا أخي و لكن لم أجد ما أناقشك فيه فقد مررت مرور الكرام كما سبق و أفصحت.
تحياتي
Etre d’accord avec vous ou pas est pour moi d’une seconde importance. Le plus important pour moi c’est la tentative serieuse (et assez reussie) d’etre objectif et d’ouvrir de nouveaux “horizons” dans une analyse. Je pense que ça manque beaucoup a nos journalistes “professionnels” ou meme citoyens. Mais je suis optimiste. ça viendra avec le temps, la patience et la bonne volonte. Ce n’est pas evident pour un peuple d’apprendre a parler (ecrire) ou ecouter (lire) de façon democratique et critique apres tant d’annees de silence corrompu. Merci et mes encouragements.
تحية أختي فاطمة،
سعيد للمرور و سعيد أكثر أن محاولتي التحليلية لاقت لديك هذا القبول النقدي الذي أتفهمه.
أشاطرك الرأي في نقطة حرفية و مهنية رجال اعلامنا. الكثير منهم لا يحترمون المنبر الذي هم مؤتمنون عليه.
أنا أيضاً متفائل بالمستقبل.
استوقفتني بعض الجمل التي فرضت عليا تساؤلات عديدة مع احترامي لوجهوداة الكاتب : ـامتدادات بعض القيادات الندائية صلب الأجهزة الأمنية
ففرنسا مستفيدة من جريمة اغتيال المرحوم شكري بلعيد، إذ هي تعطي لها ذريعة التدخل في الشأن التونسي (تصريحات وزير الداخلية الفرنسي) وتضع حلفاءها في تونس
(بعض أدوات منظومة الدولة العميقة – من لوبيات المركب المالي الأمني – وتجلياتها من بعض الأحزاب السياسية، أساساً نداء تونس)
فعُرف كوجه أمني ووجه سياسي تحدثت المصادر عن احترافه للتعذيب وقتله للمعارضين
أول لا أستطيع الجزم بأنك حاولت ولو قليلا التخلي عن ميولاتك
ثانيا أخي الكريم هل أنت متأكد ان حزب نداء تونس لديه أذرع في وزارة الداخلية تعمل لصالحه؟ إن كنت كذلك فل تنر الرأي العام و السلطات لأن ذلك يعتبر مؤشرا خطيرا على التحول الديمقراطي في بلادنا
ثالثا أنت قمت بإلقاء الإتهامات جزافا(تهمة التعذيب) و الحال ان اليات العدالة الإنتقالية لم تفعل بعد
كخلاصة أنا أشكرك علا عملك لكن ميولاتك دفعت للتسرع في بعض النقاط
تحية أخي و شكراً للمرور
يبدو أنك لم تركز كثيراً مع الفكرة، أو انني لم أوفق في إيصال فكرتي في هذا الجزء: أنا أقدم فرضيات و لم أجزم بشيء
تحياتي
في الحقيقة يبدو التحليل المقدم يعتمد على معطى اساسي وهو عدم تغييب اي فرضية ممكنة خاصة اذا تم الانطلاق من السؤال الذي غيبه الجميع وهو من المستفيد من مقتل بلعيد ولكن نريد ان نعلم رايك عن امكانية او احتمال وجود صفقة بين جميع الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية في تونس لترخريج مسرحية يتهم من خلالها الاضعف وبالتالي يستفيد الجميع النخبة الحاكمة وكذلك المعارضة
قراءة لا تخلو من وجاهة
شكراً أخي على إنارة هذا الجانب من القضية
في الحقيقة يبدو التحليل المقدم يعتمد على معطى اساسي وهو عدم تغييب اي فرضية ممكنة خاصة اذا تم الانطلاق من السؤال الذي غيبه الجميع وهو من المستفيد من مقتل بلعيد ولكن نريد ان نعلم رايك عن امكانية او احتمال وجود صفقة بين جميع الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية في تونس لتخريج مسرحية يتهم من خلالها الاضعف وبالتالي يستفيد الجميع النخبة الحاكمة وكذلك المعارضة
ما اردت التساؤل عنه هو ما بدا يتداول اليوم بان طرفا سياسيا وراء مقتل بلعيد واذ نعتقد ان الحكومة الحالية قد تعجز عن التصريح بالطرف الحقيقي الذي يقف وراء الاغتيال اذا ما كان هذا الطرف اقليميا او دوليا او حتى محليا وله العمق والامتداد الذي يرهب هذه الحكومة من التصريح باسمه هل يمكن ان تقع هذه الحكومة في زلة توجيه اتهام يخدمها ويخدم المعارضة وبذلك يغلق الملف
ما اردت التساؤل عنه هو ما بدا يتداول اليوم بان طرفا سياسيا وراء مقتل بلعيد واذ نعتقد ان الحكومة الحالية قد تعجز عن التصريح بالطرف الحقيقي الذي يقف وراء الاغتيال اذا ما كان هذا الطرف اقليميا او دوليا او حتى محليا وله العمق والامتداد الذي يرهب هذه الحكومة من التصريح باسمه هل يمكن ان تقع هذه الحكومة في زلة توجيه اتهام يخدمها ويخدم المعارضة وبذلك يغلق الملف
تحليل رائع بأتمّ معنى الكلمة و يظهر فيه وعيا سياسيا و مقدرة على التحليل العميق للأحداث و الوقائع شكرا لك أخي
شخصيّا إستبعدت في البداية ضلوع حركة النهضة في الإغتيال بنفس المنطق الذي فكّر به الكاتب ولكنّ تبيّن لي بعدها أنّ النهضة قد تستفيد من إغتياله! كيف ؟ الأمر بسيط, تصوّر أن النهضة تملك خطّة محكمة للإغتيال تبعد عنها الشبوهات (السيطرة على الأمن, السيطرة على القضاء, وعود للقاتل بتهريبه من البداية أو تهريبه لو كشف أمره إلخ..) ألن يستفيد الحزب الحاكم من هذا ؟؟ ستقول لي و ما الهدف ؟؟ الهدف واحد : إخافة الشعب و الطبقة السياسيّة و العناد في المعارضة إلخ..
هذا لا يعني أنّي أعتقد أنّ النهضة هي الفاعل لكن على الأقل مسؤليّتها السياسيّة كبيرة نظرًا لتنامي ظاهرة العنف و عدم التصدّي لها بل تشحينها و توليعها..
بعيدا عن الأجندات الخارجيّة أعتقد أنّ المتّهمين الآخرين هما :
-أزلام النظام السابق و لا أتّفق معك في حصر هذا الإحتمال في الباجي قايد السبسي و إن كان غير مستبعد
– السلفيّة الجهاديّة أو إنفلاتات في القواعد النهضاويّة خاصّة أنّنا نعلم دور شباب النهضة في التخطيطات الأمنيّة المعقّدة كعمليّة تفكيك مخطّط إغتيال شخصيّات معروفة من قبل رجل الأعمال دمّق و إبنه, أمّا التيّارات الجهاديّة فكما أشرت أنت فهي متعصّبة و يمكن لها القيام بذلك و بدون أن تتبنّى ذلك, فهي ستستفيد أكثر لو لن تتبنّى العمليّة.
أمّا في ما يخص إمكانيّة قتله من قبل رفاقه في الوطد فأنت لم تعطي أي حافز لهذا العمل و أعتبر ذكر هذا الإحتمال قليل المسؤوليّة و فيه الكثير من سوء النيّة !!
الكاتب لم ياتي بشئ جديدكل الي قلوه حكوه قبله اللعبة هو ان الكاتب كثر من الفر ضيات هومتعمد في طر ح كل هده الفر ضيات حتي القارئ لا ير كز علي جهة معينة
قواعد
يقدم الكاتب نفسه كمهندس معلومات عادة يكون مهندس المعلومات دقيق في فرضياته قانون الفرضيات له
قواعد وله نقاط مشتركة فمثلا حتي ولو كانت ايران ور اء
العملية
فلا تعتبر اير ان فرضية ان لن ثضع نقاط مشتر كة بين المر حوم واير ان
C’est pas un article d’investigation et l’analyse n’est pas objective car il y a de façon intrinsèque une prise de position non nuancé en parlant de quelques éléments patriotes démocrates qui ont viré de bord pour passer à l’ RCD ou ministère de l’intérieur ainsi que de faite de faire des jugement de valeur comme dire que les idées de chkri belaid était extrémistes …. ce sont des éléments non digne d’intérêt à moins de vouloir pousser le lecteur moyen loin de la piste islamiste
تحليل ممتاز ….سؤال للكاتب : من أكثر المستفيدين من قتل شهيد الوطن شكري بالعيد ؟ …سؤال ثاني: ألا يري الكاتب أن دور الجهات الخارجية تم تضخيمه ؟ … من يريد سوء بالثورة في تونس يقتل قيادات من النهضة .. أعتقد أن من يريد تأجيج الوضع و نشر الفوضى أنه لا يلجأ إلى قتل المرحوم بالعيد .. والسبب أن بالعيد هو أقدر قيادي في تونس قادر على تهييج الشارع (حمة كبر و تعب ! )… صراحة ..النهضة والداخلية هم أكثر المستفيدين من مقتل شكري بالعيد .. والسبب حسب رأي الشخصي هو أن بالعيد سبب لهم الكثير من المشاكل في دعمه للعديد من الإضطرابات (بن قردان – سليانة – الكاف …) . … طبعاً تقرير نواة ، و مدى التصغير من جريمة القتل و شخصية المرحوم من قبل قيادات وأنصار النهضة ما هي الا عوامل أخرى .. والله أعلم
شكراً للمرور أخي.
إجابة على سؤالك الأول: حقيقة لا استطيع ترجيح جهة على حساب جهة لشح المعلومات عندي فمحاولتي التحليلية تحاول تجميع أجزاء الpuzzle المبعثرة.
إجابة على سؤالك الثاني: أرى أن الدور الخارجي لم يقع تضخيمه فهو عامل موضوعي في السياسة التونسية منذ العهود السابقة و الأيادي الإقليمية و الدولية لم تكن بعيدة عن السياسة التونسية يوماً.
من يريد للثورة شراً لا يقتل النخب التي افرزتها الثورة (اسلاميين أو يسار) فهذا يعطي مشروعية إضافية لهم و يؤدي إلى إلتفاف شعبي حولهم (خاصة النهضة).
المرحوم بلعيد ليس “قيادياً ثورياً” كما سوق له بعد وفاته رحمة الله عليه. هو يساري راديكالي و خصم اديولوجي للإسلاميين (و هذا حقه) و منطق فعله السياسي ينطلق من هذين المعطيان. دور بلعيد في الإضطرابات -لو صح- دور ثانوي فهو لا يملك كل خيوط التعبئة و التجييش. تقرير نواة لم اقتنع به و فيه بعض الثغرات.
ملاحظة: محاميي الدفاع عن بلعيد تحدثوا عن دور لجزائرين في عملية الإغتيال..
كلام منطقي … شكراً
نشكر الكاتب على هذا التحليل العلمي و المنطقي التي كشف فيه كل اللاعبيين في الساحة التونسية شرقا و غربا . و لكني اريد ان اسأل الكاتب هل يرجح مثلي و مثل العديدين من الشعب التونسي ان المستغدين بدرجة اولى من خلق الفوضى في تونس و عدم نجاح التجربة الديمقلراطية الناشئة فيها
هم ال سعود و بدرجة اولى حكام قطر. الا يريدون بعدم نجاح تونس اقناع شعوبهم الرافضة لهم اصلا
بان الديمقراطية هي حمام دم و تفكك و تناحر و اقتتال
انظروا الى نتائج الديمقراطية الى ماذا ادت
تحليل جميل لكن فيه بعض الإنغاص وعدم الحياديه قليلا
c’est une analyse ou plutot de la Pub à Ennahdha??
ce n’est pourtant pas sorcier de deviner l’interet d’ennahdha à commettre un tel crime!!
c’est faire peur à tous ceux qui osent ouvrir la gueule! la preuve , ou est passé UGTT?? ou sont passés la opposants solides qui avant le 06 fevrier etaient sur les plateaux de la télé?