Armee

أكّدت مصادر عسكريّة بأنّ الجيش الوطني كثّف منذ الساعة السادسة من صباح اليوم الجمعة 02 أوت من طلعاته الجويّة وانتشاره الميداني في محمية الشعانبي في اطار استراتيجية هجومية تقوم أساسا على القصف المركّز للنقاط الحيوية المشبوهة التي يصعُب تمشيطها على الأرض.

واستعملت الوحدات العسكرية سلاح الجوّ (طائرات آف 5) وعدد من المدفعيّات (12.7) والآليات الثقيلة لتأمين عمليات القصف ما تسبّب في اتّساع رقعة الحرائق حيث باتت الجهة المقابلة لمدينة القصرين من جبل الشعانبي محروقة بشكل شبه كلّي و تتصاعد منها أعمدة الدّخان بالتوازي مع تعالي أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات القصف.

وأكّدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لموقع نواة بأنّ :

“حوالي 3000 من فيلق القوّات الخاصّة التابع للقاعدة العسكرية بمنزل جميل من ولاية بنزرت، يجمع مختلف الاختصاصات برّا و جوّا، كانوا قد غادروا بعد يوم من مجزرة الشعانبي ثكناتهم بأوامر من قيادتهم العسكرية و التحقوا بالقصرين للتداول على المشاركة في عمليات تطهير الجبل دون انتظار قرار سياسي مثلما كان يحصل في السابق”.

وأضافت مصادرنا المطّلعة بأنّ :

“ما حصل في قاعدة منزل جميل هو بمثابة التحرّر الايجابي من القرار السياسي حيث ضغط العسكريّون – من منطلق شعورهم الوطني وغيرتهم على زملائهم – على قياداتهم العسكرية فاتّخذت قرارها بوضع حدّ لما يحدث في الشعانبي كلّفها ذلك ما كلّفها حتّى وان تطلّب الأمر حرق الجبل على رؤوس تلك المجموعة الارهابية”.

وتشير مصادرنا الى أنّ العملية العسكرية الجارية الآن في الشعانبي ليست محدّدة زمنيّا بل مفتوحة الى حين تحقيق أهدافها.

وزارة الدفاع تتفاعل و تكذّب

اتّصلنا، هاتفيا، بالناطق الرسمي لوزارة الدفاع العقيد توفيق الرحموني فأكّد بأنّه “تمّ تعزيز العمليات في جبل الشعانبي بوحدات من جيش البرّ” رافضا الخوض في التفاصيل على اعتبار أنّ اعطاء العدد الصّحيح أو الجهة التي تنتمي اليها الوحدات من شأنه أن يشوّش على العملية العسكرية على حدّ قوله.

وقال العقيد الرحموني بأنّ هنالك تنسيق بين المؤسستين العسكريتين التونسية والجزائرية من أجل أن يقوم كلّ طرف بعمله على أكمل وجه في اطار المجهود المشترك للتصدّي للارهاب.
ونفى الناطق الرسمي لوزارة الدفاع المعطيات التي بحوزتنا حول التحاق نحو 3000 عسكري من فيلق منزل جميل بجبل الشعانبي واصفا هذه المعطيات التي استقيناها من مصادر مطّلعة بأنّها “مجرّد افتراءات كاذبة وتهدف الى الحطّ من معنويات الجنود”.

وختم العقيد الرحموني بالقول بأنّ المؤسسة العسكرية ستكشف عن شتّى تفاصيل عملية الشعانبي و عن طبيعة الاستراتيجيا المتّبعة خلال العمليات الميدانية و ذلك بعد انتهاء العمليات.