manif-radio-tataouine

بقلم وفاء النويصر،

تقول السيدة مبروكة الزديري أن زميلان أدارا إذاعة تطاوين بعد الثورة، الأول نبيل السدراوي صحفي إبن إذاعة تطاوين أدارها بالنيابة ثم أقيل وعين الزميل الصحفي ثامر الزغلامي. هما صحفيان محترفان لا يساومان على إستقلالية الإذاعة وخطها التحريري وعملنا معهما في أريحية وحافظنا جميعا على إسم إذاعة تطاوين في الحياد والإستقلالية والمهنية و لم تكن لهما أي علاقة أو إتصال بوالي الجهة بحكم إقتناعنا كصحفيين أن السلطة التنفيذية الممثلة في الولاية لا علاقة لها بالاذاعة إلا في حدود العمل المهني الإخباري المتعارف عليه. والي تطاوين الذي يحن الى الزمن القديم في علاقة الإذاعة الجهوية بالسلط المحلية كانت له عدة ملاحظات شبه دائمة في كل إتصال به “لا تقومون بتغطية نشاطاتنا ،لا نراكم إلا في الإعتصامات والإضرابات وغيرها من التشكيات”.

تسترسل السيدة مبروكة الزديري في تصريحها قائلة “لقد غطت إذاعة تطاوين موضوع غاز الجنوب عندما طالب أهالي تطاوين بتركيزه في الجهة و قاموا بشن إضرابين جهويين من أجل تحقيق هذا المطلب، كانت الإذاعة حاضنة لهذه التحركات من خلال تغطياتها وحضور كل الأطراف، و قد إستجابت وزارة الصناعة لمطالب أهالي تطاوين بعد ضغوط عديدة و تم الإتفاق بين وفد مفاوض من تطاوين يقوده الإتحاد العام التونسي للشغل و بين وزارة الصناعة على أن يكون تركيز المشروع في الجهة. إستبشر أهالي الجهة وإنتظروا الإنطلاقة، إلا أنهم تفظنةا بعد أشهر إلى أن صفحة المشروع على الأنترنت تضمنت معلومة مفادها أن المشروع سيقام في قابس. إحتقن أهالي تطاوين و اعتقد البعض منهم أنه تم التلاعب بهم خاصة أنهم لم يتلقوا نسخة مكتوبة من نص الإتفاق مع وزارة الصناعة.

تقول السيدة مبروكة ” عاد موضوع غاز الجنوب ليظهر من جديد على السطح مع إتهامات للسلط الجهوية في التفريط في حق الولاية. كانت إجابة السلط الجهوية عندها أن الإتفاق كان من البداية أن يخرج من حقل الغاز أنبوب رئيسي بتدفق أربع وعشرين نبضة إلى قابس (المنطقة الصناعية) و أنبوب فرعي بقوة تدفق اثناعشر نبضة إلى تطاوين لتلبية حاجيات ولايتي تطاوين ومدنين من الغاز المنزلي. طرح هذا الموضوع في الإذاعة و عبرت جمعيات مدنية عن تفريط السلط الجهوية في حق الجهة و دافعت الولاية عن وجهة نظرها كما طالبت وزارة الصناعة بحق الرد وكان لها ذلك و كل التسجيلات موجودة. بالرغم من إتهامنا بنشر المغالطات واصلنا تناول الموضوع و مستجداته.”

و صرحت السيدة مبروكة قائلة ” بعد فترة قصيرة تفاجأنا أن والي الجهة وجه لفت نظر إلى محمد المدب الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية حول الموضوع ضد مدير إذاعة تطاوين وإتصل المدب بالادارة مستفسرا. تخيلنا أن الأمر وقف عند هذا الحد لإلا أننا فوجئنا بخبر تغيير مدير الإذاعة وتعيين أستاذ تاريخ و جغرفيا أصيل منطقة جبنيانة بصفاقس يعمل في تطاوين منذ خمسة عشرة عاما، و هو نهضاوي الإنتماء ينشط في جمعيات مقربة من النهضة بالجهة. و حسب المعلومات المتوفرة لدينا، فقد تم إختياره من قبل والي الجهة وهو من قدم ملفه إلى المدير العام للإذاعة التونسية بتزكية من جوهرة التيس النائبة في المجلس التأسيسي. عندما وصلنا خبر التعيين كان الموقف واضح من قبل أغلب أبناء الإذاعة ” هذا التعيين لن يمر”. قررنا القدوم باكرا يوم وصوله الى الإذاعة و منعناه من الصعود إلى المكتب إلا أننا لم نتمكن من ذلك. بعد إعتصام أكثر من عشرة أيام قررنا الدخول جميعا إلى مكتبه و عبر كل واحد منا عن أسباب رفضه له دون أن نمسه بسوء. و عندما طلب الحوار قلنا له ” إرحل فقط أنت لست لها و لن تغتصب حقا ليس لك”. في النهاية غادر مدحورا وقدم ما سمي بالإستقالة. و عقدت يوم الخميس 19/09/2013 جلسة تفاوض مع المؤسسة بعد إصدار الإتحاد الجهوي للشغل برقية إضراب بيومين و تكليف المدير العام لأحد العاملين في الإذاعة بالإشراف على تسيير جلسة التفاوض بين الإتحاد والكاتب العام للمؤسسة الذي وصل مساء يوم الإربعاء(18/09/2013) إلى تطاوين بعد طرد المعين. و كان الهدف هو التفاوض حول المقاييس التي ستعتمد لإختيار المدير المقبل لإذاعة تطاوين و كذا كل القطاع .

بعد التفاوض، تم توقيع إتفاق بين نقابتي الصحافيين والثقافة والإعلام والإدارة العامة للإذاعة التونسية يلزم الإذاعة التونسية بالإنضباط بمجموعة من المقاييس في إختيار المدير القادم على رأس إذاعة تطاوين أهمها الإختصاص السمعي البصري والكفاءة و المهنية و الخبرة و الإستقلالية.

و تقول السيدة مبروكة “رفضنا المعين لأنه من خارج إختصاص الإعلام وهو دخيل لا يعرف عن الإذاعة شيئا وسيعود بها سنوات إلى الوراء، رفضناه لأن من عينه هو والي الجهة، و نرى أنه مكلف فقط بتنفيذ أجندا سياسية معلومة قصد تدجين إذاعة تطاوين. رفضنا التعيين لأنه لم يخضع لمقاييس موضوعية نطالب بها حتى لا تتكرر هذه الحادثة، مقاييس تعتمد الكفاءة و الإستقلالية و الحياد و الشفافية. و نحن نرى أن هناك ضغوطات مورست أيضا من قبل الشركات النفطية بالتعاون مع والي الجهة لعرقلة العمل بمصداقية في إذاعة تطاوين و نعتبر أن ملف غاز الجنوب و الشركات البترولية من الملفات المسكوت عنها و التي ينتشر فيها الفساد و هو موضوع شائك يتطلب صحافة إستقصائية لا نملك أدواتها.”

تختم السيدة مبروكة تصريحها قائلة ” أرسلنا بيان للإدارة العامة للإذاعة التونسية عن طريق الإتحاد العام التونسي للشغل نذكرها بالإتفاق ونطلب الرد في ظرف عشرة أيام وإلا سنعود الى التحرك وفق ما نراه مناسبا.”