محمد سميح الباجي عكّاز،
في أحد زوايا ساحة محمّد عليّ وبعيدا عن الزوايا المفضّلة لعدسات الكاميرا هذه الأيّام، حيث المزايدات السياسيّة والاستعراضات الكلاميّة للسياسيّين وأنصارهم، يعتصم منذ 5 أيّام 85 موظّفا موسميّا بالشركة الوطنيّة للنقل بين المدن.
تتلخّص مأساة هؤلاء في سنوات قضوها بين مماطلة الشركة ورئاسة الحكومة الذيّن يرفضان الحسم في ملفّاتهم، وبين ضغط معيشيّ يزداد يوما بعد يوم، حيث يعمل هؤلاء منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات دون التمتّع بأدنى حقوقهم الاجتماعيّة كالتغطية الصحيّة والضمان الاجتماعيّ وأجر ما يزال حتّى كتابة هذه الأسطر لم يتجاوز سقف 300 دينار.
كاميرا نواة رصدت اعتصام هؤلاء العاملين و تحدّثت إلى أحدهم حيث شرح الوضعيّة المهنيّة الصعبة التي يعيشونها في ظلّ تجاهل جميع الأطراف المعنيّة بالموضوع لطلباتهم وتعمّد سلطة الإشراف ورئاسة الحكومة بالأساس التلاعب بأعصابهم عبر جولات من المفاوضات التي بدأت منذ سنة 2011 دون أن تسفر عن حلّ يضمن حقوقهم الأساسية، وهو ما دفعهم إلى التصعيد واللجوء إلى الإضراب والاعتصام أمام مقرّ الإتحاد التونسي للشغل الذّي بقي أملهم الوحيد، كما جاء على لسان محدّثنا، من أجل الضغط على الحكومة والشركة لتسوية وضعيّاتهم.
تعامي السلطات عن معاناتهم وصل بها إلى تجاهل المصابين من الأعوان في حوادث مهنيّة، وهو ما أدّى إلى تدهور الحالة الصحيّة لبعضهم لعدم تمكّنهم من تحمّل نفقات العلاج الخاصّة وحرمانهم من التغطية الصحيّة وهو ما عاينته نواة في مكان الاعتصام، حيث فقد أحد المعتصمين القدرة على التحكّم بيده اليمنى بالإضافة إلى بتر جزء من إصبعه أثناء عمله في الشركة.
وفي مواصلة للتصعيد إزاء تجاهل رئاسة الحكومة والوزارة لمطالبهم دخل أربعة من المعتصمين إضراب جوع مفتوح كحلّ أخير للضغط على مشغّلهم وللفت انتباه الرأي العامّ لمأساتهم الدائمة التي تاهت وسط زحمة الانتخابات المؤقتّة.
iThere are no comments
Add yours