arabgif-internet

كانت النسخة الثالثة من المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت فرصة لملاحظة كيف حفزت النقاشات العالمية النقاشات المحلية حول حوكمة الإنترنت في المواضيع المتصلة.

حشد قوي للمجتمع المدني، النساء والحكومات غائبون

في الحبيبة بيروت أكثر من 300 أجبني اجتمعوا للمشاركة في النسخة الثالثة من المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت. فعاليات ما قبل المنتدى كانت ناجحة حيث حضر 170 شخص فعاليات ما قبل الحدث، وكانوا مندفعين ليكون لهم رأي في الفعاليات الموازية التي نظمتها مؤسسة تبادل الإعلام الإجتماعي (SMEX)، حبر، مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF)، أصوات عالمية ومنظمات أخرى.

بشكل عام، المنتدى العربي الثالث لحوكمة الإنترنت جمع 575 مشارك مع نسبة كبيرة من المجتمع المدني 40%، وفقط 20% من التمثيل الحكومي. وفي جلسة البيان الختامي، تم مناقشة ضَعف التمثيل الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كان المنتدى أرض للرجال حيث كان توزيع النوع 72% للرجال مقابل 28% للنساء. انعكست هذه النزعة في اليوم الأول، في الحفل الافتتاحي حيث كان هناك متحدثة واحدة فقط من النساء من أصل 17 متحدث وبدون أي متحدث عن المجتمع المدني.

الافتتاحية كانت في ذلك الصباح الحزين، حيث كنّا جميعاً متأثرين بفقدان الفنانة القديرة صباح، وبسرعة أصبح الجو مفعم بالحيوية عندما اخذ الكلمة وزير الاتصالات اللبناني السيد بطرس حرب. كانت الغرفة مشدودة لحديثه الذي كان مليء بالمقترحات الملموسة للبنان وللمنطقة كلها. كان السيد حرب مزوداً بآخر التطورات بما يخص النقاشات عن حوكمة الإنترنت حيث انتقد انتقال منظمة الأيانا IANA وإدارة الأيكان ICANN بالإضافة إلى مبادرة النت مونديال. كما أستشهد بتصريحات سنودن على أنها تهديد فضيع لكل الدول. وكان من ضمن أقوى التصريحات هو الاستثمار في تطوير البنية التحتية وتعزيز نموذج أصحاب المصلحة في حوكمة الإنترنت التي تمكن الابتكار وحماية حقوق الإنسان على الإنترنت. وفي الختام أعلن السيد حرب عن إقامة المنتدى اللبناني لحوكمة الإنترنت.

المخاوف نفسها

في اليوم الثاني من المنتدى تم إعطاء الكثير من الاهتمام لجلسة “الانفتاح: الحقوق والمسؤوليات”، حيث صرحت السيدة سوزان حاج حبيش، رئيس قسم التقنية في وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة لبنان القضائية، أن الرقابة غير فعالة “كلما أغلقنا مدونات ومواقع كلما كوّنت حركات جماهيرية”. وتطرقت أيضاً لمثال حدث مؤخراً في لبنان وهو الحرية لكريم #freekarim. وصرح السيد مرزوق وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التونسي السابق، أن تونس لا تحجب المواقع بدون دعاوى قضائية، وأنه لا يوجد حالياً أي مواقع محجوبه. وأكدت السيدة حبيش على ما ذكره معالي وزير الاتصالات اللبناني في اليوم السابق أنه يجب حماية الحرية على الإنترنت.

في الجزء القانوني من وحدة مكافحة الإرهاب، قالت السيدة حبيش أن الدعاوى القضائية المتعلقة بالإنترنت يجب أن تكون جزء من القانون المدني وليس جزءً من قانون العقوبات كما يتم العمل به حالياً! بينما تلقى الحضور هذه الجملة باستحسان، صدمتهم جملة أخرى عندما صرحت السيدة حبيش أن تقنيات الاختراق الأخلاقي يجيب أن تخضع لتحقيقات الجريمة الإلكترونية، وأن الكذب على المواطن مسموح به لاستدراجه للتحقيق.

المصالح المشتركة والتعليقات من قبل ممثلي المجتمع المدني كانت حول حقوق الإنسان على الإنترنت كما أوجز بيان المجتمع المدني في الجلسة الختامية.

وفي جلسة نقاش أخرى بعنوان “الخصوصية، وإعادة بناء الثقة” أعطت السيدة عواطف حٌمري من الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية – تونس، ترتيبات مختلفة للأولويات فيما يخص معركة الجريمة الإلكترونية، السيادة الوطنية (الحماية)، الوعي من خلال برامج بناء القدرات والتدريب والمزيد من التعاون الدولي. بينما طالبت السيدة ريم المصري من منظمة الوسائط المتعددة الأردنية (حبر) بشفافية البيانات. وقالت إن البيانات الحكومية هي نقطة مفتاحية للعديد من مبادئ حوكمة الإنترنت، وأضافت أن الحاجة إلى الشفافية هامة للقطاع الخاص فيما يخص وصولهم لبيانات المواطنين الشخصية.

ماذا عن التونسيين؟

في قائمة أكثر 3 دول مشاركةً في المنتدى العربي الثالث لحوكمة الإنترنت كانت تونس حاضرة بـ 22 مشارك ممثلين عن مختلف القطاعات (مسؤولون، ممثلي القطاع العام وممثلي المجتمع المدني). وعلى الرغم من أن المجموعة المتجانسة من المتحدثين والمشاركين كانت رائعة لتمثيل بلدنا، إلا أن المجموعة لم تكن نشطة بما فيه الكفاية على اعتبار موقفنا الريادي في المنطقة بما يخص نقاشات حوكمة الإنترنت.

وعلى الرغم من أن لدينا أراء مختلفة حول قضايا حوكمة الإنترنت في بلدنا، حاول كل شخص من خلال النقاشات الجانبية في بيروت تبديد سوء الفهم. على سبيل المثال مواجهة السيد مرزوق بما يخص قراراته أثناء فترة إدارته، خصوصاً تلك القرارات المتعلقة بوكالة الاتصالات التقنية.

رائد شمّام، ناشط وطالب هندسة قال لنا: “لست متأكد، ما سبب وجود أغلبهم هناك. أعتقد أن نقاشي مع السيد مرزوق كان “مثيراً للاهتمام”. وإلا لم يكن هذا الحدث لإثارة المزيد من الخلافات وغالباً هذه هي غاية الحدث”.

تطلعات

يمكننا فقط أن نبتهج بما قدمته تونس والوطن العربي حتى الآن باعتبار أن وجود المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت يعتبر إنجاز بحد ذاته. تونس أعلنت عن نيتها تسليم ترشيحها لاستضافة المنتدى القادم. وفي حالة أن فازت سيكون عام 2015 هو عام الإنترنت في تونس. حيث تستضيف المنتدى المحلي لحوكمة الإنترنت في الربع الأول من العام وقمة الإنترنت الإفريقية في أواخر شهر أيار- مايو.