راشد الغنوشي: زعيم سياسي أم شيخ و إمام جمعة؟

cheikh-rached-ghannouchi

ظهر الشيخ و زعيم حزب حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي يوم الجمعة الفارط و الموافق للتاسع من جانفي 2015 في احدى جوامع الجمهورية التونسية كخطيب جمعة لخطبة امتدت لثلاث و ثلاثين دقيقة.

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=2Vk8E20CmfQ&w=640&h=360]

و يتنزل الإطار الزماني للخطبة ضمن سياق المجريات الوطنية و العالمية المتسارعة (قتل عون الأمن محمد علي الشرعبي و مجزرة الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي هبدو). و ان تمحور موضوع الخطبة حول “التوافق” و “الارهاب” فان اختيار الإطار المكاني جدالي، حيث يجمع الدستور و القوانين على مبدأ حياد المساجد. وينص الدستور التونسي في فصله السادس على ما يلي:

 الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير و ممارسة الشعائر الدينية، ضامنة لحياد المساجد و دور العبادة عن التوظيف الحزبي…

ففي افريل الماضي أكد الغنوشي في حوار تلفزي بث على قناة نسمة على ضرورة حياد المساجد حيث صرح أن «المساجد لله، وينبغي أن تكون فضاء عاما، أما إذا كان كل حزب لديه مسجدا فذلك يفقدها رمزيتها…»

هذا و ينص الفصل الخامس من قانون عدد 34 لسنة 1988 و المؤرخ في 3 ماي 1988 و المتعلق بالمساجد على أنه :

لا يجوز مباشرة أي نشاط في المساجد من غير المهنة المكلفة بتسييرها سواء كان بالخطبة أو بالاجتماع أو بالكتابة الا بعد ترخيص من الوزير الأول.

وينص الفصل الثالث من المرسوم عدد 87 لسنة 2011 و المؤرخ في 24 سبتمبر و المتعلق بتنظيم الأحزاب السياسية على أن:

تحترم الأحزاب السياسية في نظامها الأساسي و في نشاطها و تمويلها مبادئ الجمهورية و علوية القانون و الديمقراطية و التعددية و التداول السلمي على السلطة و المساواة و حياد الإدارة و دور العبادة و المرافق العامة و استقلال القضاء…

هذا و لم يتسنى لنواة الحصول على تعليق حةل هذا الموضوع لا من حزب حركة النهضة و لا من وزارة الشؤون الدينية و لا من رئاسة الحكومة بعد تملصهم من الإجابة عن أسئلتنا حول قانونية إمامة زعيم سياسي لخطبة جمعة.

فهل يعقل أن يتم تقييم مضمون الخطبة على اعتبار أنها تندرج ضمن سياق نبذ الأرهاب و الأشادة بالتوافق من جهة، و استنكار محتوى الخطبة لو كان تصب في مصلحة حزب سياسي معين ؟ و على اعتبار أن الشيخ راشد الغنوشي هو رمز سياسي بارز في البلاد فهل كان من الأجدر به أن يتم القاء الكلمة في مكان محايد وذلك لأن السياسة التشريعية تصب في اتجاه النأي بالمساجد عن التوظيف الحزبي و السياسي؟
ملاحظة: مكان القاء الخطبة المذكور في أول المقال هو مقر حزب حركة النهضة.

Inscrivez-vous

à notre newsletter

pour ne rien rater de nawaat

4Comments

Add yours
  1. 1
    Tounsi (l'original)

    في بلدان العربان الجرذان جعلت الدساتير لتفصّل جلبابا يلبسه الحاكم والقوانين سجّادة في بيت الاستحمام يدوس عليها أصحاب القوّة والنفوذ كما يشاؤون. ولعلكم تستنكرون كيف أجمع “تونس” ضمن “بلدان العربان الجرذان”؟ وجوابي بسيط: هل تنكرون أن عجوزكم الخرف خرق الدستور أكثر من مرة حتى قبل أن يجلس على عرش قرطاج؟ وكيف تفسّرون أنّ حكومته لم تتكوّن بعد ونحن اليوم على مرمى خمسة أشهر من مسرحية الانتخابات التشريعية (للعلم الدستور/الخرقة يقضي بحلّ مجلس الدواب -بالواو- خلال أربعة أشهر إن فشل في تكوين حكومة)؟ هل تنكرون أنّ الرباعي الراعي للحمار الوطني قد أضحى سلطة أعلى من الدستور/الخرقة عندما حكم فيما يجب وما لا يجب (خارج أيّ إطار قانوني أو دستوري)؟ ثم لماذا تستنكرون على الشيخ التكتاك إمامة الجمعة وهو قد قضّى ثلاثة سنوات على تلك الحال دون أن يردعه أحد؟ وهل يعني هذا الاستنكار شيئا وشيخ الحدثوت قد اجتمع يوم تنصيبه سلطانا على عرش قرطاج بحثالته الحزبية في الصالون الأزرق لمؤسسة يفترض دستوركم/الخرقة أنها سيادية غير حزبية؟ وهل يعني ذلك شيئا والأمر أنّ أبا جهل النداء التجمّعي (رئيس مجلس الدواب وخليفة خرف قرطاج -دستوريا- عندما يزوره عزرائيل) يعقد اجتماعات يومية بدواب النداء وطبابلية حزبه التجمّعي في قصر باردو الذي يفترض فيه أن يكون فوق الأحزاب والقبائل؟
    كل هذا وغيره يثبت للمرة الألف أنّ العربان الجرذان والديمقراطية خطّان متوازيان لا يجتمعان وإن حدث واجتمعا فالنتيجة غبار أمّة ضحكت من جهلها كل الأمم. والله المستعان على ما يمكرون

  2. 4
    james-tk

    Il n’est, ni un leader, mais encore moins cheïk, prédicateur, ou imam; mais tout simplement un ” vrai de chez vrai ” Guru, ou, Gourou “, il a tout le monde à ses pieds, et, gare à celles ou ceux qui ne suivent pas le troupeau, Jebali, Sarsar, Ellouze, Ben Toumia, Ben M’rad…etc, en savent quelque chose ?
    Le Guru Ghannouchi (GG), nous la joue à la Bourguibienne, vous savez, la formule inventée par le père de la nation pour combattre l’occupant français et libérer la Tunisie, ce qu’il appelle lui même, la politique du ” سياسة الترغيب والترهيب “, convaincre l’adversaire ou l’ennemi en le menant par le nez vers une ” tentation “, qui ressemble étrangement à un compromis de façade, mais qui en réalité elle ne l’est pas du tout, puisque elle consiste à se contenter de prendre ” le doigt, la main suivra après, puis l’avant bras, puis le bras tout entier, puis le corps fermera la marche de ce stratagème ” !
    En clair, et contrairement à ce disent certains, le mouvement tunisien des frères musulmans ennahdha, n’a pas renoncé à son projet initial, il pense toujours que le peuple tunisien est, laïc et mécréant, et qu’il faudra tôt ou tard le ” ré-islamiser “, et que le but suprême du mouvement celui de ” La Khilafa ” reste toujours d’actualité !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *