udc-kerkenah-sit-in

أصدرت وزارة الداخلية صباح اليوم بلاغا أشارت فيه إلى أن مجموعة من الأشخاص عمدوا إلى قطع الطريق أمام الوحدات الأمنية بمنطقة مليتة المؤدية إلى شركة ”بتروفاك“ بجزيرة قرقنة، وأضاف ذات البيان أنه حصلت مواجهات بعد فشل التفاوض، استعمل فيها المحتجون الحجارة والمسامير الحديدية وأحرقوا العجلات المطاطية، وهو ما انجر عنه “تهشيم حافلتين وسيّارتين أمنيّتين وجُرح أحد الأمنيّين على مستوى الوجه” حسب ما ورد في البيان.

الرواية الرسمية لوزارة الداخلية فندها المحتجون، مؤكدين أن القوات الأمنية لم تركن إلى التفاوض وإنما قامت بمداهمة منطقة مليتة بالاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع لفتح الطريق المؤدي إلى شركة ”بتروفاك“ التي تشهد اعتصاما لأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل منذ 19 جانفي 2016.

وصلت أمس الأحد على الساعة الثامنة مساءا تعزيزات أمنية مكثفة إلى جزيرة قرقنة، تضم 30 سيارة أمنية وحافلتين و4 سيارات عسكرية وشاحنة عسكرية، لتُرسي في ميناء سيدي يوسف وكان هدفها “فك الاعتصام” مثلما ورد في بيان الداخلية، وبالتزامن مع ذلك نقل المعتصمون مقر احتجاجهم من شركة ”بتروفاك“ إلى منطقة مليتة التي تحولت إلى مسرح للاشتباكات لأنها تربط بين ميناء سيدي يوسف ومركز الرملة بالمدينة. وفي هذا السياق أكد أحمد سويسي، عضو المكتب المحلي لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، لنواة أن “القوات الأمنية تحركت في حدود الساعة الواحدة من صباح الاثنين، لتقوم بتفريق تجمهر للأهالي بمنطقة مليتة باستعمال الغاز المسيل للدموع، وقد رد المحتجون باستعمال الحجارة، لتتمكن الوحدات الأمنية من فتح الطريق بالقوة والوصول إلى مقر الاعتصام بشركة بتروفاك وإتلاف خيام المعتصمين”.

وأضاف بأن قوات الأمن شنت حملة إيقافات تم على إثرها اعتقال اثنين من أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل المشاركين في الاعتصام وهما كل من وسيم خشارم، خريج المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بصفاقس، وأحمد سويسي خريج المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس.

وصلت صباح اليوم الاثنين 8 سيارت أمنية إضافية إلى جزيرة قرقنة، ليرتفع الحضور الأمني إلى حوالي 500 عون، منتشرين في مقر شركة ”بتروفاك“ وفي مركز الرملة وسط قرقنة وفي مداخل الكثير من العمادات. وتشهد المنطقة حالة احتقان خصوصا في مليتة التي مازال يواصل المحتجون فيها غلق الطريق.

أشارت وزارة الداخلية في البلاغ المذكور إلى أن التدخل الأمني يندرج في سياق “الحرص على تطبيق القانون لضمان حرّية الشغل”، في حين يذهب أحمد سويسي إلى التأكيد أن تمسكهم بالاعتصام في مقر شركة ”بتروفاك“ يعود إلى عدم التزام السلط الجهوية بتعهداتها بتسوية وضعية العمال بمنظومة البيئة البالغ عددهم 266، مشيرا إلى أنه سبق وأن تم الالتزام في محضر جلسة، مُدوَّن بتاريخ 16 أفريل 2015، بتسوية وضعية العمال في أجل لا يتجاوز مُوفّى شهر ديسمبر 2015، وقد أمضاه وزير الشؤون الاجتماعية ومُمثّلَين عن وزارة الطاقة.

وأضاف محدثنا بأن الرهان على الحل الأمني يهدف إلى المحافظة على حالة الاحتقان الاجتماعي في المدينة، مؤكدا أن هذا الخيار سبق وأن أظهر فشله عندما عمدت السلطات في المدة الفارطة إلى توجيه استدعاءات أمنية لبعض المعتصمين لثنيهم عن المواصلة في مطالبهم.

ولم يستبعد عضو المكتب المحلي لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل إمكانية تجدد الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في ظل تواصل حملة الإيقافات واستمرار حالة العسكرة التي تشهدها قرقنة منذ مساء أمس الأحد.

ويذكر أن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أصدر صباح اليوم بيانا أكد فيه “رفضه للمعالجات الأمنية لحل القضايا تجنبا للمزيد من الاحتقان والتوترات”، ودعى الحكومة إلى عقد جلسة عمل لإيجاد حلول نهائية.