عرّت صفقة الشّيخين (لا مبادرة الشّيخ كما يسمّيها البعض) تهافت ”النّخبة“ السّياسيّة والحزبيّة والإعلاميّة بطمّ طميمها. كان الفضل الوحيد لهذه الصّفقة فضح أحزاب و”زعماء“ و”قيادات“ تسابقت إلى إمضاء وثيقة يتيمة الضّمانات والمضامين. هل كان ذلك عن طمع في فتات ما تبقى من سلطة في دولة مسلوبة السّيادة والإرادة أو سذاجة وخوف صادقين على الدّولة من انسداد الأفق السّياسيّ وبحث عن توافق قد يفضي إلى حلول ؟ لا هذا ولا ذاك يشفع لمن يدّعي ”صناعة“ الرّأي و”قيادة“ البلد من موقع السّلطة كما من موقع المعارضة.
ها أنّ الشّيخ نفسه يخرج مارده من القمقم لمن أمضى على وثيقته دون تحسّب أو تفكّر. لنعرض لهذه المعارضة ”الوطنيّة“، الّتي تعرف جيّدا ماضي صاحب ”المبادرة“، بعضا من سجلّ المارد الّذي خرج به الشّيخ من بين حاشيته وعائلته.
أعرض هنا ملخّصا لمحتوى مراسلة داخليّة للسّفارة الأمريكيّة بتونس بتاريخ جانفي 2010 تمّ تسريبها عبر موقع ويكيليكس المشهور أين يظهر جليّا الدّور المحوريّ للسّيّد يوسف الشّاهد في مساعي الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى التّأثير على الفاعلين السّياسيّين والمدنيّين والإعلاميّين من أجل فتح ”السّوق التّونسيّة“ لمنتوجات التّقانات الكيمياويّة والحيويّة في مجالات الفلاحة والتّغذية:
كما تفضح الوثيقة النّيّة المبيّتة للسّفارة، الّتي تروم الدّفاع عن مصالح بلدها، ليس فقط لاختراق المجتمع السّياسيّ والمدنيّ فحسب بل أيضا لاستغلال الفجوات الموجودة في الإطار القانونيّ والتّشريعيّ الّذي ينظّم قطاع التّقانات الحيويّة في تونس من أجل تحويل تونس إلى سوق مفتوحة للمنتوجات الأمريكيّة في مجالات التّقانات الحيويّة بما يضرّ بالمصلحة العليا لتونس وأمنها القوميّ الّذي يعدّ أمنها الفلاحيّ والغذائيّ والصّحّة العموميّة لمواطنيها من أهمّ ركائزها. وهذا ما يستقرأ من الإشارة إلى إمكانيّة الالتفاف على مصادقة تونس على بروتوكول قرطاجنّة لأنّ القانون التّونسيّ يعنى فقط بمجال البحث العلميّ ويتغاضى عن مسائل الاستخدام المباشر في الفلاحة والتّرويج والتّسويق، وهو ما يفضح عدم احترام الولايات المتّحدة الأمريكيّة للمعاهدات والاتّفاقات الدّوليّة وازدراءها لمصالح الدّول والشّعوب وفقا لأيديولوجيّتها الرّأسماليّة الّتي تعنى أوّلا وآخرا بفلسفة الرّبح السّريع وخدمة لوبيّات الصّناعات الغذائيّة والحيويّة.
وتوضّح الوثيقة بدقّة خطّة الخارجيّة الأمريكيّة من أجل التّأثير على صانعي القرار والرّأي في تونس من سياسيّين وبرلمانيّين وجمعيّات ووسائل إعلام:
كما تحدّد الوثيقة المسؤول المرجِع في هذا البرنامج الجهنّميّ وهو السّيّد يوسف الشّاهد ممثّل مصالح الولايات المتّحدة الأمريكيّة في تونس ومرشح شيوخ اللّؤم والعمالة:
يكشف ما سلف تواطؤ نخبة سياسيّة متسرّعة مرتجلة أعماها الطّمع وحبّ المغانم السّياسيّة السّهلة فباعت آخر ما تبقّى من مصداقيّة لدى الطّبقة السّياسيّة المتهافت بأبخس الأثمان.
تحليل سطحي جدا، الوثيقة المشار اليها، والتي يعتبرها كاتب المقال خطة جهنمية للخارجية الامريكية ليست الا مسودة مشروع تنظيم ندوة علمية، وكل سفارة في العالم لديها ملحق اقتصادي يسعى للترويج لسياستها الاقتصادية و منتوجاتها و السفارة التونسية في ايطاليا، اسبانيا، امريكا لديها ملحق يقوم بنفس الشيء، و اخيرا في موضوع يوسف الشاهد كان مجرد موظف بالسفارة الامريكية بقسم الفلاحة و العلاقات الاقتصادية و لا يمكن لوم السفارة الامريكية على توظيف و الاستفادة من الكفاءات التونسية، و حتى المقال لا يشير الى يوسف الشاهد الا في مرة واحدة.
ATTENTION A LA FIRME MONSONTO ET LE MAIS TRANSGENIQUE CANCERIGENE.
تحليل بسيط و ساذج للوثيقة.
.. انا الي ما فهمتوش الورقة باش تتكتب تتكتب .. تحط فيها اسم الشاهد والا العدل شنوة الفرق.. هوة يخدم غادي كتبولو اسمو .. كان جيت انا يكتبولي اسمي انا
ثانيا وهو الاهم : محسوب توة هية امريكا كي تخب تفرض استراتيجية تو تجي تشاورنا .. تو تتخيل يا اخ ايوب انو ثمة دول مالعالم الثالث عندها استقلالية القرار شاهد والا ما شهدش اهم نقطة انو صغير في العمر ثمشي ما تدخل عقلية جديدة في تونس وتتنحا الطبقة السياسية البالية اكثر منو اي واحد باش يحي راهو صانع
مقياس “صغير السن ” ومقولة يجب ادخال الشباب في الحكومة هي كلمة باطل أريد بها حق ،اذ هم الشباب ليس من يحكمه ، بل المهم كيف يحكمه !!! ما يريده الشباب في تونس هو أن تُحل مشاكله الاقتصادية والاجتماعية وليس الوصول الى السلطة !!!! وبالتالي بعبع حكومة شباب خدعة اخرى لكي يتموقع الشياب ويحكمون بقلابس شبابية كما فالاتيان بالشاهد وهو ذو كفاءة سياسية محدودة جدا وتخصص يفيد ربما في وزارة الفلاحة وليس في رآسة الحكومة، لكن كفاءته الوحيدة هو أن صغر سنه سيجعله لعبة أو كوموند في يد معينه، وبالتالي ما حصل هو أن ديمقراطية تونس أتت بثلاث سلط بيد سلطة واحددة أي شكل آخر من أشكال الاستبداد . أما تشبيب الحكومة فهذا نهاية الامل لان شباب تونس ليس شباب نروج أو اي بلد متقدم آخر فالشاب الغربي تصنع شخصيته منذ سن الطفولة ويتعود على تحمل المسؤولية منذ نعومة أضافره كما يشارك في السياسة ويعيش مواطنته منذ السنوات الاولى من التعليم، في حين أنه في تونس الشاب لم ينشأ على قيم المسؤولية ولم يعرف التربية على المواطنة وممارستها ، كما أن التربية الاسرية رخوة لا تصنع قيادات ولا شخصيات قوية، تعليمنا فارغ من كل محتوى جيد ومناهجنا لا تنتج عقول مفكرة بعمق ولا ناقدة ولا شخصيات معتمدة على النفس ولا صاحبة ارادة مفعمة بحس المواطنة وووو (ولنا في المشهد السياسي والبذاءة والسخافة في الطروحات التي يقدمونها دليل قاطع ) نقول هذا عن تجربة ودراسات ميدانية وعلم. وعليه كفانا غناية التشبيب ، والكذب على الذقون نحن في حاجة الى شخصيات بقطع النظر عن السن لها حس وطني مواطني فاعل وغيورة على البلد وينهض بالشباب ويمده بحقوقه ويفتح له أفق الخلق والابداع …. ولذا كفو على تخدير الجميع بالعبارات الانشائية وبيع الوهم !!!!!! اذ مازال في تونس من هم أذكى بكثير من المتسلين عليه !!!!!
أخي عاطف,
أوّلا شكرا على التّفاعل، ولكن اسمح لي أن أعتبر أنّ هذه التّبريرات تعكس حالة أزمة في الشّخصيّة التّونسيّة والضّمير الإنسانيّ، منذ متى صارت الوظيفة مقدَّمة على الوطن والرّاتب مقدَّما على أبجديّات احترام الصّالح العامّ وحقّ الإنسان في التّغذية الصّحّيّة والحماية من الأمراض والسّرطانات المترتّبة عن التّقانات الحيويّة وغيرها من منتوجات الرّأسماليّة؟ متى صارت الكفاءة تقاس بحجم العمالة وما تجنيه السّفارات الأجنبيّة منها؟ هل تُسقط “الوظيفة” عن المرء كلّ مسؤوليّة تجاه الوطن؟ أين المسؤوليّة الأخلاقيّة والإنسانيّة في كلّ ذلك؟
لا يمكن بأيّ حال من الأحوال تبرير ذلك خاصّة عندما نتحدّث عن مسؤولين سامين في الدّولة يناط بعهدتهم الذّود عن المصالح العليا للشّعب.
تحيّاتي
هل يعقل أن يكون تعليق البعض على هذا البحث بأنه مجرد تحليل سطحي ، بسيط ، ساذخ ….إلخ ..
مجرد عبارات تافهة إن دلت فإنما تدل على تدني مستوى من قام بتدوينها…
كان الأجدر بهم أن يعيدوا قراءة هذا التحليل من جديد والتعمق جيدا في تفسير آراء كاتب المقال…