هذا ونفذت جماهير النادي الافريقي وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم بمنطقة المنزه للمطالبة بإقالة الهيئة المديرة للنادي برئاسة عبد السلام اليونسي على خلفية ما آلت إليه الأوضاع خاصة على المستوى الإداري والمالي مما أثر على نتائج الفريق، بالإضافة إلى التنديد بما اعتبروه تدخلا من رئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء لحماية عبد السلام اليونسي.
استعمال مفرط للقوة واعتقالات غير قانونية
هذه الوقفة الاحتجاجية سرعان ما تحولت إلى اشتباكات بين جماهير النادي الغاضبة وقوات الأمن في محيط الجامعة التونسية لكرة، نجم عنها اعتقالات واسعة في صفوف الجماهير غالبيتهم من القصر الذين تم إطلاق سراحهم بعد ساعات من احتجازهم بثكنة الأمن الوطني بحي الخضراء. وأثار التعامل الأمني مع الموقوفين وجمعهم فيما وُصف بمحتشدات اعتقال انتقادات واسعة لدى الرأي العام حتى من غير المتابعين للمجال الرياضي، فيما رفضت منظمات حقوقية من بينها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان الخروقات القانونية التي رافقت عملية تفريق مظاهرة الأحباء وظروف اعتقالهم وإهانتهم فيما يشبه المحتشدات النازية حسب نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، بسام الطريفي.
من جهته حذر رئيس رابطة أحباء النادي الافريقي معز الخميري من “خطورة أحداث يوم السبت الماضي وشدة العنف المعتمد من قبل قوات الأمن لتفريق المحتجين من جمهور النادي الإفريقي المطالبين برحيل الهيئة المديرة الحالية للفريق”. وأشار في تصريح لنواة إلى أن عدد محبي النادي الذين تم إيقافهم بلغ 293 محبا أكثر من 62 بالمائة منهم أطفال قصر تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة، وهو ما يطرح تساؤلات حول قوة التعاطي الأمني مع احتجاجات جماهير النادي الافريقي والعدد المهول من الاعتقالات الذي يعتبر أكبر عدد إيقافات في تونس في مدة زمنية لا تتجاوز الساعتين، حسب قوله.
وأكد الخميري عدم قانونية إيقاف الأطفال القصر الذين شاركوا في الاحتجاج باعتبار عدم الاتصال بأوليائهم وعدم حضور مندوب حماية الطفولة كما ينص على ذلك القانون في حالة إيقاف القُصر حسب تعبيره، داعيا إلى “إبعاد جمعية النادي الافريقي والجماهير الرياضية عن التجاذبات السياسية لأن مشاكل النادي في أغلبها لها ارتباط مباشر بالتجاذب السياسي في البلاد”.
أزمة مالية ورفض للتوظيف السياسي
الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها الجماهير الرياضية أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم ليست الأولى من نوعها بل تندرج في سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي يخوضها أنصار النادي الافريقي في الفترة الأخيرة بعد سوء الأوضاع الإدارية والمالية في النادي والنتائج السلبية في مختلف المباريات التي خاضها الافريقي منذ عودة نشاط البطولة الوطنية. فقد شن الأحباء اعتصاما بحديقة الرياضة أ بالعاصمة تونس منذ أسبوعين، بسبب خسارة النادي لمباراتين متتاليتين في مسابقة البطولة، للمطالبة بإقالة رئيس الجمعية عبد السلام اليونسي بالإضافة إلى وقفة احتجاجية أمام مقر الحكومة بالقصبة. ويأتي تنفيذ الجماهير للوقفة الاحتجاجية أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم بسبب ما يعتبرونه دعما من رئيس الجامعة وديع الجريء لرئيس النادي عبد السلام اليونسي، حيث رفعت الجماهير شعار “جريء على الجميع ووديع مع عبد السلام”.
وحسب مسؤولين عن رابطة أحباء النادي الافريقي فإن أسباب هذه الاحتجاجات تعود إلى جويلية 2020 حين رفضت الجامعة التونسية لكرة القدم استكمال مسار الانتخابات لاختيار هيئة جديدة للنادي تخلف هيئة عبد السلام اليونسي. كما يعتبر المحامي والمحب للنادي الافريقي، أحمد التونسي أن “هيئة عبد السلام اليونسي ليست شرعية ولا تحظى سوى بدعم وديع الجريء الذي يتمتع بنفوذ رياضي وسياسي كبير في تونس يستعمله في حماية مصالحه ومصالح من يحميهم”.
نفس هذا الموقف يتبناه معز الخميري، رئيس رابطة الأحباء، الذي دعا إلى إبعاد جمعية النادي الافريقي والجماهير الرياضية عن التجاذبات السياسية لأن مشاكل النادي في أغلبها لها ارتباط مباشر بالتجاذب السياسي في البلاد حسب قوله. مشيرا إلى وجود إرادة سياسية لإغراق النادي الافريقي في مشاكل مزمنة حتى لا يظهر سليم رياحي جديد أو أي رجل أعمال آخر ليحاول استغلال القاعدة الجماهيرية للنادي الافريقي لأهداف سياسية وانتخابية”.
هذه الرواية يرفضها وديع الجريء الذي اعتبر أن هيئة رئيس النادي الافريقي عبد السلام اليونسي في وضعية انحلال وذلك بعد قرار من اللجنة المستقلة للانتخابات بموجب الفصل 35 و40 من القانون الأساسي للنادي الافريقي، وسيبقى اليونسي على رأس هيئة تسييرية إلى حين عقد جلسة عامة انتخابية سابقة لأوانها. مع إشارة إلى أن اليونسي لن يستأنف قرار لجنة الانتخاب، حسب ما جاء في حوار أدلى به رئيس الجامعة لقناة التاسعة. هذا التصريح جاء لامتصاص موجة الغضب في صفوف أحباء نادي باب جديد وتهدئة الأوضاع خاصة بعد تهديد الجماهير بتصعيد تحركاتهم الاحتجاجية ضد الجريء واليونسي الذي سبق وأن أعلن عن قرار استقالته قبل أن يتراجع عنه يوم الجمعة 9 جانفي.
iThere are no comments
Add yours