وفق بيان حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، فإنّ الأمين العامّ للحزب فوزي الشّرفي تلقّى دعوة من إذاعة شمس أف أم للحضور في أحد البرامج السياسيّة يوم 5 جويلية، إلاّ أنّ الإذاعة أعادت الاتصال به معتذرة عن استضافته بسبب عدم تسجيل الحزب في الحملة الانتخابية للاستفتاء. وهنا، يجدر التذكير  بأن القرار المشترك الصّادر عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي البصري يُتيح لمختلف الأطياف السياسية المشاركة في الحوارات والحضور في وسائل الإعلام. حيث ينصّ الفصل التاسع عشر على التزام “وسائل الإعلام خلال حملة الاستفتاء بـ[…] ضمان حق النفاذ إلى وسائل الإعلام لمختلف الحساسيات الفكرية والسياسية”.

ولتبيّن حقيقة الأمر، اتّصلت نواة بجلال الجدي، مدير تحرير إذاعة شمس أف أم، الّذي أكّد أنّ الإذاعة لا تستبعد أيّ طرف سياسي من الحضور، وأنّ ما حدث مع أمين عامّ حزب المسار مجرّد “سوء تفاهم” مع فريق إعداد برنامج “ستوديو شمس”، مُضيفًا أنّ مختلف الأطياف السياسية مرحّب بها، بدليل استضافة مبروك كرشيد، أمين عام حزب الراية الوطنيّة، الّذي اعتبر لدى حضوره في برنامج “الماتينال” أنّ “المسار الحالي مهزلة”. وأضاف مدير تحرير الإذاعة أنّ أمين عامّ حزب العمّال حمة الهمامي سيكون بدوره حاضرًا ضمن برمجة الإذاعة رغم أنّه غير مسجّل بقائمة هيئة الانتخابات، والّذي دعا صراحةً إلى مقاطعة الاستفتاء.

كما اتّصلت نواة بأمين عامّ حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي الّذي أكّد أنّ بيان الحزب لا يستهدف الإذاعة ولا العاملين بها، وإنّما يُحذّر من التراجع عن حريّة التعبير الّذي اعتبرها “مكسبًا” وخطّا أحمر لا يجب المساس به. وأوضح أنّ معدّ البرنامج اتّصل به تلقائيّا من أجل دعوته للحضور والتعبير عن موقف الحزب من الاستفتاء، ثمّ تمّت إعادة الاتصال به للاعتذار عن الحضور. واعتبر أنّ موقف هيئة الانتخابات كان فيه نوع من الارتجال والارتباك، وهو ما خلق هذه الضبابية “وسوء فهم” في طريقة تعامل وسائل الإعلام مع مقاطعي الاستفتاء:

نائب رئيس الهيئة اعتبر في تصريح سابق أنّ المقاطعين غير معنيّين بالمشاركة في الحملة، وهم خاضعون للقانون العامّ الجزائي في صورة ارتكابهم لمخالفات، ثمّ تراجع عن هذا التصريح، فيما نصّ القرار المشترك بين هيئتَي الانتخابات والاتصال السمعي البصري على أنّ المقاطعين معنيّون بالمشاركة في حملة الاستفتاء، وسيتمّ احتساب تصريحاتهم ومواقفهم ضمن فئة المعارضين.

يقول فوزي الشّرفي.

وأبدى فوزي الشرفي تفهّما للطريقة التي تعاملت بها الإذاعة: “علاقتي جيّدة بمختلف الصحفيين وبإذاعة شمس”، ورجّح أنّ هناك تخوّفً من تسليط عقوبات في حال عدم الالتزام بقرارات الهيئات.