جناح الحقوق الاجتماعية لا يحلق دون جناح الحقوق السياسية
ملف خاص
جناح الحقوق الاجتماعية لا يحلق دون جناح الحقوق السياسية
Aymen Rezgui

أيمن الرزقي

نصّ إعلان 10 ديسمبر 1948 على 30 مادة تختزل الحقوق والحريات المجرّم انتزاعها وأخرجها على شكل سلسلة مترابطة الحلقات تفقد معناها ان انتزعت إحداها أو دافعت عن بعضها وبخست حق غيرك في الدفاع عن حقوق خيّل لك أنها ثانوية. إشكال نراه يمزّق ساحة الحراك وقواه الحية ويسعد الضفة المراهنة على التفرقة وضرب وحدة الصف، فما أبعدنا عن جمال الوحدة والتنوع والاقدام والرصانة الذي طبع المظاهرات المتتالية التي أنهكت حكومة الميشيشي وعسسها لشهور طويلة، اليوم تطغى المكابرة فتختلط الأولويات وتتراجع روح المبادرة وتستحضر الخلافات القديمة كأرواح شريرة سلطت لعنتها على الحراك وقواه، فلا حقوق اقتصادية اجتماعية استُردّت ولا حريات سياسية استُرجعت، بل مضي متواصل داخل النفق المظلم، ولولا شعلة الأمل التي توقدها بعض القوى الشبابية دون انتظام لانتزعت حقوقنا الواحدة تلو الأخرى، دون القدرة على الفعل قبل رد الفعل.

 أما واقع الحال فيحيلنا على الانتزاع تلو الأخر، حريات منتهكة وأصحاب الرأي في السجون في وضعية مزرية أو على مشارفها في انتظار ان يأتي الدور عليهم، حيف اجتماعي متنام يجسده واقع عاملات الفلاحة وضرب لحق الوصول إلى مرافق الحياة الضرورية كالحق في الصحة والماء ومقومات العيش وإن لم يكن كريما، انتشار خطاب الكراهية وتجريم التضامن مع المهاجرين واكتظاظ غير مسبوق في السجون ومراكز الإيقاف والاحتفاظ، التضييق على التعبيرات الشبابية الرافضة “للمنظومة” كمجموعات الألتراس مقابل تكريس الإفلات من العقاب، تطبيع مع الرداءة وتنصل من وعود تجريم التطبيع الرسمية رغم التمسك الشعبي الشبابي بها…كلها عناوين لمواضيع أعمال صحفية تعلقت بحقوق الانسان والحريات على امتداد السنة، تقدمها لكم نواة في شكل ملف بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان، أو ما بقي منها.


الصحافة ليست جريمة، إلا إن كان للسلطة رأي آخر. رأي قد يتطور إلى مراسيم وقوانين تذكرنا بالزمن الجميل، زمن التسلط والاستبداد والرأي الواحد، لتكون أبواب السجن مفتوحة على مصراعيها ولو مع تأجيل التنفيذ في وجه كل قلم وعقل لا يسبح في فلك السلطة المتشنجة.


الحظوة لولايات الشريط الساحلي والنسيان للولايات الداخلية، عبارة لا تغيب عن حديث التنمية اللاعادلة في تونس. إلا أن التدقيق في ”ولايات الحظوة“ يحيلنا إلى تناقض أشد، بين مركز المدينة وقراها الحزامية، هذا ما لمسناه في ولاية بنزرت التي لم تشفع سدودها وبحيراتها الجبلية في الحد من معاناة وعطش أهالي قراها.


نسق ماراطوني فرضته محاكمات الرأي والمرسوم 54 سيء الذكر على المحامين المنتصرين للحريات. نص يليق بأعتى الدكتاتوريات تعتمده السلطة لتقويض الحقوق و الحريات وفرض الرقابة الذاتية. في هذا السياق التقت نواة الأستاذ أيوب الغدامسي لتسليط الضوء على خلفيات هذه الردة الحقوقية الخطرة.


الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح في معهد الصحافة وعلوم الاخبار، حيث قدم محاضرة الثلاثاء 28 ماي أمام الطلبة بعد حركتهم النضالية في مخيم شيرين أبو عاقلة وفرضهم قطع شراكات التطبيع الاكاديمي. لم تكن مجرد زيارة لمدير مكتب قناة الجزيرة في غزة بقدر ما كانت فرصة للنقاش حول كليات الصحافة، الإعلام ونصرة القضايا العادلة ومقاومة الاحتلال والتطبيع والعنصرية.


يستأثر واقع الصحّة العموميّة في تونس بمحور النقاشات عند كلّ كارثة أو فاجعة، لكنّه سرعان ما يعود إلى درج التجاهل والتهميش تماشيا مع سياسة دولة تتقن كنس المشاكل تحت السجّادة.


محكمة الاستئناف بتونس أجلت الحكم في قضية شهيد الملاعب عمر العبيدي إلى 31 ماي القادم بناء على طلب الدفاع عن المتهمين، لكن الدعوات مازالت متواصلة لاعتماد يوم 31 مارس من كل سنة يوما لمناهضة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة من قبل البوليس. قضية عمر العبيدي ليست الأولى ولا الأخيرة التي يذهب فيها مواطن تونسي ضحية عنف او اهمال، لكنها مثلت طيلة ست سنوات قضية نموذجية في التعامل مع قضايا الموت المستراب وتمتيع الجناة بالإفلات من العقاب.


حدث وراء آخر وفرقعات إعلامية هنا وهناك لم تنجح على تنوعها في طرد كابوس ليلة 2 نوفمبر الشهيرة، ليلة الهروب البرلماني المذل من جلسة التصويت على مشروع قانون تجريم التطبيع وما أحوجنا لتجريمه مع الابارتايد والاستبداد.


الالتراس التي ظھرت في الملاعب بھدف تشجیع الفرق الریاضیة بطرق مختلفة عن بقیة الجمھور شھدت تطوّرا ملحوظا لتتحوّل من مجرّد أفراد مشجعین داخل المدرج إلى مجموعات منظّمة تتبنى عددا من القضايا الحقوقية والاجتماعية والسياسية أحيانا ومصدر قلق وأزعاج دائمين لأي نظام حاكم.


في جويلية الماضي، دفعت أعمال الطرد الجماعي للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء أكثر من ستة ألف مهاجر، حسب تقارير منظمات حقوقية، للاحتماء بغابات الزيتون القريبة من مدينة صفاقس. فهناك توجد فرص للعمل الموسمي في جني الزيتون، وفرص أكبر للإبحار نحو إيطاليا.


من قلب الشمال الغربي التونسي بين أرياف بوسالم الجميلة القاسية، ترفض النساء العاملات في الفلاحة الرضوخ لواقع البطالة وقلة ذات اليد. تراهن يتنقلن فجرا في رحلات تكون بعضها مميتة للعمل الفلاحي دون تغطية اجتماعية وبأجور زهيدة. نواة التقت بعضهن لتنقل نضالاتهن في وجه الحيف الاجتماعي.


قبل يوم من ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الموافق ليوم 10 ديسمبر من كلّ سنة، صرّح المكلّف بالإعلام بوزارة الداخلية لجريدة الشروق أن ”ما يروج عن انتهاكات الوزارة لحقوق الإنسان بمراكز الإيقاف مغالطات وادعاءات لا أساس لها من الصحة“، ودعا المنظمات لزيارة مراكز الاحتفاظ التي وصفها بأنها من أرقى المراكز وأنها تخضع للمعايير الدولية المتعارف عليها، في حين تفيد تقارير المنظمات بوجود انتهاكات تخصّ مياه الشرب والصرف الصحي والتهوئة والأكلة.

Inscrivez-vous

à notre newsletter

pour ne rien rater de nawaat

iThere are no comments

Add yours

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *