و حسب ما بينه مدير مركز الفنون الدرامية و الركحية بمدنين و مدير المهرجان ” أنور الشعافي “، تتميز هذه الدورة بعرض بعض
المسرحيات في الاطار المكاني لاحداث المسرحية حيث قدمت مسرحية « قصر الشوك » لنعمان حمدة يوم 17 ديسمبر بمستشفى الجهة ومسرحية « قانون الجاذبية » لماهر عواشرى في نفس اليوم بحضيرة اشغال بالجهة ومسرحية « عصافر » لسليم الصنهاجي بساحة الحرية يوم 18 ديسمبر.
واعتبر انور الشعافي ان « الحدث فى هذه الدورة سيكون العرض الاول لباكورة اعمال المركز مسرحية “ترى ما رأيت” وهي مسرحية مأخوذة عن نصوص شعرية لكمال بوعجيلة سينوغرافيا واخراج انور الشعافى واداء مجموعة من الممثلين من خريجى المعاهد العليا للمسرح . » و هي موضوع حديثنا في هذا المقال :
الطريف في هذا العمل أن نصه هو إقتباس من أشعار ابن الجهة المهاجر ” كمال بوعجيلة “المأخوذة من ديوانه الشعري الصادر تحت نفس اسم المسرحية ” ترى ما رأيت “، و يصف في قصائد هذا الديوان تجربة المرض التي عاشها وحيدا دون رفيق يؤنس غربته و معاناته … حاول مخرج العمل أنور الشعافي تجسيم هذه المواقف و عكس رؤيته و قراءته لنصوص الشاعر موظفا لأول مرة في العالم ( لا في تونس فقط ) وسائل الاتصال الحديثة في مسرحيته :
إستعمل مخرج العمل تقنية السكايب ” skype ” في مسرحيته حيث أنه حول مفهوم مسرح ” الأن و هنا ” إلى مسرح ” الأن هنا و هناك ” : الممثلون موجودون في إطاران مكانيان مختلفان، حيث أنه أثناء قيام الممثلين بأدوارهم في المسرحية على ركح المركب الثقافي بمدنين تقوم ممثلة في نفس الوقت بدورها في مونبيليي بفرنسا و يتم عرض عملها على شاشة في المسرح عبر تقنية السكايب متبادلة أثناء ذلك حوارا مع شخوص المسرحية في مدنين. و قد عقب مخرج العمل أنور الشعافي على هذه السابقة قائلا : “هذا العمل فيه تقنيات مبتكرة ويسعى بذلك الى اثراء المشهد المسرحى فى تونس بلون مختلف معتمدا فى ذلك على استغلال وسائل الاتصال الحديثة فى تماه بين الصورة الافتراضية والصورة الواقعية من خلال التركيز على المشهدية والحركة وتتناول المسرحية فى موضوعها معاناة المثقف في زمن الدكتاتورية “.
من النقاط الإيجابية في هذا العرض أن المجهود في البحث عن التجديد في المسرح واضح، كذلك الجمهور الغفير الذي، و إن كانت لجنة التنظيم لم تتوقع كثافته، سجل حضوره و أثبت أن الجنوب الشرقي و خصوصا مدنين مازالت محافظة على تقاليدها الثقافية رغم تصحر النشاط الثقافي فيها، لكن يبقى النقاش الذي دار بعد العرض من النقاط السلبية في العرض حيث أنه دار في قاعة صغيرة لم يتسع لكل الذين أرادو مناقشة العمل أو فهم وجهة نظر المخرج و الممثلين في العمل، كذلك بعض المشاحنات و المشادات الكلامية أثناء النقاش اللتي عكرت صفو هاته التظاهرة و هذا المحفل.
وسيكون الاختتام يوم 22 ديسمبر بعرض « سلام » لحاتم القروى وهوعبارة عن تجليات مسرحية وموسيقية بالاضافة الى تقديم عروض قياسية للتربص الذى سينتظم على هامش الدورة ويؤطره الفرنسى جون بيار بيسنار تحت عنوان « مسرح الحلبة وورشة الكلون المسرحي » .
.كما يجدر بنا التذكير أن عرض ” ترى ما رأيت ” سيتم عرضه أيضا في إطار أياما قرطاج المسرحية
iThere are no comments
Add yours