كان نفوذ الجنرال سونغو من أكبر التحديات المتوقع أن يجابهها الرئيس الجديد؛ لكن مجموعة من الضباط وضباط الصف والجنود تصدوا للجنرال في معقله وطردوه صباح أمس الـ من 30 سبتمبر من كتيبة “كاتي” العسكرية على بعد 15 كلم من العاصمة بامكو.واعتقل الضباط الغاضبون الذراع الأيمن للجنرال سونغو ومدير مكتبه العقيد القوي -إلى وقت قريب- محمد حبيب جالو؛ بعد أن سقط جريحا خلال المواجهات في كتيبة كاتي.
و قاد المقدم أمدو كوناري التمرد ضد الجنرال سونغو. ويعتبر كونارى أحد قادة الانقلاب الأخير، ضد الرئيس المالي آمدو توماني تورى .حيث تولى منصب الناطق الرسمي باسم الطغمة العسكرية.
ويأتي هذا التمرد المسلح احتجاجا على الترقيات التي حرمَ منها عدد من الضباط وطباط الصف.كما أنه يأتي رفضا للنفوذ الواسع والمتنامي للجنرال سونغو ومقربيه في الأوساط السياسية والمالية لهذه الجمهورية الإفريقية الحبيسة والتي تعاني ضعفا متزايدا في المؤسسة العسكرية. ونزاعات مع المتمردين الطوارق. فضلا عن تواجد مقاتلي القاعدة. وتداعيات التدخل الفرنسي في”عملية سرفال” لتحرير أراضي الشمال من سيطرة الجهاديين المسلحين.
الرئيس المالي المنتخب بادر لقطع زيارته لفرنسا وقرر العودة إلى بلاده للسيطرة على الأضواع المستجدة.وذلك خلال الوقت التي تتابع فيه كتائب تابعة للمقدم كوناتي البحث عن الجنرال سونغو وبعض مقربيه في المناطق القريبة من العاصمة بامكو.
الأوضاع في دولة مالي بالغة التعقيد. فمن جهة تتجد المناوشات بين الجيش النظامي ومقاتلي الطوارق في الشمال. ومن جهة ثانية؛ يعتبر اختفاء الجنرال سونغو عامل توتر قد يدفع بالبلاد إلى أتون من الصراعات الداخلية العنيف.لكن اختفاء الجنرال سونغو عن المشهد سيكل متنفسا للقصر الرئاسي في باماكو،ويبقى حضور الجيش في السياسية مرهونا بقوة المتردين الجدد ضد الجنرال سونغو.
ولم تتدخل القوات الفرنسية المتواجدة على الأراضي المالية لحد الساعة لحسم النزاع القائم في الجيش.ومن المنتظر أن تكون الساعات القادمة مفصلية في ترجيح كفة النزاع.
فهل يسدل الستار على الجنرال سونغو؟ أم أن الرجل يستعيد أنفاسه وينتقم من الضباط الذين أذلوه على رؤوس الأشهاد؟وماهي انعكاسات نزاع القادة العسكريين على الحكم المدني الجديد؟
iThere are no comments
Add yours