في محاولة فهم مغزى تسمية ثورتنا ب”ثورة البرويطة”، أرى أنه من المهم جدا أن لا نقع في خطأ وضع الساخطين على هذه الثورة في نفس السلة. فهناك جانب آمن بالثورة وشارك فيها في البداية ودافع عن افكارها و رأى فيها المعبر الأسمى عن أحلامه في تغيير واقعه و مستقبله غير أن المآل السيئ للثورة قصف بأماله فسخط عليها. و جانب آخر تمعش إقتصاديا و إجتماعيا من فساد نظام بن علي و رأى في نهاية حكمه الإستبدادي إنهيارا لعالمه الذاتي وهو ما جعله يكره الثورة وينقم عليها.
في ماهية الليل في تونس: الخواء العام و طوباوية الثورة
ما الذي أسس لهذه السلبية الازلية في علاقتنا بالليل؟ لماذا اقترن الليل في تونس بالخطر المبهم؟ باختصار، لم لا نملك الليل؟ في قرائتي لماهية الليل في تونس، أود نقد خيبة الخواء العام الذي يصبغ الليل التونسي وإسقاطاته على المشهد الإجتماعي والسياسي و الثقافي في مابعد الثورة و التركيز من ناحية أخرى على أهمية الليل كزمكان ثوري تجديدي.
الرئيس الزومبي
في رائعته ” ليلة الموتى الأحياء“(1968)، ركز جورج روميرو في بناء تصوره للزومبي على بطء الحركة و الكسل والفجاجة. على نفس المنوال غلبت على تجربة السبسي السياسية نوع من الكسل الفكري الذي تختلط فيه فجاجة القول بالحذر المبالغ.
شخصية سنة 2016: عون الأمن
تماثلا بتقليد سياسي ثقافي أسست له مجلة التايم، اخترت في هذا المقال أن أهدي جائزة هذا العام و لكل عام إلى الشخصية الأكثر تأثيرا في حياتنا اليومية و الخاصة: عون الأمن. أن تسموه علنا أو خفية بتسميات متجددة ك”الحاكم” أو “السورتي” أو حتى “الحنشة” كافي لتأكيد تأثيره الكاريزماتي على مقاربتنا لوجودنا الإجتماعي و الثقافي و حتى الجسدي.
هل حان أوان محاكمة جرائم فرنسا الإستعمارية في تونس
أناقش في هذا المقال تداعيات ماصرحت به رئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة، سهام بن سدرين، خلال الجلسة العامة لمناقشة ميزانية الهيئة والتي اشارت فيه إلى وجود ملفات وأدلة تدين فرنسا في جرائم حرب ارتكبت في عهد الجنرال ديغول. ماأود طرحه هنا أن هذا التصريح العلني لبن سدرين يمكن أن يشكل نواة هامة لبداية طرح ملف محاكمة وادانة جرائم فرنسا الإستعمارية.
الإستعمارية الجديدة: الفتنة و الجهويات و الحضرة
اهتم في هذا المقال بالجانب الثقافي لترسخ النيوكولونيالية فينا و خاصة في تعابيرنا ومفرادتنا و مراجعنا. في التركيز على شياع خطاب الفتنة و إستمرارية الجهويات كمخزون إجتماعي و شعبية الحضرة، أود أن أؤكد على أنه في غياب ثورة ثقافية جادة فإن كل ما نفعله هو نتاج لصيرورة النيوكولونيالية الثقافية في فهمنا و تكريسنا لذاتنا. إذا كان فهمك لذاتك و للعالم حولك يقوم على إقصاء الأخر (أي إبن وطنك من الداخل التونسي) وتقزيمه بداع ما فعليك مراجعة نفسك.
The complex ideology of Tunisia’s Truth and Dignity Commission
The Tunisian TDC will be praised and it will be blamed as it has been the case with previous renewed Truth and Reconciliation Commission worldwide. The high stakes that the TDCT carry within an ongoing unstable political and economic local and regional contexts insure that the established ideals of justice and social and political restoration will be scrutinized according to one’s subjective view of what the post-revolution Tunisia should be like.
بورقيبة والشمال الغربي: الإرث الذي مازال بيننا
إن العزلة الثقافية والسياسية والإقتصادية التي فرضت على مناطق عدة كالشمال الغربي و الجنوب التونسي هي نتاج فكرة نيوكولونيالية ممنهجة وإختيارية افضت إلى سياسات إقتصادية وسعت من هوة التباين بين شريط ساحلي ذو نفوذ سياسي لامحدود وشمال غربي مثلا أنزل به إلى درجة الحيوانية. مافعله بورقيبة في الشمال الغربي وكامل الشريط الغربي لتونس لم يكن نتيجة لضيق الموارد وغياب الإمكانيات، وإنما هو نابع من فهم وإرادة بوجوب الإبقاء على التخلف السياسي والإقتصادي لهذا المجال الجغرافي الشاسع. الأسوأ من هذا كله أن الغباء السياسي لبن علي وضيق الأفق الفكري للسبسي أفضيا إلى إستمرارية هذا الإرث البورقيبي السيء.
الإستثمار والسراب السياسي: توقع الأسوأ من مؤتمر الإستثمار الخارجي
في قراءة سوسيولوجية لديناميكية التطور الإقتصادي والتحول الإجتماعي، انتقد في هذا المقال أهمية مؤتمر الإستثمار الخارجي ”تونس 2020“ الذي إنعقد هذا الأسبوع في تونس كحل للأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية لتونس مابعد الثورة. خلافا لهذه الأطروحة البالية، أرى أن التطور الإقتصادي من خلال التركيز على السيولة المالية ونقل الخبرات والتكنولوجية لن يكون له أي نجاعة في غياب التطور الثقافي المحلي والعصرنة المؤسساتية. الأسوأ في غياب هذين الضرورتين هو تفاقم الإختلال الإقتصادي بين الجهات وتدهور إمكانيات التنمية البشرية المستدامة
اسقاطات فوز ترامب من جديد: المابعد الواقعية والبروليتارية السفلى و تحول الخطاب السياسي
قبل الإنصراف التام عن تداعيات فوز ترامب، أرى أنه يجب الإهتمام بجوانب أكثر مركزية في تأثير ما حدث هناك على الخطاب والفعل السياسي هنا. يتجه اهتمامي هنا إلى مسألتين أسياسيتين في مقارنتنا بين الإفرازات السياسة و الثقافية هنا و هناك: سياسة مابعد الواقعية والبروليتارية السفلى .
الغنوشي وترامب: وجهان لعملة واحدة
يتجه اهتمامي في هذا المقال إلا ثلاث جوانب اراها مفصلية في رؤية وتأثير الرجلين في الخريطة السياسية لكل بلد. اود كذلك أن أجذب إهتمام القارئ إلا أن مغزى هذا المقال لا يكمن في محاولة النقد السلبي لتجربة سياسية ما أو أن المقارنة بترامب هي ميكانيكيا محاولة غير جدية.
عن طُقوسية بن علي و وثنية العودة
أريد أن أؤكد أن فهمي لوثنية و طُقوسية رمزية بن علي لا يستخلص الحالة التونسية فيما بعد الثورة في طرفي الخلاف بين مُندد و مساند لعودة الدكتاتور السابق. على العكس، في محاولة مقاربة أطروحة رينيه جيرار و جانب من الوضع التونسي المتأزم الحالي هو دعوة إلى الخوض مُجددا في مَاض يقف عائقا أمام تأسيس سليم لحاضرنا و مستقبلنا كمجتمع و كيان سياسي مُتعدد و تقدمي. إن بن علي سيظل بيننا طالما انه لم تقع محاسبته على جرائمه و طالما ارثه و فكره مازال متفشيا بيننا.