Cité de la Culture 2

إفتتاح مدينة الثقافة… ملاّ جوّ

كان افتتاح مدينة الثقافة، أمس الأربعاء 21 مارس 2018، مناسبة لاستعراض الرداءة والبيروقراطية في كامل تجليّاتها. وقد قاطع جلّ الفنّانين والمسرحيّين حفل الافتتاح الذي حضره فنّانون استهلكوا رصيدهم من التملّق والذّين لا نرى غيرهم في القنوات العمومية والخاصة. عرض الافتتاح كان أوكرانيا مُطعّما ببعض الأصوات التونسية، وهو ما استغربه العديد من الحاضرين، من بينهم المفكّر يوسف الصدّيق الذي اعتبر العرض متواضعا وغير جدير بالفرجة. وقد سبق أن أُثِير الجدل حول مدينة الثقافة التي عمقت مشكل المركزيّة الثقافية من خلال حصر كل ما له علاقة بالفنّ في العاصمة وتهميش المناطق الداخلية. دون أن ننسى الجدل حول تكلفتها التي تجاوزت 125 مليار دينار وهندستها المعماريّة الخالية من كل روح والشبيهة بالمراكز التجارية في دول الخليج.

مدينة الثقافة: أرخبيل المناورات المشبوهة

في قلب العاصمة تونس، تبرز كرة ضخمة قبيحة من البلّور تسنُدُها أعمدة شاهقة. شيء يشبه كرة الكريستال، تزيد إنارته الباهتة من عتمة هذا المبنى الموحش المُسمّى مدينة الثقافة. وجوهه المتعدّدة تذكّر الفنّانين المارّين أمامه بكلّ المال المُبذّر والذي كان يمكن أن يُنفَق على تمويل العديد من المشاريع الإبداعية التي صارت حبيسة الماضي.