autocritique 2

نبذ الذات التونسية: في نظرية الجسد الدامي

بعد كل حدث، مثلما حصل بعد فيضانات نابل أو أزمة نقص الأدوية قبلها، تسود حالة هستيرية جماعية، تتجلى عبر أدوات لغوية وكلامية فاسدة تُروّج أغلبها لنبذ الذات التونسية حيث يردد الحانقون أن تونس نفسها مزبلة كبرى لا يُستحق العيش فيها وأن الجميع في تونس “طحانة وكذابة”. أصبح الجسد التونسي داميا فكثرت بؤر التقيح في سياقات اللغة والفكر، فتحولت ردود الفعل إلى تقيؤ جماعي ملأ الساحات والفضاءات المادية والإفتراضية، كما أفرزت حالة الإحتقان المزمنة صديدا لغويا وفكريا داخل المجتمع التونسي لم يقع علاجه بعد. هذه الحالة العامة من نبذ الذات التونسية وتحقيرها، تصفها آن سيسيل روبير بأنها نتيجة سلبية لاستراتجية العاطفة.

الحراك الاجتماعي والسلطة: بين خطر النمطيّة وحرب الاستنزاف

على هامش المؤتمر الثاني للحركات الاجتماعية الذّي اختتم أشغاله في الأوّل من شهر افريل الجاري، صارت الحاجة ملحة لطرح أسئلة عدة حول آفاق الحراك الاجتماعي في ظلّ تشظّيه وانجراره إلى متاهة التسويف والمفاوضات. رحلة البحث عن إجابات قادتنا إلى أسماء ووجوه عرفها الشارع كمالك الصغيري عن مانيش مسامح وغسّان محفوظي عن التنسيقيّة الوطنيّة للحركات الاجتماعيّة في المكناسي مرورا بغسّان هنشيري المفروز أمنيا من قفصة انتهاء بآمنة الزويدي عن مجموعة مسيرة ال17. شباب تمايز في مشاربه الفكرية والجهويّة وجمعه هاجس البحث عن مدّ جديد للحراك الاجتماعيّ.