Tribalisme 3

تاريخ حي هلال: كيف صنع الهامش في تونس العاصمة

لا نعرف عن حي هلال عموماً سوى أنه حي شعبي في وسط العاصمة يمثل بؤرة للجريمة وجب تجنب الدخول إليها متناسين أن العنف والانحراف هي نتيجة لسيرورة طويلة و مركبة من العوامل السياسية، الاجتماعية والتاريخية. يعود تاريخ حي هلال، هذا الحي الهامشي، إلى ثلاثينيات القرن العشرين. و منذ ذلك التاريخ وهو يعيش تهميشاً ممنهجاً أوصله إلى الصورة التي هو عليها اليوم، صورة الحي الخطير و الذي يعاني أبناؤه الوصم أينما ذهبوا.

حوار مع المولدي لحمر (أستاذ علم الإجتماع): ”الثورة التونسية أنهت فكرة القبيلة“

تخترق القراءات السوسيولوجية لظاهرة القبيلة في المجتمعات العربية حجب الأفكار السائدة. هذه الظاهرة التي تبرز للجدل في بلادنا بين الحين والآخر -تاركة وراءها غيوما من التأويلات- حرضتنا على طرح العديد من الأسئلة على علم الإجتماع، لوضع الظاهرة وتأويلاتها تحت مجهر التحليل السوسيولوجي. المولدي لحمر، أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس والذي يشغل حاليا منصب أستاذ في قسم علم الاجتماع والانثروبولوجيا بمعهد الدوحة للدراسات العليا، كان لنا معه حوار حول المواجهات العروشية التي تشهدها بعض مناطق البلاد ومدى ارتباطها بالفكرة القائلة باستمرارية القبيلة في التأثير على الاجتماع التونسي المعاصر.

أراضي العروش وإحياء الصراع القَبلي: من المسؤول؟

احتضنت مدينة قبلي فجر السبت الفارط فصلا جديدا من الصراع الأهلي بين القرى المتجاورة، انتهى بسقوط حوالي 78 جريحا، أحدهم في حالة خطيرة. دارت أحداث العنف –التي استُخدمت فيها بنادق الصيد- على تخوم قريتي بشني (الفوار) وجرسين (قبلي الجنوبية)، التي تفصل بينهما مسافة لاتتجاوز الخمس كيلومترات، وتضم الأولى حوالي 3 آلاف ساكن، بينما يقدر عدد سكان الثانية بحوالي 5 آلاف ساكن. ولئن اعتُبر هذا الصراع الأول من نوعه بين القريتين، فإنه يندرج ضمن سياق محلي تميز بتواتر النزاعات العروشية، التي تدفع إليها في معظم الأحيان خلافات أهلية حول ما يعرف بـ”الأراضي الاشتراكية” التي تعود ملكيتها إلى العروش.