تعيش المنظومة التربوية التونسية اليوم أزمة مركّبة وعميقة تتجاوز حدود المدرسة لتلامس جوهر المشروع الوطني برمّته. فمنذ الاستقلال، مثّل التعليم العمومي أحد أعمدة بناء الدولة الحديثة، حيث خُصّص له ربع ميزانية الدولة تقريبًا خلال عقود الستينات والسبعينات، وكان بوابة الارتقاء الاجتماعي وصناعة الطبقة الوسطى. غير أنّ هذا المكسب التاريخي بدأ يتآكل مع مرور الزمن بفعل التراكمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
